ثلاثة أحداث شغلت الرأي العام في مصر مع مطلع عام 2019، وربما اتسعت رقعة الاهتمام ببعضها ليشمل الرأي العام العالمي. الحدث الأول يتعلق بتغريدة كتبها الرئيس عبد الفتاح السيسي علي صفحته علي الفيسبوك يقول فيها "في مستهل عام ميلادي جديد.. تأملت العام الماضي باحثاً عن البطل الحقيقي لأمتنا، فوجدت أن المواطن المصري هو البطل الحقيقي.. فهو الذي خاض معركتي البقاء والبناء ببسالة وقدم التضحيات متجرداً وتحمل كُلفة الإصلاحات الاقتصادية من أجل تحقيق مستقبل أفضل للأجيال القادمة.. ولذلك فإنني أوجه الدعوة لمؤسسات وأجهزة الدولة بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني لتوحيد الجهود بينهما والتنسيق المُشترك لاستنهاض عزيمة أمتنا العريقة شباباً وشيوخاً.. رجالاً ونساءً.. وبرعايتي المباشرة.. لإطلاق مبادرة وطنية علي مستوي الدولة لتوفير #حياة_كريمة للفئات المجتمعية الأكثر احتياجاً خلال العام 2019 »تحيا_مصر». أشعلت تلك التغريدة حماس الكثيرين وأنا منهم، فقد كانت رسالة واضحة موجهة من الرئيس لكل إنسان يعيش علي أرض مصر ويود أن يحقق شيئا ولو بسيطا لبلده وناسه، كل شخص استطاع أن يتجاوز ذاته إلي ذوات الآخرين، وأن يبني أهدافا لحياته لا تنحصر في مكاسب شخصية له وأفراد أسرته الصغيرة أو الكبيرة، بل تسمو إلي بذل الجهد، الفكر، الخبرة، والمال من أجل الارتقاء بحياة بشر من أهلنا وشعبنا يستحقون حياة أفضل، #حياة_كريمة كما أطلق عليها الرئيس. وسرت موجة الأمل بين مجموعات مختلفة من أبناء مصر، عقدت الوزيرة - المليئة بالحماس لكل فكرة جديدة - غادة والي اجتماعا موسعا في اليوم التالي لتغريدة الرئيس مباشرة مع عدد من الجمعيات الأهلية لبحث تفعيل مبادرة الرئيس "حياة كريمة" بصورة عملية وتنفيذ فوري. وقالت غادة والي في هذا اللقاء "نريد أن نبدأ بالمئة قرية الأكثر فقرا، في إثنتي عشرة محافظة". وعلي الفور بدأت الجمعيات تعد خططها لتنفيذ المبادرة وتتنافس في تقديم كل ما تقدر عليه من أجل إنجاح الفكرة، وتحقيق أكثر من المستهدف منها في سنتها الأولي. وقالت الوزيرة: إن الرئيس بهذه المبادرة يبعث لمنظمات المجتمع المدني برسالة ثقة ودعوة للمشاركة الحقيقية في بناء الوطن والارتقاء بمستوي معيشة أفراده، وهي رسالة لا تقل أهمية عن قرار سيادته بإعادة قانون الجمعيات الأهلية إلي الحكومة من جديد وإقامة حوار مجتمعي حوله مع الجمعيات الأهلية المعنية في المقام الأول ببنوده وتطبيقها علي الأرض. انتقل إلي الحدث الثاني الذي كان محورا لحديث الناس خلال هذا الأسبوع ويتعلق بالحديث التليفزيوني الذي أدلي به الرئيس عبد الفتاح السيسي لقناة »BS الأمريكية، في برنامجها "ستون دقيقة". حاولت القناة التي تفوح من أجندتها رائحة عدائها لمصر أن تثير ضجة مفتعلة حول هذا الحديث، وتصرح بأن الحكومة المصرية طلبت من القناة عدم إذاعته، ثم قامت بإذاعته ظنا منها أنها سوف تقلب الترابيزة علي مصر ونظامها، لكن ما حدث أن انقلب العمل علي صاحبه، وتبين لأصحاب القناة أن رئيس القناة له صفقات وممارسات مشبوهة، تبتعد تماما عن المهنية، فقاموا بإقالته! وكان ذلك أقوي رد اعتبار لمصر ورئيسها، وأقسي عقاب لتلك السقطة الإعلامية الشائنة للقناة التي تحركها أصابع خفية "إخوانية". الحدث الثالث والأخير هو افتتاح أكبر مسجد "الفتاح العليم" وكنيسة "السيد المسيح" يوم الأحد 6 يناير 2019 بالعاصمة الإدارية الجديدة بمناسبة الاحتفال بعيد الميلاد المجيد، ضمن حضور مصري دولي كبير، ونقل هذا الحدث المهم الذي يحمل دلالة قوية، ورسالة واضحة تقول إن مصر بلد تحترم فيه جميع الأديان وإن المواطنة هي الأساس الذي يجمعنا كشعب ذ جذور حضارية متعددة الطبقات، متجذرة في عراقتها، مؤمنة بالاختلاف الذي لا يؤدي إلي خلاف بل إلي تكامل وانصهار إيجابي، حضاري. فخامة المسجد والكنيسة وكونهما الأكبر والأحدث بين مساجد وكنائس المنطقة العربية أظهر مصر أمام العالم كله من خلال شاشات التليفزيون في كل القنوات بمظهر يليق بدولة كبيرة كانت ولاتزال هي رمانة الميزان في الوطن العربي.