»ليل خارجي«.. سينما مستقلة تكشف أسرار القاهرة بالليل

حصد فيلم »ليل خارجي»‬ جائزة أفضل ممثل في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الاخيرة والتي فاز بها الممثل شريف دسوقي وحاز الفيلم علي اعجاب النقاد والجمهور وتدور أحداث الفيلم حول ثلاثة أشخاص وهم: مو »‬كريم قاسم» وتوتو »‬مني هلا» ومصطفي »‬شريف دسوقي» الذين يلتقون في ظروف غير متوقعة وتتقاطع حياتهم معًا، ومن هنا يدخلون في مغامرة لم تكن بالحسبان ويصيرون شاهدين علي جانب خفي وغير معلوم من المدينة حيث تتحرك الشخصيات الثلاث علي إيقاع بطيء من المصادفات العفوية، فالمخرج - كريم قاسم - الذاهب إلي منزله بعد يوم شاق من التصوير والذي يرضخ لرغبة السائق - شريف دسوقي - في المرور لدقائق علي منزله ليلتقي داخل البيت بفتاة الليل - مني هلا - ليعيش الثلاثة في عالم خاص في ليل القاهرة ليكشفوا الكثير من اسرار هذه المدينة المزدحمة دائما، الفيلم ينتمي للسينما المستقلة حيث انتجته المخرجة هالة لطفي وقد تلقي دعمًا من مهرجان دبي السينمائي لمرحلة ما بعد الإنتاج وكتب له السيناريو والحوار شريف الالفي وشارك في بطولته أحمد مجدي وعمرو عابد وصبري عبد المنعم ودينا ماهر وعلي قاسم ومن المقرر طرحه في دور العرض السينمائي الاربعاء القادم.
كريم قاسم: طريقي نحو العالمية يبدأ في 2019
عبر الفنان الشاب كريم قاسم عن سعادته بمشاركة فيلمه »‬ليل / خارجي» في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة ومن خلاله استطاع ان ينال إعجاب الجمهور، وحصد الفيلم جائزة افضل ممثل وفي السطور التالية يفتح قلبه ل»أخبار اليوم» فيحكي كواليس هذه التجربة واستعداده لطرق ابواب العالمية مع بداية العام الجديد.
• ما الذي جذبك في فيلم »‬ ليل/ خارجي؟
- لانني وجدت فيه كل العوامل التي تدفعني لقبوله، فكل ما أبحث عنه سواء من سيناريو جيد ومخرج مميز توافر في فيلم »‬ليل / خارجي»، وكنت علي يقين ان العمل سيشارك في احد المهرجانات خاصة ان مخرج العمل أحمد عبد الله دائماً ما يتم اختيار أعماله في المهرجانات، ولكني لم أتخيل ان يشارك العمل في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة، وينافس عدداً من الأفلام الهامة التي كانت موجودة في المسابقة.
كيف كان استعدادك للدور؟
- عقدت عدة جلسات عمل مع المخرج، وهو في الحقيقة لديه أسلوب خاص يجعل الممثل حراً في رسم الشخصية داخل الاطار العام لها الذي سبق ان اتفقنا عليه، وهذا الأمر جعل الافيهات التي تصدر عن الشخصيات والتي كانت غير مقصودة تنال إعجاب الجمهور.
هل وجدت صعوبة في الدور بالرغم من انه قريب لشخصيتك الحقيقية؟
- سواء كان الدور قريبا من الممثل أو بعيداً عن شخصيته الحقيقية فهو صعب،لان كل دور له أبعاد، وقد كان التحدي بالنسبة لي في هذا العمل أن أبرز التحول الذي يصيب الشخصية في الأحداث .
