ستبقي حرب أكتوبر علي مر السنين هي العزة والكرامة للشعب المصري والعربي ومصدر الفخر للمصريين وللقوات المسلحة المصرية التي حولت الانكسار في 67 إلي انتصار بعد 6 سنوات فقط في اعجاز مازال يدرس في الأكاديميات العسكرية. كانت مفاجأة الحرب هي الجندي المصري الذي خاض حربا شرسة بأسلحة تقليدية قديمة ضد أحدث الاسلحة الأمريكية وعبر أكبر مانع مائي شهده التاريخ.. لقد غيرت حرب أكتوبر المفاهيم العسكرية في العالم ووضعت الجندي المصري في مكانة جديدة جعلته يحظي باحترام العالم أجمع.. وكانت الصاعقة المصرية أحد أفرع القوات المسلحة في الحرب مثالا يحتذي به في التضحية والفداء واداء الواجب وغيرت من مجريات الأحداث لصالح الجيش المصري وساهمت في نصر أكتوبر بشكل كبير ومؤثر. ألتقت أخبار الرياضة مع اللواء مصطفي كامل الخبير الاستراتيجي ورئيس قسم العمليات بقوات الصاعقة خلال حرب أكتوبر ليتحدث عن سنوات التحول من الانكسار إلي النصر. في البداية قال اللواء مصطفي كامل اننا يجب الا نفصل حرب 67 عن حرب الاستنزاف عن حرب 6 اكتوبر لانهم حدث واحد ومرتبط ببعضه فلولا هزيمة 67 لم تكن هناك حرب استنزاف ولولا الاخيرة ما كانت حرب أكتوبر والنصر العزيمة والاستنزاف ربط بين مرحلتين. مااخذ بالقوة وأشار اللواء مصطفي كامل إلي أن الصاعقة المصرية تحملت العبء الاكبر في المراحل الثلاثة.. فبعد 67 كان الأمن المصري معرضا للانهيار بالكامل وكانت الارض مفتوحة امام الإسرائيليين.. إلا أن الصاعقة المصرية كان لها رأي آخر عندما تصدت وحدة من الصاعقة للقوات الاسرائيلية في رأس العش وبالاسلحة الخفيفة أجبرت مدرعات العدو علي الانسحاب بعد ان كبدتها خسائر كبيرة.. فكانت هذه المعركة نقطة فاصلة حيث اعادت التوازن والاتزان الدفاعي للقوات المسلحة المصرية وجعلت القائد المصري يعيد تفكيره علي ادارة عملية عسكرية كبيرة لوضع الرؤية الاستراتيجية الكاملة لمصر.. ليصدر شعار ما أخذ بالقوة لايسترد إلا بالقوة.. أهداف استراتيجية ويري رئيس قسم عمليات الصاعقة في حرب 73 أن عمليات الصاعقة وخاصة معركة رأس العش جعلت القيادة السياسية تضع الاهداف الاستراتيجية وأهمها استعادة القوات المسلحة لكفاءتها العسكرية واعادة تشكيلها من جديد والتخطيط لعبور أكبر مانع مائي في التاريخ، ورغم انه كان من الصعب تحقيق هذه الاهداف في 10 سنوات علي الأقل ولكن المعجزة جاءت في 6 سنوات فقط.. وكان لابد من حرب الاستنزاف لاعادة الثقة للجندي المصري الذي لم يقاتل الإسرائيليين من قبل..