وزيرة خارجية النمسا خلال حوارها مع محرر الأخبار خطفت الأنظار بحديثها باللغة العربية من علي منصة الاممالمتحدة في نيوريوك خلال اجتماعات الجمعية العامة في سبتمبر الماضي ، حيث أكدت وقتها ان »اللغة العربية تعد واحدة من 6 لغات رسمية تعتمدها الأممالمتحدة.. لقد درستها والآن سألقي كلمتي بها» . هي وزيرة خارجية النمسا كارين كنايسل التي حصلت علي خبرة كبيرة في اللغة العربية خلال فترة عملها في لبنانوالقدس وعدد من الدول العربية حتي أصبحت تتحدث العربية بطلاقة، التقت معها »الأخبار» في ختام زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلي العاصمة النمساوية فيينا والتي قام خلالها بعقد مجموعة من اللقاءات الثنائية المهمة مع نظيره النمساوي بالاضافة إلي المستشار النمساوي ورئيس البرلمان، كما شارك أيضاً في أعمال منتدي أوروبا أفريقيا الذي عقد بمشاركة حوالي 50 رئيس دولة ونائب رئيس من الدول الافريقية والأوروبية ... وإلي نص الحوار .. ندعم الجهود المصرية لتعزيز الاستقرار نقدر جهود القاهرة في مكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب.. ونتمني تحقيق حياة أفضل للمصريين ■ في البداية حدثينا عن تجربتك في التحدث باللغة العربية خلال اجتماعات الأممالمتحدة؟ حرصت خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيوريوك مؤخراً علي التحدث بالفعل بالعربية باعتبار أنها من اللغات الرسمية المعتمدة في الأممالمتحدة. ولقد تعلمت اللغة العربية في كلية اللغات الشرقيةبالنمسا، وكان لدي فرصة للحديث بها خلال فترة عملي في القدس ومعيشتي في لبنان. كما انني مهتمة كثيراً بالقضايا والملفات العربية خاصة الأوضاع في سوريا وليبيا وملف عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأنا اتحدث عددا آخر من اللغات منها الألمانية، الإنجليزية، الفرنسية، الإسبانية، العبرية، المجرية والإيطالية. ■ ماذا عن رؤيتك للزيارة التي قام بها الرئيس السيسي لفيينا ؟ الزيارة التي قام بها الرئيس الي فيينا ومحادثاته مع الرئيس النمساوي ألكسندر فان دير بيلين والمستشار النمساوي سيباستيان كورتز ورئيس البرلمان النمساوي ستعزز التعاون بين القاهرة وفيينا في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والبرلمانية خلال الفترة المقبلة، وتعد هذه الزيارة بالتأكيد مهمة واستراتيجية تم خلالها استماع قيادات النمسا الي الرؤية المصرية الكاملة لكافة القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين. وسوف تشهد العلاقات بين البلدين انطلاقة كبيرة خلال الفترة المقبلة في كافة المجالات الاقتصادية والأمنية والسياسية ونقل الخبرات النمساوية لمصر في عدد من القطاعات المختلفة. كما ان التعاون بيننا لا يقتصر فقط علي ملف الهجرة غير الشرعية بل يشمل ايضا مجالات عديدة مهمة ستشهد مستقبلا انطلاقة كبيرة خاصة عقب التوقيع علي حوالي 10 اتفاقيات ومذكرات تفاهم في مجالات التعليم العالي والاستثمارات والاتصالات والاقتصاد الرقمي وريادة الاعمال ونقل الخبرات الصناعية المتطورة بالاضافة إلي القضايا المتعلقة بالامن والاستقرار في منطقة البحر المتوسط. وأضافت ان الفترة الماضية شهدت زيارة لوزير الخارجية سامح شكري لاجراء محادثات مهمة مع كبار المسئولين النمساويين لدفع العلاقات الثنائية في كافة المجالات الي الامام والقضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك وتشجيع الاستثمارات المشتركة. وأوضحت أن الرئيس السيسي مهتم بالاستفادة من الخبرات النمساوية في مجال الصناعة والجيل الجديد من السيارات التي تعمل مثلاً بالكهرباء والطاقة الجديدة والمتجددة. وسوف نتابع خلال الفترة المقبلة تنفيد مذكرات التفاهم والاتفاقيات التي تم توقيعها بين البلدين وعلي رأسها التعليم والابتكار ونحن نتمني لكل المصريين حياة أفضل. ■ ماذا عن موقف النمسا من الرؤية المصرية لمختلف أزمات دول الشرق الاوسط؟ ندعم جهود مصر و الرئيس السيسي في الوصول الي حلول سياسية لازمات دول الشرق الاوسط ونشيد بما حققته مصر في ملف تحقيق الاستقرار والأمن علي أراضيها بالاضافة لجهودها في مكافحة الارهاب ومنع الهجرة غير الشرعية، بما يعود بالنفع علي الدول الأوروبية. ونحن في النمسا ملتزمون بموقف الاتحاد الاوروبي تجاه الازمة الليبية والداعم لمهمة المبعوث الدولي إلي الازمة الليبية غسان سلامة، ونشيد بالجهود المصرية التي تهدف الي تحقيق تسوية سلمية للازمة الليبية للحفاظ علي الدولة الليبية وحماية مقدرات الشعب الليبي والقضاء علي الجماعات الإرهابية والمتطرفة ومنع هروبها إلي اوروبا. ■ وحول اجتماعات منتدي التعاون الافريقي الاوروبي الذي عقد في النمسا ومشاركة الرئيس السيسي؟ بالتأكيد كانت مشاركة الرئيس السيسي في أعمال المنتدي مهمة للجانب المصري والأوروبي والأفريقي خاصة في ظل اقتراب رئاسة مصر للاتحاد الافريقي مطلع عام 2019، حيث يهدف المنتدي إلي تعزيز التعاون بين الجانبين في مجالات التنمية والطاقة المستدامة والاقتصاد الرقمي والمشروعات الصغيرة والزراعة والتمويل وغيرها. ■ وماذا عن رؤيتك لجهود مصر في تحقيق السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين ؟ بالتأكيد انها جهود محل تقدير من جانب النمسا ودول العالم، فمصر تلعب دورًا كبيرًا في منطقة الشرق الاوسط ولها دور مهم في تحقيق السلام، وسوف أزور مصر العام المقبل لإجراء مباحثات مهمة في عدد من الملفات المشتركة.