الرئيس الأمريكي ترامب ترشيحات وتحالفات.. تكهنات، شائعات وتأكيدات.. صراعات حزبية وانقسامات داخلية تشهدها دوائر السياسة الأمريكية ويعيشها صناعها ساعين وراء حلم لقب الرئيس 46 للولايات المتحدةالأمريكية أو استمرار الرئيس الأمريكي »دونالد ترامب» بالمكوث في المكتب البيضاوي والفوز بفترة ولاية ثانية.. الاستعدادات بدأت علي قدم وساق لخوض ماراثون انتخابات الرئاسة الأمريكية 2020، 450 مرشحًا حتي الآن تقدموا بأوراقهم لخوض السباق وفقاً للجنة الفيدرالية للانتخابات. 600 يوم وأكثر تفصلنا عن موعد إقبال الأمريكيين علي صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في نوفمبر 2020. 600 يوم ويعلن عن الساكن الجديد للبيت الأبيض.. الساحة تبدو مزدحمة بالديمقراطيين والعالم يترقب وتتجه أنظاره صوب الولاياتالمتحدة ليتابع بشغف الحدث السياسي الأقوي في العالم. في تقرير نشرته مجلة »تايم» الأمريكية علي موقعها الإلكتروني، ألقت الضوء علي أبرز المرشحين للرئاسة الذين أعلنوا عن رغبتهم خوض السباق، وكان في مقدمتهم الرئيس ترامب، الذي أعلن عن نيته للمشاركة في السباق الانتخابي العام المقبل، وقال إنه واثق من فوزه إذا رشح نفسه مرة أخري، مشيراً إلي أن الديمقراطيين سيفشلون فشلاً ذريعاً في الانتخابات. ومن زاوية تاريخية، يري بعض المراقبين أن ينال ترامب مصير الرئيس الأمريكي الرابع عشر »فرانكلين بيرس»، الذي تخلي الحزب عنه في دعمه للفوز بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية عام 1856، بعد أن تراجعت شعبيته. وبعد مرور عامين من فترة رئاسة ترامب، التي كانت مليئة بأحداث أثارت جدلاً واسعاً ليس فقط في الولاياتالمتحدة ولكن للعالم أجمع، لم يفرج عن إقراراته الضريبية، ووجهت المحكمة العليا الثانية اتهاماً له بالاعتداء الجنسي، واستقال »سكوت برويت» رئيس وكالة حماية البيئة وأحد رجاله بعد أن ارتبط اسمه بسلسلة فضائح حول استخدامه الأموال العامة. وتمت مقاضاة إدارته لسياسة الهجرة التي فصلت الأطفال المهاجرين عن عائلاتهم وتوقيفهم علي الحدود مع المكسيك. وأثارت مشاهد لأطفال يبكون انتقادات واسعة داخل المجتمع الأمريكي وخارجه، ما دفع زعيم كتلة الجمهوريين في مجلس النواب »بول ريان» إلي عرض مشروع قانون للتصويت عليه لإنهاء تلك الإجراءات. وكانت السلطات الأمريكية قد قامت بفصل أكثر من 2300 قاصر عن أسرهم خلال العام الماضي. كما يواجه العديد من المقربين لترامب اتهامات لممارسة الضغوط والتزوير الضريبي والكذب علي الضباط الفيدراليين. ووفقاً للمجلة، فإن أغلب المرشحين المحتملين للرئاسة يكشفون عن برامجهم الانتخابية في النصف الأول من العام الذي يسبق الانتخابات، لذا فمن المتوقع أن يعلن البعض عن منافستهم في السباق الانتخابي في ربيع هذا العام. في 11 يناير من هذا العام، أعلنت السيناتور الديمقراطية »تولسي جابارد»، أنها تتطلع إلي كسر حاجز آخر لتصبح أول امرأة تتولي رئاسة أمريكا، بعد أن أصبحت أول عضو هندوسي من جزر »سامو» في الكونجرس الأمريكي. وقبل انتخابها في عام 2012، خدمت جابارد في الحرس الوطني