تمنيت أن أعرف كيف تتبادل عشرات الشركات والجمعيات أرقام هواتفنا لتزعجنا ليل نهار طلبا لشراء منتج ما أو الحصول علي تبرع ما، من سمح لكل هؤلاء بالاتصال في أي وقت؟ وبمجرد الرد علي الاتصال ينبري صوت متسرع في إلقاء خطبة طويلة عن بضاعته ومشروعاته، قد لانفهم معظم كلماتها بسبب السرعة وسوء النطق بها، ومهما حاولت الاعتذار يستمر الإلحاح الفج ولا يصبح هناك مهرب سوي إغلاق الاتصال. حتي المؤسسات والجمعيات الخيرية ، رغم جلال العمل الإنساني الذي تقوم به لخدمة ذوي الحاجات،إلا أنها تعتمد نفس الأسلوب المزعج في الإلحاح والاتصال المتكرر علي مدار اليوم، والإصرار علي سرد كل ماتقوم به من أعمال ، وكلها يتم الإعلان عنها علي مدار اليوم وعلي كل القنوات التليفزيونية، وبالتالي فإن من يريد المساهمة في عمل خيري سوف يسعي بنفسه لتسليم تبرعه، دون الحاجة إلي كل هذا الإزعاج . أما شركات التسويق العقاري فلها أسلوب مختلف، يبدأ بسؤالك عن العقار الذي تبحث عنه، ولو كنت لا تبحث عن عقار، طيب استثمر مدخراتك، أو إلحق الفرصة قبل غلاء الأسعار خلال أسبوع، أو اشتري واعرضها للإيجار واستفد بالتسهيلات، طيب نفكر ياسيدي ، يأتيك الرد:»لازم تاخد القرار خلال أيام للحصول علي العرض»، طبعا قيمة العرض بأرقام ذات ستة أصفار! أرجوكم ارحمونا.