مرة واحدة ضبطت نفسي أكتب مقالا كاملا عن فنان بعد أن وقعت في غرام ادائه وهوالفنان الراحل محمود عبد العزيز؛ في مسلسله »جبل الحلال»؛ رغم ان أساتذتنا في قسم الصحافة علمونا »ألا نقع في غرام مصادرنا الصحفية» ولكنني تخليت عن هذه النصيحة من أجله؛ وها أنا اعود للكتابة عن ظاهرة تمثيلية عظيمة أسمها »حنان مطاوع» شاهدتها قبل أسابيع قليلة في قصة من قصص المسلسل الرائع »قسمتي ونصيبك» حيث قامت ببطولة حكاية بعنوان »604» فوجدت أمامي ممثلة لا تؤدي فقط شخصية مكتوبة علي الورق كما تفعل كثيرات بل تقدم شخصية بكل تفاصيلها الصغيرة بداية من التنهيدات وحركات اليد ونظرات العيون تجعل المشاهد يصدق ان هذه الشخصية من لحم ودم وتجعله يتعايش مع الشخصية لحد التوحد معها. من يعرف حنان مطاوع يجد أنها إنسانة شديدة الادب والحياء؛ مثالية في كل شئ ملتزمة بمواعيد عملها؛ فلم تتأخر يوما عن موعد تصوير؛ ولم تقف أمام كاميرا والا وهي جاهزة للابداع؛ وعندما تفرغ من عملها تذهب لمنزلها فهي لا تهوي جلسات النميمة ولا الحفلات الصاخبة. كثيرون يعرفون أنها ابنة المخرج والممثل الكبير كرم مطاوع؛ وايزيس المسرح المصري سهير المرشدي؛ ولكنها لم تعتمد عليهما في رحلة صعودها وحسمت هذا الامر منذ ان كانت طالبة في الجامعة فقد حاولت بين زملائها إلغاء اسم »مطاوع»، ولكن لم تكتمل حيلتها حيث زارها والدها بالجامعة وقبلها أمام زملائها مما أثار الحديث »كرم مطاوع باس حنان» ومن هنا عرف زملاؤها في الجامعة أنها ابنة »كرم مطاوع»؛ وكانت الفرصة الاولي لها في »حديث الصباح والمساء» بعدها شاركت في »أميرة في عابدين» و»أولاد الشوارع» إلي ان جاءتها الفرصة الكبري في دور »نرمين» في مسلسل »ونوس» امام العبقري يحيي الفخراني؛ فكانت مشاهدهما بمثابة مبارزة قوية داخل حلبة مصارعة؛ لتنطلق بعدها في ادوار لا تقدمها مجرد ممثلة بل لابد ان تكون مبدعة فجاء دور »عبلة» في »هذا المساء»؛ و»سارة» في »حلاوة الدنيا» و»كريمة» في »الرحلة» و»دنيا» في »ضد مجهول» وأخيرا »هدي» في الحكاية »604». لقد نضجت حنان مطاوع من زمان وتربعت علي قمة هرم الاداء التمثيلي وأصبحت مثل الحاوي الذي يخرج من جلبابه مع كل عمل جديد مفاجأة لجمهوره؛ ويجب علينا ان نفخر بأن عندنا موهبة جبارة اسمها »حنان مطاوع» لا تقل بل تسبق بخطوات نجمات عالميات مثل »جوليا روبرتس او نيكول كيدمان او جودي فوستر».