■ إحدي صالات التحرير فى وول ستريت جورنال خلية نحل لا تكل ولا تمل لإتمام عملها الصحفي علي أكمل وجه، ذلك هو الشعور الذي ينتابك بمجرد الدخول إلي مقر صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية في ضاحية منهاتن الشهيرة بمدينة نيويورك. العمل يجري علي قدم وساق في كل أرجاء الصحيفة في صمت، مما يجعلك تشعر بأنك تعمل في مكان لا يضم ألف شخص من بين فريق عمل مكون من 1300 صحفي في امريكا وخارجها. بمجرد مرورك بأروقة الصحيفة الاقتصادية الاولي في العالم تري أن العمل يجري في كل الاقسام والاجتماعات تعقد ما بين الحين والآخر، وحركة عمل انسيابية عبر نظام داخلي يتواصل من خلاله كل المحررين والفنيين دون أن يتحرك أحد من مكانه، عبر نظام اليكتروني يعرض كل موضوع صحفي وكل مشروع قيد العمل علي هذا السيستم. فالصحيفة حافظت علي توزيعها عند مليون نسخة يوميا، في وقت تعاني فيه كل صحف العالم، بالإضافة إلي 3 ملايين مشترك علي موقعها الاليكتروني، يدفعون مقابل قراءة المحتوي الرقمي. تجربة المزج بين المطبوع والرقمي في وول ستريت فريدة لم تتمكن من تحقيقها صحف عالمية اخري، فإدارة الصحيفة تؤمن بأن الصحافة ليست مجانية والمحتوي الجيد يستحق ان يدفع القارئ مقابل الحصول عليه. ورغم ذلك النجاح فإن القائمين علي الصحيفة لا يكفون عن التفكير اليومي في التطوير وتقديم محتوي مميز حتي يشعر القارئ انه يحصل علي خدمة تستحق ما يدفعه فيها. وسط هذا العدد الضخم من الصحفيين تجد بينهم المطورين والمهندسين وخبراء في تحليل البيانات ومصممي الجرافيك والفيديو والمتخصصين في الانيميشن. الصحيفة تحتل 3 أدوار في مبني نيوز كورب أحد أشهر ناطحات السحاب في منهاتن، قسم كامل منها للتسويق والاعلان وفريق ضخم من المحللين والخبراء الذين يبحثون كل يوم عن أفكار ابداعية للحصول علي اعلانات واقتحام اسواق جديدة. الصحيفة بها أقسام مستحدثة حتي تتمكن من تطوير افكار تتحول إلي خدمات للمشتركين الذين يدفعون مقابل الحصول علي الجريدة او الدخول إلي موقعها. علي سبيل المثال الصحيفة بها قسم يسمي »معمل الابداع» هذا القسم يديره مجموعة من الشباب من خريجي أشهر الجامعات في العالم. وظيفته هذا القسم استلام تقارير يعدها قسم آخر يسمي »الجمهور» تتضمن تفاصيل عن جمهور الصحيفة وجمهور الموقع اليكتروني والموبايل والتابلت. تتضمن تفاصيل عن تفضيلات الجمهور وتفاعلهم مع القصص والموضوعات المنشورة. بعد ذلك يقوم هذا القسم عبر اجتماعات دورية في طرح أفكار جديدة ومشاركة الصحفيين فيها ومناقشتها بشفافية، ومن ثم الخروج بتصورات لهذه الافكار. بعد ذلك يعمل هذا الفريق الذي يضم في عضويته علماء في البيانات بتطوير هذه الافكار لواقع لخدمة الجمهور او لخدمة الصحفيين انفسهم عبر استحداث ادوات جديدة تساعدهم في عملهم الصحفي.