وعدم الفصل بين الشعب والجيش وهي العلاقة الباقية ليوم الدين. وتحملت الصاعقة جزءاً كبيراً من عمليات الاستنزاف وقامت بالاغارة علي لسان بورتوفيق في السويس والذي كان الموقع الاسرائيلي يهدد مدينة السويس وهي من نفس الكتيبة التي تصدت للعدو في رأس العش وقاد عملية الاغارة علي لسان بورتوفيق المقدم زغلول فتحي الذي لم يكرم حتي الآن رغم انه مازال حيا يرزق ويجب تكريمه. وأضاف اللواء مصطفي كامل أن هناك عمليات كثيرة للقوات المسلحة والصاعقة ومنها يوم السبت الحزين وهذه المرحلة كانت مهمة جداً للجيش لاستعادة الثقة وخلالها تم دراسة أساليب العدو وتكتيكاته ومصادر قوته وضعفه. قرار شجاع ويري اللواء كامل ان قرار الحرب الذي اتخذه الراحل أنورالسادات والذي لم يأخذ حقه حتي الآن كان قراراً شجاعاً وتحمل السادات القرار بشجاعة وقوة.. كما أن خطة الخداع التعبوي والاستراتيجي والتخطيط الذي خطط له السادات كان موفقا وناجحاً لدرجة ان السادات أرسل وزير الخارجية محمد حسن الزيات وقتها للأمم المتحدةوامريكا يوم 5 أكتوبر ليتفاوض مع هنري كيسنجر وزير خارجية امريكا في السلام ولكن كيسنجر رفض وقال لازم تدفعوا اولا ثمن الهزيمة..! شجاعة السادات وأضاف اللواء مصطفي إلي أن جرأة وشجاعة السادات كانت في اتخاذه لقرار الحرب وهو يعلم أن القوات الإسرائيلية علي درجة تفوق أعلي من المهاجم المصري لتسليحها الامريكي والغرب يدعمها.. لكن الارادة المصرية استطاعت هزيمة العدو. وأكد اللواء مصطفي كامل أن البطل الحقيقي في الحرب هوالجندي المصري الذي كان متوسط وزنه حوالي 70 كجم ويحمل ما يقرب من 140 كيلو جراما سلاح وذخيرة ومؤن وسلم لصعود خط بارليف علي ارتفاع 22 مترا وهو يعلم يقينا انه شهيد بينما نظيره الإسرائيلي في خندق مكيف. صلاح نحله وأشار رئيس قسم عمليات الصاعقة وقت الحرب إلي أن الاعجاز كان ايضا في توقيت الحرب في الثانية و 5 ظهرا مع ان بداية الهجوم دائما تكون في أول ضوء أواخر ضوء للنهار.. لكن هذا التوقيت جاء بعد دراسة دقيقة للمقدم صلاح نحلة ومجموعته التي مكثت علي شط القناة عاما كاملا لدراسة المد والجزر في القناة لتختار أنسب وقت للعبور القناة وهو في التوقيت السابق وعلي ان تكون الشمس في مواجهة الجندي الإسرائيلي. عامل رئيسي وحول الأنشطة الرياضية في القوات المسلحة وخاصة في الصاعقة وقت الحرب قال اللواء كامل أن الرياضة كانت هي العامل الرئيسي في التدريب لدرجة ان الصاعقة حصلت علي الدرع العام للتفوق الرياضي في كرة القدم واختراق الضاحية لمدة 12 عاما متتالية. وتذكراللواء كامل الرياضيين الذين كانوا في الصاعقة قال كان د. حسن مصطفي رئيس الاتحاد الدولي لكرة اليد وكان قبل الحرب ومعظم لاعبي كرة السلة المصريين مثل سامي سعد وشاكر مرسي وطلعت توفيق وسامي شلبية ومدحت يوسف واللواء الحديدي وقال انه كان بطل الخماسي العسكري. ولم يحطم أحد رقمه القديم الذي حققه في بروكسل في الاوليمباد العسكري ببروكسل عام 1957. كما كان هناك ضباط بالقوات المسلحة مثل حمادة امام واللواء عبدالجابر أحمد علي. وأخيراً قال اللواء مصطفي كامل أن انتصار أكتوبر أعاد الحياة بشكل أخر لكل المصريين والعرب وأعاد عجلة الرياضة للدوران مرة أخري..