لجيش هاواي - أولاً في العراق ثم الكويت. وقبل ذلك، أصبحت جابارد أصغر امرأة يتم انتخابها في ولاية هاواي، عندما فازت بالمقعد في سن ال21، كانت أصغر امرأة يتم انتخابها في هيئة تشريعية بالولاية الأمريكية. قامت جابارد مؤخراً بزيارة ولايات مهمة مثل »أيوا» و»نيو هامبشاير». كما كتبت كتاباً من المقرر نشره هذا الربيع. وعلي عكس ترامب، فإن جابارد لديها خبرة عن الحرب، خاصة بعد أن غادرت من أجل الخدمة في العراق. وقالت في المؤتمر الوطني الديمقراطي لعام 2012: »لقد استقلت من الهيئة التشريعية التي خدمت فيها، واتجهت إلي منطقة حرب، وكمحارب قديم، أعرف تكاليف الحرب. مثل جابارد، يعرف »جوليان كاسترو» بأنه بدأ في السياسة في سن مبكرة، وأصبح أصغر عضو في مجلس مدينة »سان أنطونيو» عام 2001 عندما كان عمره 26 عاماً. قد تعرف اسم »كاسترو» من أدواره السابقة بصفته رئيس بلدية »سان أنطونيو» أو وظيفته الأكثر حداثة كوزير سابق للإسكان والتطوير الحضري في إدارة الرئيس السابق »باراك أوباما». واليوم يعلن ترشحه لخوض السباق، تخرج كاسترو من جامعة ستانفورد وكلية الحقوق بجامعة هارفارد. وبعد محاولة فاشلة، انتخب كاسترو كعمدة سان أنطونيو عام 2009. وفي عام 2012، أصبح أول لاتيني يلقي خطاب المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي. وقيل إنه كان مرشحاً لمنصب نائب الرئيس من قبل المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون عام 2016. وفي عهد أوباما، ساعد كاسترو في إطلاق مبادرة »onnect Home، التي وسعت وصول الإنترنت بأسعار مناسبة إلي متلقي الإسكان العام في 27 مدينة. ويعتقد سكان تكساس أنه يمكن أن يكون »ترياقًا لترامب» في قضايا ساخنة مثل الهجرة. وعلي عكس جابارد وكاسترو، لم تعلن السيناتور الديمقراطية عن ولاية ماساتشوستس »إليزابيث وارن» رسمياً عن ترشحها، لكنها أعلنت أنها تشكل لجنة استكشافية علي أمل اتخاذ قرار قريباً، وحصد تأييد لخوضها الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي. في عام 2012، نجحت في التغلب علي السيناتور الحالي »سكوت براون»، الذي حل محل السيناتور تيد كينيدي بعد وفاته. وقد عملت كسيناتور منذ ذلك الحين، وأعيد انتخابها عام 2018. وهي معروفة أيضاً بالدفاع عن إنشاء مكتب حماية المستهلك، الذي يفرض قواعد للمؤسسات المالية. وتعتقد وارن أنها تستطيع المساعدة في إعادة بناء الطبقة الوسطي. فيما أعلنت السيناتور »كريستن جيليبراند» أنها تعمل علي حصد تأييد الحزب الديمقراطي لترشيحها لمنصب الرئيس في برنامج »The Late Show مع مقدم البرامج »ستيفن كولبيرت». تركز جيليبراند علي العنصرية المؤسسية والجشع والفساد في واشنطن، التي تراها كحواجز أمام المستقبل الذي سيتعين علي المرشح الديمقراطي أن يتغلب عليه من أجل إنجاز التشريع الذي يدعم الأمريكيين الذين يعملون بجد. ومثل وارن، لم يعلن السيناتور »شيرود براون» رسمياً خوضه معترك الانتخابات، لكنه قال إنه يفكر في ذلك، »لم يكن لديَّ هذا الحلم أن أكون رئيساً طوال حياتي، حتي كطفل أو في أي وقت». وقبل انتخابه لعضوية