عبدالله حسن ما أحوجنا هذه الأيام أن نعود إلي التقاليد القديمة التي ترسخت في عقولنا ووجداننا منذ عشرات السنين، فالمجتمع المصري عاش منذ القدم علي المحبة والتسامح والتراحم بين الجميع، لا فرق بين مسلم ومسيحي أو غني وفقير فالكل ابناء وطن واحد يعيشون علي ترابه وتجمعهم وشائج القربي والمحبة. كان المصريون يجتمعون دائما في المناسبات سواء كانت سعيدة أم حزينة، فالأفراح أفراح للجميع تجدالفرحة والسعادة في عيونهم، وكذلك الأحزان تخيم عليهم في حالة وفاة قريب أو بعيد، المهم المشاركة في تخفيف الأحزان والآلام. ماذا جري للمجتمع المصري؟ غابت عنه هذه القيم والتقاليد التي تربت عليها الأجيال جيلا بعد جيل، التقدم الهائل والسريع في وسائل الاتصال وارتفاع مستوي المعيشة جعل الجميع يلهث بحثا عن حياة أفضل وزادت الطموحات والتطلعات والأحلام، ومن أجل تحقيقها تلاشت تدريجيا هذه القيم والتقاليد وأصبح كل فرد يبحث عن مصلحته وكيف يحقق احلامه ولو كان ذلك علي حساب الآخرين، وتفسخت العلاقات العائلية تدريجيا ورأينا الآخ يقاطع أخاه لسنوات طويلة ربما لأتفه الأسباب ولاسيما لو تداخلت الماديات والمواريث وأصبح كل فرد يبحث عن مصلحته هو فقط ولو كان ذلك علي حساب أقرب الناس إليه، وغاب التراحم والتعاطف بين الجميع وأصبحت المشاركة في الأفراح أو الأحزان مجرد مشاركة صورية من باب تأدية الواجب، وتطورت الأمور الي الأسوأ وظهرت جرائم غريبة عن المجتمع والأديان السماوية، ويكفي أن تلقي نظرة سريعة علي صفحات الحوادث في الصحف المصرية لتقرأ جرائم بشعة والمصريين، فتجد الابن العاق الذي يقتل أمه بعد أن أدمن المخدرات بحثا عن المال وقرأنا عن الجد أو الجدة التي تركهما الأبناء والأحفاد بحثا عن المال، ورأينا دور المسنين التي بدأت تنتشر، وكنا نسمع عن هذه الدور المنتشرة في أوروبا، وللأسف بدأت تنتشر هذه الدور في مصر والدول العربية، ونسينا أو تناسينا أن الله سبحانه وتعالي أوصانا بالآباء والأمهات وان نكون رحماء بهم وقال تعالي ( ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما، وقل لهما قولا كريما، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ) صدق الله العظيم.