أفردت وسائل الاعلام الكويتية المسموعة والمقروء مساحات كبيرة لزيارة السيسي الأولى للبلاد، وقدمت العديد من التحليلات والتقارير والمواد الارشيفية حول العلاقات التاريخية بين البلدين، كما التقت بالعديد من المحللين والاقتصاديين والاعلاميين والسياسيين للتعليق على الابعاد المختلفة والثمار المرجوة للزيادة في مختلف المجالات. وكالة الأنباء الكويتية: الزيارة تعكس عمق العلاقات نقلت وكالة الإنباء الكويتية " كونا " مراسم زبارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لدولة الكويت بإهتمام بالغ, وذلك باعتبارها الزيارة للرئيس المصري منذ تولية السلطة في يونيو الماضي, حيث أوضحت الوكالة أن زيارة السيسي جاءت في وقت يشهد تزايد مستمر في العلاقات بين البلدين في المجالات الثقافية والسياسية والاقتصادية وذلك لتلبية توجهات قيادات البلدين لتعميق العلاقات بين الشعبين الشقيقين . وكان في استقبال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كل من أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح, وولي العهد الكويتي الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ورئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك ورئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، بحضور العديد من الوزراء وأفراد العائلة المالكة الكويتية. وزير الخارجية الكويتي: مصر تسترد دورها.. وندرس إلغاء "الكفيل" وفي سياق استقبال الوفود المصرية في الكويت عقد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير خارجية الكويت الشيخ "صباح الخالد الصباح" مؤتمر صحفي مساء أمس مع الوفد الإعلامي المصري, حيث تم مناقشة العديد من القضايا التي تمس العلاقات بين البلدين وأحوال العمالة المصرية في الكويت, وأوضح "الخالد" أن الحكومة الكويتية تدرس إلغاء نظام الكفيل وإيجاد بدائل لأنهاء المشاكل التي تتعرض لها العمالة المصرية في الكويت, وأضاف أن مصر مستمرة في المضي نحو ريادة المنطقة باعتبارها قوة أقليمية هامة لإعادة توازنات المنطقة, معلنا عن مشاركة الكويت في المؤتمر الإقتصادي المزمع عقدة في شهر مارس المقبل بشرم الشيخ , و أعلن أن الكويت ستسلم رئاسة القمة العربية المقبلة " لشقيقة كبري قادرة علي حل مشاكل و نزاعات المنطقة " في إشارة منه إلي أهمية الدولة المصرية في المنطقة. ومن جانبها أوضحت صحيفة "الوطن" الكويتية أن الرئيس السيسي سيعقد اليوم مباحثات رسمية مع أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح " وذلك في السابعة من مساء اليوم. ورحب الكاتب الصحفي "أحمد الجار الله" في مقالته الصادرة اليوم بصحيفة "السياسة" الكويتية, بزيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للكويت, قائلا "نرحب بمواقف المصريين التي جاءت بالرئيس المصري زعيما لمرحلة المواجهة مع وحش إرهاب يسعي لتفكيك العالم العربي وتمزيق الأمة الإسلامية وردها لقرون الظلام وحروب العبث". وقال وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ محمد العبدالله ان مجلس الوزراء يرحب بزيارة السيسي. واضاف ان هذه الزيارة تأتي في اطار الروابط الاخوية الحميمة التي تربط بين البلدين الشقيقين، واستمراراً للعلاقات التاريخية الوطيدة بين الشعبين الشقيقين، متمنياً لفخامة الضيف والوفد المرافق له طيب الإقامة في البلاد. وزير الإعلام الكويتية: الزيارة تجسد عمق العلاقات بين البلدين بدوره أكد وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود أهمية الزيارة التاريخية التي يقوم بها الرئيس السيسي للكويت، واعتبرها تجسيدا لعمق الروابط والعلاقات بين البلدين الشقيقين. وأعرب الحمود خلال لقائه بالوفد الاعلامي المصري الذي يزور البلاد لتغطية الزيارة، عن ترحيبه بالوفد في بلده الثاني، متمنيا أن تنجح وزارة الاعلام في تسهيل مهمتهم لتتم على أكمل وجه. وقال إن هناك ترحيبا شعبيا وحكوميا كبيرا بهذه الزيارة التاريخية لما يربط بين البلدين من علاقات متميزة هي محل تقدير واحترام من الجميع، مشددا على أن مصر هي القلب