شاركت مؤخراً في بعض الاعمال العالمية، الا ان البعض لا يركز علي هذا النجاح ويخلق حالة من الجدل حول تلك الاعمال او الفنانين المشاركين فيها، فهل تشعر بالضيق من هذا الأمر؟
- بالتاكيد أشعر بالضيق، فهناك عدد كبير من شباب جيلي يريد ان يقدم اعمالا عالمية بجانب الأعمال المصرية مثل أحمد مالك واحمد مجدي ومن سبقونا مثل خالد النبوي وعمرو واكد وخالد أبوالنجا، وبدلاً من مساندتنا يتم الهجوم علينا، فهناك حالة من التربص دائماً، في النهاية فنحن لن نقدم عملاً يسيء الي بلدنا، بل نسعي الي رفع اسم مصر عالمياً، وعلي من يهاجموننا ان يتحروا الدقة قبل نشر أخبار غير صحيحة.
ماذا عن جديدك خلال الفترة القادمة؟
- نواصل حالياً التحضير لفيلم »‬أولاد رزق2» حيث يتم عمل بعض التعديلات الطفيفة علي السيناريو؛ وعقب الانتهاء منها سنبدا التصوير مباشرة، كما سيشهد عام 2019 عرض أولي بطولاتي في السينما العالمية من خلال فيلم بلجكيي ناطق ب 4 لغات منهما المصرية وسيتم طرحه في السينمات قريبا.
أحمد عبد الله السيد: التصوير في الشوارع مجهد والفيلم جماهيري
وراء كل عمل فني جيد مخرج محترف ،تلك هي المقولة التي تنطبق علي أحمد عبد الله السيد مخرج فيلم»ليل خارجي»، والذي أستطاع ان يقدم فيلما يجمع فيه بين الجانب الفني والجماهيري معاً ،وهي المعادلة الصعبة التي لا ينجح فيها كثير من المخرجين ، وفي السطور التالية يكشف لنا العديد من الكواليس الخاصة بالعمل.
في البداية أكد المخرج ان السيناريو الذي قام بكتابته شريف الألفي كان مناسبا لأفكاره التي كان يريد طرحها في عمل سينمائي وبه العديد من الهموم التي كانت تشغله، لذا فقد تحمس للفيلم بمجرد عرضه عليه وقرر ان يكون عمله القادم، وبدأ علي الفور في عدة جلسات عمل لتعديل بعض الامور .
وإضاف: انه يحاول في كل عمل ان يجرب شيئا جديدا لذا فقد قام بتولي مهمة مدير التصوير في هذا العمل،بعدما قام بكتابه ومونتاج بعض أفلامه، لانه يؤمن ان العمل الفني لغة.
وعن تشبيه العمل بفيلم »‬ليلة ساخنة»، اكد عبدالله أنه بعد عرض اي عمل سينمائي يحاول نوع من الجمهور تقريب الفيلم الي عمل سينمائي آخر سبق وان شاهده، بل ان البعض يحاول ان يطلق علي الاعمال الفنية التي تشارك في المهرجانات السينمائية مصطلح فيلم »‬مهرجانات» فيلم جماهيري أو مستقل وهذا الامر من باب قولبة الأشياء .
ويتابع : هذه الطريقة غير صحيحة وبها استسهال وعدم تروي في النظر إلي عمق الأشياء،فمثلاً ان نطرح أسماء لعشرة أفلام تتحدث عن نفس موضوع.
وعن أختياره لأبطال العمل يقول »‬عبد الله» أغلب الفنانين الذين شاركوا في العمل كانوا الاختيار الاول لنا منذ كتابة السيناريو، وأستطيع ان أقول انني محظوظ باختيار أبطال هذا العمل .
وعن الصعوبات التي واجهته في تصوير العمل بسبب إعتماده علي المشاهد الخارجية، يضيف: بلا شك كان هناك عدد كبير من الصعوبات نظراً الي أن العمل تم تصويره في شوارع القاهرة المزدحمة، فالأمر كان مجهداً، ولكن المفاجأة ان هناك علاقة ود ومحبة جمعت بين فريق العمل وبين أهالي المناطق التي قمنا بالتصوير فيها، وقد استعنا ببعضهم لتجسيد بعض الادوار الصغيرة في العمل.
