تبدو لغة السياسيين القطريين في الحديث عن مجلس التعاون لدول الخليج العربية من المضحكات المبكيات، فقد ترك رئيس وزراء قطر السابق ومهندس مؤامراتها الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الأحداث الكثيرة في المنطقة والعالم ليتباكي بغرابة علي منظومة مجلس التعاون، حيث قال في تغريدة نشرها علي موقع »تويتر» مؤخراً »استغرب وأتأمل الوضع الذي وصل إليه مجلس التعاون الخليجي كمؤسسة، والتي انتهي دورها إلا إذا طلب الغرب اجتماعا لمصالحة سواء عسكرية أو سياسية أو اقتصادية، فتجد الكورال يلتئم لا لمصلحة المجلس ولكن حتي نظهر بالمظهر اللائق ونقوم بالخدمات التي يجب أن نقوم بها للأصدقاء»! يتناسي ابن جاسم في مثل هذه التعليقات أن قطر تكون أول الحاضرين والمشاركين في اللقاءات الجماعية التي تعقد ضمن التزامات مجلس التعاون مع شركاء دوليين كالولايات المتحدة، فلم نسمع أن قطر ترفض حضور هذه الاجتماعات احتجاجاً مثلاً علي المقاطعة! يقول ابن جاسم في تغريدة أخري: »لا يجتمع المجلس لمناقشة الوضع الحالي السياسي والاقتصادي والعسكري لمصلحة أبناء المجلس بدعوي المقاطعة»، ويتساءل »ألا يجب أن يجتمع المجلس لمصالح المنطقة مثلما يجتمع لمصالح الأصدقاء؟ شيء محزن، فلا تتصالحوا يا سادة، ولكن حافظوا علي مصالح المجلس»، هذا الحديث يطرح تساؤلات عدة منها: ألا يتابع مهندس المؤامرة السابق الحملة العدائية التي تقودها قناة »الجزيرة»، التي زرعها بنفسه في الجسد العربي والخليجي لشق الصف ونشر الفوضي والاضطرابات، ضد المملكة العربية السعودية وقيادتها؟ ألا يتابع كم البذاءات والأكاذيب والتشويه والإسفاف الإعلامي الذي تنطق به هذه القناة في أكبر حملة إعلامية لتصفية الحسابات السياسية في التاريخ الحديث؟ ألا يتابع موقف قطر وكل موالي النظام القطري من الإعلاميين المأجورين تجاه الإمارات والسعودية؟ هل يعتقد أن هناك أي بارقة أمل في تنقية الأجواء في ظل رغبة محمومة لدي نظام الحمدين في الإضرار بالمملكة وقيادتها وشعبها؟ وأين هي مصالح أبناء المنطقة فيما تفعله »الجزيرة» والقنوات الإعلامية التي تمولها وترعاها في تركيا وغيرها من دول العالم؟ أليست قطر معنية كذلك بالحفاظ علي مصالح شعوب دول مجلس التعاون أم أن ذلك مرهون فقط بدول المقاطعة؟. إن لم تستح فافعل ما شئت، هذا هو حال حمد بن جاسم بن جبر في تغريداته التي يتباكي فيها علي أحوال مجلس التعاون، ويرتدي قناع الإنكار من كل جرائم النظام القطري، الذي لم يترك فرصة واحدة لأي صوت عاقل للتراجع عن جرائم هذا النظام المستمرة حتي الآن بضراوة وشراسة وفجور يثير الغثيان. يقول ابن جاسم: »هذا الهروب من المواجهة مع من تختلف معه لا يخدم المنطقة بالذات في هذه الظروف»، من دون أن يفسر أي هروب؟ ومن يهرب؟ ولماذا يهرب؟ أيعتقد أن الإمارات والسعودية والبحرين، ثلاثي المقاطعة من أعضاء مجلس التعاون يهربون من المواجهة مع هذا النظام البائس؟ إنه جنون العظمة في أبشع صوره، وأجزم أنه لم يكن ليتفوه بذلك لولا أن الظروف المرافقة للضغوط الدولية التي تمارس علي الشقيقة السعودية قد سمحت له بأن يتحدث بصيغة تحمل من الكبر والغرور ما لا طاقة لدويلته به. مصير مجلس التعاون لا يرتبط بنظام قطر، بل بشعب قطر، وإن كانت دول مجلس التعاون حريصة علي إبقاء هذه المنظومة علي قيد الحياة، فالسبب يعود لرغبة القادة الحكماء في الإبقاء علي »شعرة معاوية» حفاظاً علي مصالح الشعب القطري، وأمن واستقرار المنطقة، وتفادياً لمنح النظام القطري أي ذريعة للتعمق في سيناريو »الضحية» و»المظلومية» الذي رسمه له الإعلام الإخواني منذ بدايات أزمة المقاطعة.