الكبير للأمة العربية وهي العمق العربي الأصيل والداعم للعرب في السراء والضراء. وأعرب عن الأمل في أن تكلل زيارة الرئيس السيسي بالنجاح لدعم العلاقات المصرية الكويتية في جميع المجالات. وحول خطر الارهاب الذي يهدد المنطقة، أكد الشيخ سلمان الحمود أن الارهاب أصبح خطرا دوليا يهدد العالم كله وليس المنطقة العربية، مما يستدعي تعاونا دوليا لمواجهته، موضحا أن هناك تعاونا مصريا كويتيا وثيقا لمكافحة الأفكار المتطرفة. وذكر أن الاعلام الكويتي يسجل بكل تقدير واعتزاز ما قدمه الاعلام المصري للثقافة والفن والاعلام الكويتي على مر السنين، مشيرا الى أن المرحلة الحالية تشهد مزيدا من التعاون بين البلدين في جميع المجالات الاعلامية لا سيما بين وزارة الاعلام الكويتية ومدينة الاعلام المصرية. وأكد أن الكويت دولة مؤسسات لا تسمح لأي تيار بالتدخل في علاقتها مع الدول الشقيقة وبخاصة الشقيقة الكبرى مصر، لان ما يحكمنا هو الدستور وأجهزة الرقابة المالية، مبينا ان هناك جهودا تسير على طريق وضع الضوابط الأساسية لعدم استغلال الحرية المالية أو السياسية في دعم أي نشاط متطرف أو ارهابي. وأضاف أن الكويت أعلنت موقفها الرسمي المؤيد من اليوم الأول لثورة 30 يونيو وتأييد الشعب المصري في تحديد مصيره وارادته للتغيير، موضحا أن استقرار مصر هو استقرار للعالم العربي. وحول المصالحة بين مصر وقطر وجهود الكويت في هذا الصدد أوضح أننا نهتم بأن تحقق العلاقات المصرية القطرية المصلحة المشتركة للبلدين. وردا على سؤال حول تضرر عدد من أبناء الجالية المصرية في الكويت من موضوع تسديد غرامات انتهاء جوازات سفرهم أكد الحمود أن مصر وشعبها لهم مكانة خاصة لأنهم من ساهم في بناء الكويت منذ عقود من الزمان في مختلف مجالات التنمية، مبينا أن الجالية المصرية من أكبر الجاليات في الكويت. وقال الشيخ سلمان إن تطبيق هذا القانون لم يستهدف جالية بعينها أو يستثني جالية أخرى، وبالتالي فالقانون يهدف إلى تحديث بيانات الوافدين بعد أن وجد اختلافات بين بيانات جوازات السفر لبعض الوافدين والبيانات المثبتة في ادارة الهجرة مما قد يشكل خطرا أمنيا. وأشار إلى وجود جهود من السفارة المصرية والقنصلية للوصول الى اجراءات فنية تسهل على الجالية المصرية تحديث بياناتها من دون تضرر. جمال فيصل: تعاون اقتصادي بين البلدين على المستوى الاقتصادي توقع رئيس المكتب التجاري بالسفارة المصرية لدى الكويت وزير مفوضجمال فيصل، ان تساهم زيارة الرئيس السيسي في دعم الجهود المبذولة لتطور العلاقات الثنائية اقتصادياً واستثمارياً، مضيفاً ان الاستثمارات الكويتية في مصر بلغت 2.8 مليار دولار. وقال فيصل في لقاء مع وكالة الأنباء الكويتية "كونا" أمس إن نسبة الزيادة في حجم التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين (دون المواد البترولية) بلغت نحو 32 في المئة في الارباح الثلاثة الاولى من عام 2014، مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2013. واضاف ان حجم التبادل التجاري بين البلدين (دون المواد البترولية)، بلغ نحو 328 مليون دولار خلال الارباع الثلاثة الاولى من عام 2014، منها 276 مليون دولار صادرات مصرية الى الكويت ونحو 33 مليون دولار واردات من الكويت الى مصر. وقال ان الاتفاق يجري الآن لانشاء مجلس اقتصادي باسم مجلس التعاون المصري - الكويتي. واكد انه سيكون معنياً بحل المشكلات بين المستثمرين في البلدين. المعيوف: مصر صمام أمان قال النائب عبدالله المعيوف ان الكويت تستقبل اليوم رئيس أكبر دولة عربية تعتبر صمام أمان وثقلاً كبيراً في مواجهة الأخطار التي نتعرض لها، مضيفاً ان الزيارة ستؤكد استمرار روابط العلاقة بين الشعبين المصري والكويتي، لما فيه خير الأمتين العربية والإسلامية. بدوره، تمنى النائب د. خليل عبدالله ان "تكون زيارة السيسي مثمرة وتساعد في حل الأزمات العربية"، مضيفاً ان "المطلوب من هذه الزيارة ان تكون هناك تشريعات تسهل للشركات الكويتية ورجال الأعمال العمل في مصر حتى تكون هناك فائدة للطرفين". منظمة الشعوب والبرلمانات