عندما أعلنت الملكة حتشبسوت نفسها ملكاً وحاكماً للبلاد وحصلت علي كل امتيازات الملك الحاكم كان لابد من إقناع الشعب بأن اختيارها كملك جاء بناءً علي رغبة آلهية حتي يقبلها الشعب ولذلك فقد اختلقت قصة أسطورية لتؤكد للشعب أن اختيارها كملك للبلاد وبناءً علي رغبة الآلهة. ولذلك فقد سجلت علي جدران معبدها الجنائزي بالدير البحري قصة مولدها المقدس تأكيداً لإعلان نفسها ملكاً للبلاد حيث تذكر كيف جمع آمون ملك الآلهة كافة آلهة مصر وأعلن أمامهم رغبته في إنجاب طفل يحكم مصر فرشح له تحوت إله الحكمة الملكة أحمس زوجة تحتمس الأول لتكون أما لهذا الطفل وصور علي جدران المعبد وقائع الزواج المقدس والولادة الإلهية لابنة الإلهة ابنة الإله آمون سيد الآلهة حتشبسوت حيث يصور أحد المناظر الإله خنوم الخالق جالسا علي عجلة الفخراني ليشكل الطفلة الملكية وقرينها وصورت حتشبسوت الطفلة في هذا المنظر بهيئة الذكر لا الأنثي حيث دائما ما كانت متشبهة بالذكور ليس في الملبس فقط لكن أيضاً في الألقاب التي حملتها وربما كان هذا رغبة في أن تثبت للشعب أنها مثل الرجال إنها قادرة علي حكم البلاد كأقوي امرأة لمدة قد تصل غلي حوالي 22 عاما إلي أن توفيت في عام 1843 ق.م وسوف نعرف كيف انتهت حياتها من خلال الاكتشافات الأثرية الجديدة التي قمت بها، وهنا أود أن أقول إن الشعب المصري منذ آلاف السنين مثل الآن كان متدينا جدا وأي شخص مهما كان يحاول تغيير النظام الإلهي كان يصب عليه غضب الشعب وسوف أسرد هنا مثالين الأول هو الملك خوفو والذي غير في العقيدة عندما أعلن نفسه إلها أثناء حياته لأن المعروف أن الملك هو حورس علي الأرض وعندما يموت يصبح إلها ولذلك فقد غير الملك خوفو في شكل مجموعته الهرمية وقد جمعت 14 دليلاً يؤيد هذه النظرية منها أن كل ملوك الدولة القديمة دفنوا أسفل الهرم عدا خوفوا وابنه سنفرو أن الهرم يعرف باسم »آخت خوفو» بمعني »أفق خوفو» والوحيد الموجود في الأفق هو الإله رع بالإضافة إلي أن أبو الهول قد نحته الملك خفرع لكي يتعبد لأبيه »خوفو» الذي يشرق (رع) ويغرب في المعبد الواقع أمام أبو الهول، فماذا فعل الشعب دمر كل آثار خوفو وتماثيله انتقاما منه ومن ابنه خفرع، ونفس الشيء حدث مع أخناتون أول من فكر في وجود القوة الكامنة خلف قرص الشمس وأطلق عليه اسم آتون ولذلك اعتبر هذا الإله الجديد هو الإله الواحد وترك لنا أناشيد آاوت والتي تثبت عملية التوحيد وعاش في مدينة لم تعرف إلها لها من قبل وهي تل العمارنة أو »آخت آتون» أفق آتون وترك طيبة بما بها من كهنة يعبدون آمون. ماذا فعل الشعب؟؟ دمر أيضاً كل آثاره انتقاما من تغييره للعقيدة الدينية. وقد حاولت الملكة حتشبسوت أن تتفادي كل ذلك واتفقت مع الكهنة علي أن يخرجوا لها قصة انتمائها للإله آمون وأن الإله هو الذي اختارها ملكاً علي البلاد ولكن هل يثق الشعب بذلك.. هذا ما سوف نراه في مقالاتنا القادمة...