وبخصوص فكرة الارتجال داخل العمل، يقول : الفيلم ليس مرتجلا ولكنه يعطي مساحة من الحرية للممثلين ليقولوا الحوار بالشكل الأقرب لهم ، ولكن في النهاية يعطي المعني المطلوب للمشهد.
مني هلا: لم نقلد »‬ليلة ساخنة» وتحديت نفسي مع »‬توتو»
خطفت »‬مني هلا» الأنظار بدورها في فيلم »‬ليل خارجي»، والذي عرض في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي، والذي عادت من خلاله للسينما بعد غياب طويل، وفي السطور التالية نحاورها لتكشف لنا عن تفاصيل عديدة .
هل ترين ان دورك في ليل خارجي كان تحديا بالنسبة لك خاصة وانك قدمت دور الفتاة الشعبية من قبل؟
- بالتأكيد، فالأمر يجعلني كممثلة في حالة تحد مع نفسي، حتي أستطيع ان أقدم في كل مرة الدور بشكل مختلف، وقد بدأت للتحضير الي شخصية »‬توتو» قبل بداية التصوير باربعة أشهر، وتخيلت كل تفاصيلها سواء علي المستوي النفسي أوالمظهر.
ابتعدت عن تجسيدك للشكل التقليدي الذي تظهر به الفتاة الشعبية، فهل كنت تقصدين ذلك؟
- بالتأكيد، فلم أري ان هناك داعيا في تقديم الشكل التقليدي للفتاة الشعبية، حيث ان الممثلة الذي تلعب الدور مختلفة عن غيرها.
ما التشابه بينك ودورك في العمل؟
- كل منا يرفض السطوة الذكورية علي حياته، فعلي الرغم من ان شخصية »‬توتو» تبدو وكأنها مقهورة، الا أنها تتحايل علي هذا الأمر بذكائها .
هل كنت محبذة فكرة سماح مخرج أحمد عبد الله لكم بالارتجال خلال التصوير؟
- أنا شخصياً لا أجيد الارتجال علي المسرح خاصة أنني أشارك في بعض الاعمال غير المصرية، ولكن الارتجال مع أحمد عبدالله مختلف لأنه يعطي خيارات عديدة للممثل في حين عدم ارتياحه للجملة التي يقولها، وبشكل شخصي لا أفضل المخرج الديكتاتور .
البعض يري ان العمل يشبه فيلم ليلة ساخنة .. فما رأيك ؟
- إطلاقاً، الفيلم مختلف تماماً عن فيلم »‬ليلة ساخنة»، وحين عرض علي السيناريولم ار هذا الأمر، فهناك فرق زمني كبير بين العملين، بالإضافة الي ان الفيلم يبعث برسالة باكتشاف الشخص لنفسه من خلال الاخرين، كما ان الشخصيات مختلفة تماماً .
تخوضين البطولة في هذا العمل، الم تقلقي من ذلك ؟
- أدوار البطولة كانت تعرض علي منذ فترة طويلة الا انني كنت أرفضها لان خبرتي الحياتية والفنية لم تكن تؤهلني لان اتحمل بطولة عمل فني، ولكن خلال العشر سنوات الماضية تعرضت الي خبرات حياتية كثيرة جعلتني لا أخشي خوض التجربة، فقد أصبحت شخصية ثرية علي المستوي الانساني والمهني .
ابتعدت مؤخراً عن السينما، فما السبب؟
- لانني لن أشارك في عمل فني دون المستوي، فعلي الرغم من انني في احدي الفترات من حياتي وكما نقول بالعامية »‬كنت بنحت» وأشارك في اعمال فنية لم أكن راضية عنها، الا انني قررت التوقف عن هذا الامر، خاصة بعد ان شعرت بالغضب من نفسي.