العربية: زيارة مهمة نظراً لأوضاع المنطقة من جهتها رحبت منظمة الشعوب والبرلمانات العربية برئاسة الدكتور عبد العزيز عبد الله بأول زيارة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للكويت. وأكدت المنظمة في بيان لها امس على الاهمية الكبيرة لهذه الزيارة بالنظر الى الاوضاع الخطيرة التي تمر بها بعض دول المنطقة، وضرورة التنسيق بين مصر والكويت من اجل مواجهتها، خصوصاً التهديدات الارهابية وظهور جماعات التكفير في الدول المجاورة لهما. من جهته أعلن المدير العام للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية عبدالوهاب البدر ان "الصندوق قدم 39 قرضا لمصر خلال الخمسين عاما الماضية بقيمة اجمالية بلغت 690 مليون دينار كويتي (نحو 2347 مليون دولار أميركي)". وأوضح البدر في تصريح صحافي ان "برنامج الصندوق مستمر في تقديم القروض لمصر وفق ماتم الاتفاق عليه لدعم المشاريع التنموية"، معربا عن الأمل "بعقد لقاءات مع الجانب المصري للنظر في المشاريع التنموية المقبلة". وذكر ان "اغلب المشاريع التنموية تحمل اهمية كبرى في مساندة الاقتصاد المصري خلال هذه المرحلة الهامة التي تمر بها البلاد"، مشيرا الى ان "مساعدات الصندوق الاخيرة تركزت حول مشاريع الكهرباء وذلك لاهميتها في تلبية الطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية نظرا لزيادة عدد السكان". وأوضح ان "آخر اتفاقية ابرمها الصندوق مع مصر كانت في ديسمبر الماضي لتمويل مشروع توسيع محطة كهرباء غرب القاهرة البخارية لانتاج (650 ميغا وات)"، مشيرا الى "وجود مشاريع مقبلة سيمولها الصندوق منها مشروع للكهرباء في (حلوان) اضافة الى مشاريع جار النظر فيها مثل مشروع مصفاة الاسكندرية ومشروع الربط الكهربائي بين مصر والسعودية". ولفت البدر الى ان "الصندوق دأب في بداية تعاونه مع مصر على تمويل مشروعات اقتصادية مهمة تحقق عائدا اقتصاديا مجزيا ومنها مشروع تطوير واعادة فتح قناة السويس في عام 1964 ، وكذلك مشروع تطويرها في سبعينيات القرن الماضي". واضاف ان "الصندوق اهتم ايضا بالمشاريع الصغيرة والمتوسطة في مصر منذ عام 1990 حيث انشأ صندوقا للمواطنين المصريين العائدين من الكويت والعراق ابان الغزو العراقي للكويت لمساعدة الأسر المصرية للدخول والعودة الى الاقتصاد المصري وايجاد فرص عمل لهم". وذكر ان "مساعدات الصندوق تخصص للدول العربية بحصة أكبر من الدول الاخرى"، لافتا الى ان "مساعدات الصندوق شملت اكثر من 104 دول حول العالم". رئيس مجلس الأمة الكويتي: نتطلع لمباحثات مثمرة وبناءة من جهته أثنى رئيس مجلس الأمة مرزوق علي الغانم على شكل العلاقات المصرية- الكويتية من الناحية السياسية، واصفاً اياها بأنها "علاقات مستقرة ناضجة وبناءة يسودها الهدوء والرزانة السياسية"، وذلك خلال استقباله بمبنى مجلس الأمة ممثلي وسائل الإعلام المصرية بمناسبة زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الى الكويت. وتطرق الغانم خلال جلسة حوارية مع الوفد الإعلامي المصري الذي ضم نخبة من كبار نجوم الإعلام المرئي والمسموع والمقروء في مصر إلى تاريخية العلاقة بين الكويت ومصر وعراقتها على جميع الأصعدة. وسرد الغانم خلال الجلسة العديد من المحطات التاريخية للعلاقات الثقافية والتعليمية بين البلدين، مشيراً إلى أن "مصر وقفت كثيراً إلى جانب الكويت قبل عقود طويلة، وأن الكويت في المقابل لم تتردد في الوقوف مع مصر في كل المفاصل الصعبة التي مرت بها". ومن الثقافة ومسيرة التعليم والتفاعل الفكري والاجتماعي بين الكويتيين والمصريين انتقل الغانم بالحديث إلى كل المنعطفات التاريخية التي جرى خلالها إسالة دماء الكويتيين والمصريين دفاعاً عن بعض من حروب عام 1967 وعام 1973 والاستنزاف إلى وقوف مصر إلى جانب الكويت في أزمة عبد الكريم قاسم انتهاءاً بالوقفة المصرية الشجاعة والتاريخية مع الكويت إبان الغزو الصدامي عام 1990 . وأعرب الغانم عن "تطلع الكويت لمباحثات مثمرة وبناءة بين سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه وأخيه فخامة الرئيس السيسي".