قال اللواء معتز الشرقاوي أحد أبطال الصاعقة والذي شارك في حرب الاستنزاف ونصر أكتوبر 73، إنه انضم إلى قوات الصاعقة، تحديدا في الكتيبة 43 صاعقة، وكانت متواجدة في سيناء في أعلى درجات الاستعداد، وتتحرك في عدد من المناطق هي الشيخ زويد شرق العريش وأخرى بوادي ماعين ووادي لصان جنوبالعريش بدون وجود أوامر واضحة بعمليات محددة. حرب 67 وأضاف "الشرقاوي": في يوم 5 يونيو 1967 سمعنا أن الحرب بدأت، لكننا لم نرَ طائرات العدو أو دباباته وكنا نسمع صوت الاشتباكات والقصف المدفعي فقط ولا نعرف أين، وبعد أيام من حرب يونيو جاءت الاوامر بالانسحاب، من شمال سيناء، وذهبنا إلى بورسعيد وتمركزنا في المدينة نفسها. وأوضح "الشرقاوي" أن ما حدث في يونيو 1967 لم يكن هزيمة بل كانت جولة من جولات الحرب لم نستطع تحقيق فيها أي نصر لظروف خارجة عن إرادة الجنود، ولكن بعد عدة أيام قليلة من حرب يونيو، تمكنت عناصر القوات المسلحة من القيام بعمليات واسعة أرهقت العدو الإسرائيلي». «رأس العش» وعن معركة رأس العش، أوضح «الشرقاوي»: «قمنا بالعبور المستمر للضفة الشرقية للقناة للقيام بعمليات مستمرة لاستنزاف العدو ورفع الروح المعنوية لدى الجنود المصريين وبعد أيام قليلة من الحرب تمكنت قوات من الصاعقة لا تتعدي 25 فردًا بالأسلحة الخفيفة من تدمير "كول" أو طابور دبابات وعربات مدرعة تجاوز عددها 19 عربة ودبابة كانت في بور فؤاد فيما عرف بموقعه رأس العش». وبعد أيام من حرب يونيو، تلقينا أوامر بالدفاع عن بورفؤاد من هجوم أكيد من قبل العدو الإسرائيلي، فتم دراسه الموقف والبحث عن خرائط لمعرفه طرق اقتراب العدو المحتمله، لكن ما حدث في معركة رأس العش أثرت بشكل إيجابي كبير على معنويات الجيش المصري، حيث قامت فصيلة صاعقه بوقف القوه الاسرائيليه المدرعه وكبدتها خسائر كبيرة وصلت إلى 8 دبابات و11 عربه مجنزرة». وتعتبر معركة رأس العش، هي الفيصل الذي أدي إعادة النظر في الجندي المصري، وأنه بالإمكان مواجهة العدو من خلال هذه التحضيرات والتجهيزات، فيما كان يسمي بحرب الاستنزاف حيث كانت تدريبًا عمليًا للحرب واحتكاكا مباشرًا. «حرب الاستنزاف» وتابع «الشرقاوي»: «عبرت إلى عمق سيناء أكثر من 9 مرات خلف خطوط العدو، وذلك للقيام بمهام حربية قتالية واشتباك مباشر مع العدو الإسرائيلي، ومن أبرز تلك العمليات كانت الإغارة نهارا على "لسان بور توفيق" وتدمير "النقطة الحصينة به قمنا بالإغارة على الموقع نهارًا، بتشكيل يتكون من 140 فردًا بالزوارق المجهزة بالمواتير، وهذا يمثل تحديا لقوات العدو بعد أيام قليلة من نكسة يونيو 67 وكانت النقطة الحصينة هدف لأنها كانت موقع إطلاق للنيران ضد السويس والإغارة نهارا كانت بهدف تحقيق عنصر المواجهة والاشتباك المباشر، وكان ذلك في الساعة الخامسة بعد الظهر». وأكمل: «استطعنا أن ندمر للعدو خمس دبابات ونسفنا ملجأ به ما لا يقل عن 25 فردا تم تدميره تماما وتحولت جثث اليهود إلى أشلاء متناثرة، وفي نهاية المعركة لوحظ حركة غير طبيعية في أحد جوانب الملجأ حيث كان إسرائيلي يعمل حكمدارا لطاقم دبابة من الدبابات التي دمرها وعدنا به أسيرا إلى غرب القناة». حرب أكتوبر أشار «الشرقاوي» إلى أن حرب أكتوبر كانت حصيلة كل الحروب التي سبقتها، وكانت أيضا حصيلة تدريب غير عادي وإعادة تنظيم للجيش تم على أسس نظرية وعملية وميدانية، وشحنًا معنويًا ودينيًا وإيمانًا عميقًا بالنصر نتيجة ما حققه الجيش المصري خلال حرب الاستنزاف، وهذا أعطاه القوة والثقة والقدرة على تحقيق النصر. معركة لسان بورتوفيق وأكد بطل الصاعقة: «كانت مهمتي الهجوم والإغارة وتحرير لسان بور توفيق، وهو نفس الموقع الذي سبق وأغرت عليه ودمرته حينما كنت برتبة رائد، لكن نقطة لسان بور توفيق في حرب أكتوبر كانت مجهزه ومتطوره بشكل حديث وكبير، وعندما بدأنا العبور في الرابعة مساء، انضمت للنقطة قوات مظلات إسرائيلية وهي من أقوي القوات لدى العدو الإسرائيلي». وأضاف: استطعت الهجوم على النقطة الحصينة من خلال سرية مواجهة إضافة إلى سريتين، واحدة من اليمين وأخرى من اليسار، للهجوم الخلفي واحتلال جنوب وشمال النقطة ومنع أي انسحاب للقوات وهناك سريتان للتحرير خلف سرية المنتصف التي عبرت في المواجهة، وهي التي شهدت مواجهة كبيرة لأن المدفعية التي كانت تطلق النيران كانت مخفية ولا يعرف مصدرها أحد ولكن السريتين الأخريين هجمتا من الخلف بعد العبور واستمرت الاشتباكات حتى تم التعامل مع الهدف وتم تدمير 3 دبابات من 6، وتم قتل 20 جنديًا إسرائيليًا، وهربت سيارتان نصف جنزير وتبقت باقي القوة 37، منهم 7 ضباط، وكانوا على اتصال بالقيادة حتى أمروه بالاتصال بالصليب الأحمر بعدما اشتدت الهجمات واستسلموا وتم تحرير النقطة واللسان.