ليس بالسلاح والرصاص والاقتصاد والسياسة فقط تواجه الدول أعداءها والمتربصين بها.. بل إن هناك قوة أكثر خطورة وعمقاً وتأثيراً وهي القوة الناعمة المتمثلة في الفنون وفي الإعلام وهي القوة التي زادت خطورتها مع انفتاح العالم علي بعضه وأصبحت وسائل التكنولوجيا المتطورة السلاح الأخطر الذي يتم من خلاله اختراق الشعوب في أقل من الفيمتو ثانية عن طريق نشر خبر أو تسويق فيلم مفبرك عبر اليوتيوب.. وتؤكد كل الشواهد أن احتلال العصر الحديث بل والقديم أيضاً للدول اعتمد في البداية علي آلة الدعاية وبثها عبر وسائل مختلفة تارة بالإبهار وأخري بالتخويف كى تستسلم الشعوب وترضخ وتقل عزيمتها.. ولا يحدث هذا إلا فى الدول التي تضعف فيها قوتها الناعمة كسلاح قادر علي المواجهة. ويشهد التاريخ أن أهم أسلحة مصر علي مر عصورها متمثلاً في قوتها الناعمة عندما كان يطلق عليها هوليود الشرق وعندما كان إنتاجها الدرامى يتصدر القنوات العربية.. وعندما كان إعلامها من خلال قنواته وإذاعاته هى قبلة كل مستمع ومشاهد عربى وأفريقى. والناظر إلى مصر في معركتها الأخيرة منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي رئاسة مصر يرى أن مصر انتصرت تحت رايته فى جميع المعارك السياسية والعسكرية والاقتصادية ولم تجد مصر الدعم الذى تستحقه ضد الإرهاب من قوتها الناعمة ولكن فوجئنا بأن لدينا مبدعون كسالى ومسؤولين عن القوة الناعمة يفتقدون الخبرة وغير قادرين على الانضمام للقوي المصرية في معاركها فأصبحت القوة الناعمة شبه نائمة وبمثابة الحمل الثقيل حيث إن ما تقدمه من خلال أعمال فنية لا تعبر عن المجتمع المصري وإنجازاته بل تسهم في نشر ثقافات هدامة وتخترق البيوت من خلال قنوات لا يدرك القائمون عليها خطورة ما تقوم ببثه.. ولم يدرك هؤلاء معني أن يقول الرئيس عبدالفتاح السيسي في حفل القوات المسلحة بمناسبة انتصار أكتوبر للمطرب الإماراتي حسين الجسمى «كنت منتظر أشوفك علشان أقولك كتر خيرك». فبأغنية واحدة لمصر نجح الجسمى في أن يتغنى بها العالم أجمع.. وهى طلقة أرى أنها ضربت صدور مسؤولين عن قوانا الناعمة ولكنهم لم يشعروا بها.. رغم المفترض أنهم من أصحاب الاحساس الشديد.