مجلس الشيوخ عام 2006، عمل براون كمشرع وعضو في مجلس النواب لمدة سبع فترات. براون هو ديمقراطي ليبرالي وسيناتور متعطش للصناعات التحويلية الأمريكية. فقد قاد حركات المعارضة ضد اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية، ودعا إلي الإصلاح في وول ستريت لحماية الأفراد علي الشركات. فيما أعلن السيناتور الديمقراطي »جون ديلاني» ترشحه مبكراً خلال عام 2017، من أجل كسب تأييد شعبي والوصول إلي منافسين ديمقراطيين. لم يكن في الكونجرس لفترة طويلة حيث تم انتخابه عام 2012. ولعل هذا هو السبب في إعلانه عن حملته في وقت مبكر. حصل ديلاني علي درجة البكالوريوس من جامعة كولومبيا وشهادة في القانون من جامعة جورج تاون. كما أطلق شركتين تم تداولهما في بورصة نيويورك. بصفته عضواً في الكونجرس، أدخل ديلاني تشريعًا من شأنه أن يضع حدًا لعملية التقسيم الجزئي للحزب. علي عكس ديلاني، السيناتور الديمقراطي السابق »ريتشارد أوجيدا»، الذي شغل منصباً كبيراً في الجيش قبل أن يتقاعد، ومثل ولاية فرجينيا الغربية في الكونجرس حتي قدم استقالته في يناير الجاري. والآن أعلن عن عزمه للترشح لانتخابات الرئيس الأمريكية 2020. يري أوجيدا أنه لم يكن هناك ساسة يناضلون من أجل مواطني الطبقة العاملة في هذا البلد. اعترف أوجيدا بالتصويت لصالح ترامب عام 2016، مما قد يزعج الديمقراطيين الذين يكرهونه، رغم إعلان أسفه عن التصويت، الأمر الذي يزعج أنصار ترامب المحافظين. ومن خلال صحيفة »واشنطن بوست» الأمريكية، أعلن تخلي رئيس مجلس إدارة أكبر سلسلة للقهوة في العالم »هوارد شولتز»، عن منصبه ليدخل تجربة سياسية هذه المرة لكنه لم يحدد بعد ترشحه للرئاسة الأمريكية. وبدأ شولتز، البالغ من العمر 64 عاماً العمل مع شركة القهوة منذ نحو أربعة عقود، وقام ببنائها لتصبح واحدة من أقوي العلامات التجارية العالمية في العالم. فيما تكهن البعض عن عزم شولتز خوض السباق؛ ليقف أمام ترامب، فهو من أشد منتقديه، بالإضافة إلي إعلانه الرسمي عن بدء العمل الخيري والخدمة العامة، لكنه بعيد عن معرفة ما يحمله المستقبل.» ونقلت صحيفة أمريكية عن نقاد ترامب والاستراتيجيين الديمقراطيين قولهم إن لديهم مخاوف من أن يؤدي سباق ثلاثي في البيت الأبيض إلي تعطيل الحزب الديمقراطي والمساعدة في دفع ترامب إلي إعادة انتخابه. وبجانب تكهنات وتلميحات شولتز، هناك الكثير يدور حول الإعلامية الأمريكية الشهيرة »أوبرا وينفري» وعن ترشحها للرئاسة، رغم نفيها خوض السباق الانتخابي. كذلك تدور التكهنات حول السيدة الأمريكية الأولي السابقة »ميشيل أوباما» منذ نشر كتابها »أصبحت» في نوفمبر الماضي. حيث ذكرت الصحف العالمية أنها تخطو خطوات زوجها كمرشحة ديمقراطية في سباق الرئاسة الأمريكية لعام 2020، وسط درجات عالية من الرضا الشعبي بالولاياتالمتحدةالأمريكية لهذا الأمر. رغم نفي ميشيل المتكرر وجود أي طموحات سياسية لديها. قد تبدو الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2020 بعيدة، إلا أنها ستحمل الكثير من المفاجآت كما اعتدنا أثناء متابعة الماراثون الانتخابي.