لم يكن من المقرر أن يلقى الرئيس السيسي كلمة خلال الندوة التثقيفية التي أقامتها القوات المسلحة بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين لنصر أكتوبر المجيد تحت عنوان »أكتوبر تواصل الأجيال«.. لكن الرئيس طلب أن يتحدث إلى المصريين كإنسان وكمواطن عايش مرحلتين فارقتين في تاريخ مصر..مرحلة الهزيمة عقب حرب 67 ، ثم مرحلة بناء الجيش حتى تحقق النصر المبين في أكتوبر 73. وكعادته جاءت كلمات الرئيس صريحة دون تجميل.. صادقة حتى لو كانت صادمة للبعض.. قوية كقوة قائلها الذي لا يخشى إلا الله، ويضع مصلحة مصر فوق كل اعتبار.. الرئيس وجه خلال كلمته العديد من الرسائل للشعب المصري من بينها تأكيده أن حرب أكتوبر كانت بمثابة “حرب انتحار“. وقال إن الجيش نزل ينتحر من أجل مصر وأننا كنا قد فقدنا قدرتنا العسكرية في 67 لكننا لم نفقد الإرادة، وأعيد بناء الجيش رغم أن الرأي العام كان ضاغطاً وبقوة على القيادة السياسية حتى تحارب، وكانت قدرات الدولة المصرية في ذلك الوقت محدودة جداً، وقدرات العدو ضخمة جداً وكان العالم يرى أن مصر في حاجة إلى قنبلة ذرية لتتمكن من العبور وتدمير الساتر الترابى. الرئيس ركز على أن استيعاب المصريين للواقع الذى تواجهه الدولة بات أمراً ضرورياً وحتمياً لإنجاح قرارات التنمية، وقال إن كل ما يقام بالدولة المصرية من إنجازات، سيهدر ويختفى إذا لم يكن هناك دون فهم ووعى من المصريين، وكل اللى بيتعمل لو لم يكن هناك وعى وكتلة تخاف على بلدها فى الجيش والشرطة وأجهزة الدولة والجامعات ولدى الرأى العام فى مصر ..ممكن يتهد. الرئيس أشار إلى أن قرار حرب أكتوبر 73 كان انتحارًا وأن القرار والنتائج التي تحققت كانت معجزة بكل المقاييس، وأن الخسائر التى مُنى بها العدو كانت من أسباب قبوله بالسلام، أكد أيضا أن الشعب المصرى كله دفع ثمن الحرب وكانت الناس مضغوطة ومحرومة وتعانى ومفيش أمل، وكان اكثر من مليون شاب ملتحقين بالجيش ولم يكن لديهم أمل أن يخرجوا من الجيش إلا بعد انتهاء المعركة.. وقال إن المعركة لم تنتهِ ولكنها مستمرة بمفردات مختلفة وإذا لم يكن هناك وعي في جميع أجهزة الدولة سيهدم كل ما تم تشييده. وطالب من الوزراء وجميع المعنيين بزيادة وعي الناس لحل المشكلات والتحلي بقيم العمل والصبر لتخطي الظروف الصعبة، وأكد مجدداً أن مصر في 30 يونيو 2020 هتكون في مكانة أخرى. وفي أول تعليق من الرئيس عبدالفتاح السيسي حول القبض علي الإرهابي هشام عشماوي في مدينة درنة الليبية، قال ”هناك فارق بين الإرهابي هشام عشماوي، والبطل أحمد المنسي ده إنسان وده إنسان، وده ضابط وده ضابط، والاثنان كانا معاً في وحدة واحدة.. الفارق بينهما أن أحدهما اختلطت عليه الأمور وخان بلده، والثاني استمر على العهد والفهم الحقيقي لمقتضيات الحفاظ على الدولة المصرية.. البطل المنسى يصفق له أهل مصر والإرهابى عشماوى نريده حتى نحاسبه. حذر الرئيس من خطر الزيادة السكانية التي تمثل تحدياً كبيراً أمام الدولة.. وفي تعقيبه على أحداث 2011 قال: كانت علاجاً خاطئا لتشخيص خاطئ .