العلاقات المصرية الكويتية أقدر أن أصنفها كمواطن كويتي بقلب الإنسان حيث إن مصر هي قلب العالم العربي كدولة لها حضارة امتدت علي امتداد البشرية وكان حضورها علي طول الزمن وهو البلد الرئيسي الذي يفصل العالم بين الشمال والجنوب وتعد القاهرة عاصمة العرب كلهم، وكما للكويت وقع خاص بمنطقة الخليج العربي من حيث الثقافة والديمقراطية والتطور الإنساني والعمراني وكان لهذا التشابه بين البلدين الشقيقين أكبر الأثر في بناء العلاقات المصرية الكويتية التي هي ممتدة من القرن الماضي تشهد التطور والتقدم كلما قدمت هذا العلاقة علي المستويين الرسمي والشعبي لدرجة أنني أوصفها بالقلب وصمامها. وبداية العلاقات المصرية الكويتية كانت بالقرن العشرين في عام 1913م عندما زار الكويت المفكر التنويري الأستاذ محمد رشيد رضا وعند عودته لمصر نشر سلسلة مقالات تحمل انطباعاته عن الكويت بمجلة المنار، ولكون مصر بذلك الزمن كانت ولاتزال منارة لطالب العلم فكان للبعثات الطلابية أكبر الأثر والدور بتوطيد العلاقات بين البلدين علي المستوي الشعبي، ولذا بدأت العلاقات الثقافية بين الدولتين الشقيقتين بعام 1942م متمثلة بالبعثة التعليمية الكويتية لمصر والاتفاق مع وزير المعارف المصري آنذاك الدكتور طه حسين رحمه الله ورئيس مجلس المعارف الكويتي الغفور له الشيخ/ عبد الله الجابر الصباح رحمه الله وكانت أول بعثة للطالبات الكويتيات بعام 1956م، وفي عام 1959م تم افتتاح بيت الكويتبالقاهرة بحضور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر رحمه الله وكان للكويت موقف رافض للعدوان الثلاثي علي مصر عام 1956م إيمانا من الكويت قيادة وشعبا بمصر العروبة ودورها المحوري بالعالم، وكما أني ككويتي لا أنسي تلك الكلمات التي أبرقها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر رحمه عندما استقلت الكويت بعام 1961م مهنئا أمير الكويت الراحل الشيخ/ عبد الله السالم الصباح رحمه الله قائلا ( في هذا اليوم الأغر الذي انبثق فيه فجر جديد في تاريخ الوطن العربي باستقلال الكويت وسيادتها وليسرني أن أبادر بالإعلان عن ابتهاج شعب الجمهورية العربية المتحدة وعظيم اغتباطهم بهذا الحدث التاريخي المجيد الذي اعتزت به نفوس العرب جميعا )، وكما لا ينسي الكويتيون قيادة وشعبا موقف مصر العروبة أثناء تهديدات الرئيس العراقي عبد الكريم قاسم بعام 1961م وموقف مصر الشجاع بعام 1990م أثناء الغزو العراقي لدولة الكويت ومساهماتها بتحرير الكويت من ذلك الغزو البغيض، ولعمق العلاقة بين البلدين الشقيقين اختلط الدم الكويتي بالتراب المصري حربي 1967م و1973م كما سال دم المصريين بحرب تحرير الكويت من الغزو العراقي عام 1991م، وبسبب هذه المواقف الشجاعة المتبادلة بين البلدين وامتزاج الدماء المصرية والكويتية كانت العديد من اتفاقيات التعاون المشتركة بشتي المجالات الحياتية والخدمية والعسكرية والسياسية والشعبية، وليس هناك مكان لأي صوت يحاول زعزعة وتعكير صفو هذه الأخوة بين البلدين العربيين علي جميع الأصعدة. وبآخر صور قلب مصر وصمام الكويت هي كلمة سيدي حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدي الشيخ/ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه لمصر قيادة وشعبا ( الكويت ستقدم دعما كاملا لمصر علي الصعيدين السياسي والاقتصادي وأن مصر عزيزة علي الكويت ولن تتأخر عنها أبدا وأن أشقاءكم معكم وسند لكم ) وكلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي للكويت قيادة وشعبا ( أن العلاقة بين مصر والكويت نموذج يحتذي فيه للتعاون والأخوة وأن أمن الكويت من أمن مصر )، وهاتان الكلمتان المباركتان من رأسي القيادة بالبلدين الشقيقين لخير دليل علي كبر وعمق وأصالة العلاقة بينهما وتزداد متانة بمرور الزمن وستظل علامة بارزة للتعاون والتنسيق ووحدة المصير المشترك للوصول للوفاق العربي بما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة ومحاربة الأفكار المتطرفة والإرهابية لما فيه خير وصلاح البلدين الشقيقين، وهنا أقول شكرا يا مصر قيادة وشعبا علي إطلاق اسم سيدي حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدي الشيخ/ صباح الأحمد الجابر الصباح رعاه الله علي شارع بمدينة شرم الشيخ، وأنتم القلب ونحن الصمام والسلام بيننا ليس للختام بل للدوام ولتعش مصر وتعش الكويت إخوانا أشقاء، ولا يصح إلا الصحيح.