يشمتون في الموت وكأن الموت لن يدركهم يوماً ما، ويشمتون في المرض وكأن المرض لن يلحق بهم في لحظة ما، ويشمتون في مصائب الغير وكأن المصائب لن تقترب منهم، أشعر بالألم والغضب حين أقرأ الكثير من عبارات الشماتة عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي وصلت إلي حد تعاطف المعارضين للنظام السوري مع مرض السرطان ضد أسماء الأسد. كما تشفي الكثيرون في مرض الرئيس الأسبق مبارك، رغم معارضتي لنظامه، ومن قبل تشفوا في وفاة حفيده واعتبروه إنذارا من الله وكأن بيدهم الثواب والعقاب. مهلاً رواد التواصل الاجتماعي، كان رسولنا الكريم لا يشمت في أحد ولا يفرح في مصائب الآخرين سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، واستعاذ من شماتة الأعداء وكان يدعو »اللهُم لا تُشمت بي عدوا حاسدا» وقال صلوات الله عليه »لا تُظهر الشَّماتة بأخيك فيُعافيه الله ويَبتليكَ» وعندما شمت الكافرون بالمسلمين في غزوة أُحد نزل قول الله تعالي في سورة آل عمران »إنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ القَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وتِلْكَ الأيّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النّاسِ»، ما يحدث علي مواقع التواصل ليس من الأخلاق ولا الإنسانية، فلنطهر قلوبنا من الحقد والغل والكبر، فلا يدخل الجنة من كان في قلبه ذرة من كبر. ولا يهنأ بالصفاء والسلام من امتلأ قلبه بالبغضاء، ليس أكبر أنواع العنف أن تضرب أو حتي تقتل، فالعنف النفسي واللفظي أكثر قسوة وإيلاماً من العنف البدني، وجريمة تُوجب العقاب. فانشروا الحب والسلام وانبذوا العنف والبغضاء، ابتعدوا عن الشماتة في تصفية الحسابات، الشجاعة في اللاعنف يمكن أن تنشر السلام وتغير العالم.