ظل يطاردها بكلام معسول .. كانت تسمعه لكنها لم تبد له قبولا مرة واحدة .. فكر في حيلة يتواصل معها .. أيقنت »هدي» بحاسة الانثي أن الأمر لم يكن اكثر من واقعة مختلقة لرؤيتها عن قرب .. تكرر الموقف اكثر من مرة .. حتي اعترف »أحمد» لها ذات مرة بحبه صراحة . هز قلبها اعترافه بكلمات كانت تلمح في عينيه برغبة قرأها احساسها سريعا .. وبعد مرور أسابيع قليلة بادلته الاعتراف في اعلان ضمني بخضوعها الكامل له حتي غواها بنزهة بجوار احد الحقول الزراعية علي أطراف القرية بحجة البعد عن أعين الناس .. وظل يوسوس لها بكلامه المعسول حتي وقعت في شراك الخطيئة وتكررت الواقعة معلنة استسلامها التام له .. ثم تعددت اللقاءات بينهما حتي اقترح عليها أن يلتقيا في منزلها أثناء غياب والديها .. خافت في البداية ولكنه اقنعها ووثقت به وبدأ يتردد عليها وفي إحدي المرات امسك بهاتفه وقام بتصويرها عارية .. وعندما سألته عن السبب أجابها أنه علي سبيل الدعابة والمرح . استمر الحال هكذا عدة أشهر حتي فوجئ »صلاح» ابن عم »هدي» الاكبر بتداول شباب القرية لمقاطع ساخنة لابنة عمه .. لم يصدق في بادئ الامر وبدأ في مراقبتها حتي تأكد من علاقتها الآثمة مع »أحمد» .. بعث إليه بأنه يريد مقابلته .. اشتم احمد رائحة الغدر ولم ينتظر الصباح .. اتخذ من ظلمة الليل ستارا له وجمع أشياءه وهرب . ذهب »صلاح» إلي عمه وأبلغه بالأمر .. لم يصدق الأب ما سمع وتهاوي من الصدمة .. ودخل علي ابنته وظل يضربها حتي انقذتها والدتها من بين ايديه .. اقترح عليه صلاح ان يقوم بقتلها .. ليمحو العار الذي لحق بهم جميعا .. ألجمت الصدمة الاب المسكين .. وانخلع قلبه علي ابنته الوحيدة .. واضطر الي مسايرة ابن اخيه بالموافقة علي جريمته في خدعة اخفاها الاب. ومع أذان الفجر .. لملم الأب والأم ملابسهما ومعهما ابنتهما الوحيدة وقرروا الهرب من القرية .. ولكن كانت خطي صلاح واخوته اسرع منهم .. حضر ومعه 8 من اشقائه وابناء عمومته فجر يوم العيد ومعهم أسلحة بيضاء .. لم يشفع توسل والديها ولا دموعها التي ملأت وجهها الصغير .. أشهر اثنان منهم السلاح في وجه العجوز وزوجته .. بينما امسك الباقي ب »هدي» وادخلوها غرفتها وقاموا بذبحها بكل وحشية وفصلوا رأسها عن جسدها وخرجوا مسرعين .. هرول الاب والام ناحية الغرفة .. لم تمهلهما صدمة ابنتهما وهي غارقة في دمائها حتي سقط كل منهما مغشيا عليه .. وفقدت الام القدرة علي النطق واصيب الاب بأزمة قلبية .. وتم القبض علي المتهمين واحيلوا الي النيابة ومن ثم الي محكمة جنايات الفيوم لتقضي بمعاقبتهم جميعا بالسجن المشدد 15 عاما .. صدر الحكم برئاسة المستشار عبد الحي فازورة وعضوية المستشارين نادر طاهر وصبري جعفر وبأمانة سر محمود العمدة.