سفير غينيا خلال حواره مع »الأخبار« منذ سنوات طويلة اتسمت العلاقات المصرية الغينية بالتميز، لهذا لم يكن مستغربا أن تحمل إحدي جامعاتها اسم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، لكن آفاق التعاون لا تزال في حاجة إلي المزيد من التعزيز، ومع استعادة مصر لدورها الإقليمي في القارة السمراء أصبحت الأحلام ممكنة، كما أنها صارت أقرب إلي حيز التنفيذ علي أرض الواقع. في هذا الحوار يتحدث سوريبا كامارا سفير جمهورية غينيا في القاهرة عن أهم ملامح العلاقات الحالية، ويطرح وجهة نظره في سبل تطويرها. اتفقنا مع الأزهر علي تدريب أئمتنا.. والقوافل الطبية المصرية تساهم في تقدمنا تجاوزنا عدم الاستقرار.. وألفا كوندي يبذل جهودا كبيرة لجذب الاستثمارات الأجنبية نشر السلام مسئولية الدول المحورية بالقارة وتعزيزالتجارة البينية يحقق الرخاء لنا جميعاً كيف تري العلاقات المصرية الغينية ؟ وما أبرز جوانب التعاون المشترك بين البلدين؟ العلاقات بين مصر وغينيا جيدة منذ بدايتها حتي الآن، كما أنها تتطور للأفضل، حيث يوجد تعاون كبير بين البلدين في النواحي التعليمية وتدريب عناصر من القوات العسكرية الغينية في مصر ، بجانب تدريب الموظفين الغينيين في مجالات الزراعة والاعلام والصحة. العلاقات علي المستوي السياسي متميزة ولكن ماذا عن العلاقات الاقتصادية والتجارية؟ العلاقات السياسية المتميزة بين البلدين هي أساس كل العلاقات أما علي مستوي العلاقات التجارية والاقتصادية فلا يوجد تبادل كبير بين البلدين، ولكن في الفترة الأخيرة تعمل السفارة مع الحكومة المصرية علي تطوير المجال الاقتصادي والتجاري بين مصر وغينيا. ما أبرز الأنشطة التجارية التي تري أنها ستعود بالنفع علي الدولتين؟ مصر دولة عظيمة وكبيرة وتصدر الكثير من المنتجات لكل الدول الافريقية، وغينيا تشتهر بالمنتجات الزراعية، لذا من الممكن أن يتعاون البلدان في المجال الزراعي. هل تقصد التعاون في الصناعات الزراعية أم في مجال الزراعة ؟ مصر تمتلك خبرة في تصنيع الكثير من المنتجات، وغينيا ليس لديها مصانع كبيرة أوالمعدات اللازمة للتصنيع الزراعي، فمن الممكن أن يتم التعاون في هذا المجال هذا بجانب أن بلادنا تنتج كميات هائلة من المحاصيل ولديها مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية يمكن أن تحتاجها مصر. ما أهم المجالات التي يمكن لرجال الأعمال المصريين المشاركة بها؟ بالفعل لدينا ثروات وموارد طبيعية ومن المفترض أن نعمل علي استغلالها بشكل صحيح وينبغي علي المستثمرين في كلا البلدين عقد اجتماع لتحديد احتياجات كل طرف ومعرفة المجالات التي ستفيد البلدين بالاستثمار فيها. تواجه مصر الارهاب وتحارب الفكر المتطرف بكل قوة فكيف تري ماتحقق علي أرض الواقع؟ ما قامت بها مصر في مواجهة الإرهاب خلال الفترة الماضية كان متميزا، خاصة بعد أن تولي الرئيس السيسي منصبه، فعلي مدار 5 سنوات قضيتها في مصر تابعت تطورات ملحوظة في هذا الملف، لكن القضاء علي الإرهاب يحتاج لتكاتف جميع الدول من أجل تحقيق هذا الهدف. قمت بزيارة إلي جامعة الإسكندرية وبناء عليها تم الاتفاق علي ارسال قوافل طبية إلي العاصمة كوناكري.. ما التأثير العملي لهذه القوافل؟ أي دولة تريد التقدم لابد أن يكون شعبها سليما، وسيكون لهذه القوافل أثر ملحوظ في غينيا، لأنها ستعالج المرضي الذين ليس لديهم القدرة علي العلاج، كما أن الأطباء الغينيين سيستفيدون من خبرة نظرائهم المصريين. ما أوجه الاستفادة من التعاون في مجال البحث العلمي؟ يوجد تعاون مشترك في مجال البحث العلمي، بجانب أن عددا كبيرا من الطلاب الغينيين يدرسون في مصر بسنوات الجامعة والدراسات العليا، كما يوجد بروتوكول تعاون بين جامعتي الإسكندرية وجمال عبد الناصر في كوناكري، يأتي ضمن بنوده تبادل الأبحاث العلمية بين الجامعتين، لكننا مازلنا في بداية البروتوكول لذا لن أستطيع رصد أي فوائد حاليا. وجود جامعة لديكم تحمل اسم الزعيم الراحل عبدالناصر يعكس عمق العلاقات التاريخية، فكيف ينظر الغينيون للدولة المصرية الآن؟ الغينيون لديهم فكرة جيدة جدا عن مصر وهي بالنسبة لهم بلد جميل وصديق أيضا، والدليل علي ذلك أن أي رحلة طيران قادمة من غرب أفريقيا لا تخلو من غينيين بين ركابها. أجريتم مباحثات مع شيخ الأزهرلتدريب الأئمة الغينيين فما آخر تطورات ذلك ؟ لقد قابلت المسئولين في الأزهر،وأكدوا إمكانية تدريب 10 أئمة غينيين، فأرسلنا مذكرة لبلادنا لاتخاذ اللازم، لكنهم أرسلوا إلينا الأسماء بدون صور جوازات السفر، التي كان الأزهر سيستخرج التذاكر علي أساسها، ولازلنا نستكمل الأوراق اللازمة المتبقية لبدء هذه الخطوة في أقرب وقت. هل هناك دورات ينظمها الصندوق المصري للتعاون الفني مع أفريقيا للكوادر الغينية ؟ بالفعل مازالت الدورات التي ينظمها الصندوق في مجالات الزراعة والصحافة والأمن والتعاون العسكري مستمرة. ما الخطوات التي حققتموها في المبادرة الأفريقية للطاقة المتجددة ؟ لا أستطيع تحديد الأرقام التي وصلنا إليها الآن، لكن رئيس جمهورية غينيا وجميع أعضاء المبادرة الأفريقية للطاقة المتجددة يعملون بكل جدية ونشاط من أجل توفيرها لكل إفريقيا في عام 2020، وقد حدث تطور كبير في هذا الشأن. هل تري أن الأوضاع الآن في غينيا اختلفت وأصبح المناخ جاذبا للاستثمار؟ عدم الاستقرار كان منذ فترة طويلة، أما حاليا فيبذل الرئيس ألفا كوندي كل الجهود لجذب المستثمرين من مصر وكل دول العالم، وتوفير المناخ الذي يجعلهم مطمئنين علي أموالهم خاصة أن حالة الاستقرار التي تتميز بها بلادنا الآن جعلت المستثمرين يشجعون بعضهم علي الاستثمار فيها نظرا لكثرة الفرص، وخير مثال علي ذلك شركات المناجم من كل دول العالم الموجودة في غينيا، بجانب الشركات التي تعمل في مجال الطاقة المتجددة وسلاسل الفنادق الكبيرة، وهو الأمر الذي يؤكد اختلاف الوضع تماما. ما أهم نتائج اتفاق التآخي بين هيئتيّ المعارض في البلدين الذي تم توقيعه؟ للأسف نتائج هذا الإتفاق ضعيفة، ويرجع ذلك لقلة حجم التبادل التجاري بين البلدين. كيف تري الأوضاع في الشرق الأوسط وما دور الدول المحورية في القارة السمراء في تخفيف حدة التوتر بين الدول المتنازعة؟ يجب علي كل الدول المحورية نشر السلام بين الدول المتنازعة، والسعي للحل الدبلوماسي والديمقراطي لأنه الحل الأمثل، خاصة أن المشاكل التي تعاني منها أي دولة تؤثر علي الدول المجاورة، أما بالنسبة للأوضاع في الشرق الأوسط فهي معقدة جدا، لكن مع الإرادة السياسية يمكن حل كل المشاكل. سبق أن طرحت اللجنة الوزارية العليا بين البلدين مقترح انشاء مركز ثقافي مصري في غينيا فما آخر تطورات ذلك؟ بدأت فكرة إنشاء مركز ثقافي مصري من جامعة الإسكندرية، وقد أرسل وزير التعليم العالي المصري دعوة لنظيره الغيني لتوقيع الإتفاقية، ولكن في ذلك التوقيت حدثت مظاهرات طلابية في إحدي الجامعات بولاية كوناكري، غير أننا نسعي حاليا لتنفيذ هذه الاتفاقية.. خاصة أنه بالرغم من العلاقات الجيدة بين مصر وغينيا إلا أن هذا المركز سيكون خطوة هامة جدا في تطوير العلاقات الثقافية بين البلدين. ألا تري أن الثقافة عادة ما تأتي في ذيل أولويات التعاون؟ بالفعل الثقافة في ذيل الأولويات وهذا أمر سيئ فمن الضروري توطيد التعاون الثقافي بين دول القارة لزيادة التعارف بين الشعوب وهو الأمر الذي سيؤدي لزيادة التعاون بصورة أكبر في مختلف المجالات. ما أهم ملامح الحركة الثقافية والأدب في بلادكم؟ وهل وصل بعض أدبائكم للعالمية؟ الثقافة لا تقتصر علي الأدباء فقط، ولكنها تشمل مجالات كثيرة، وقد حاربت غينيا من أجل تطوير الثقافة في أفريقيا خاصة أننا نعطي أهمية بالغة للثقافة ، فقد كانت العاصمة كوناكري عاصمة الكتاب العالمية في 2017، كما أنه لدينا أدباء مشهورون جدا لكنهم ليسوا معروفين في الدول العربية بسبب اللغة، لذا قابلت مدير المركز القومي للترجمة المصري، للاتفاق علي ترجمة أعمال هؤلاء الأدباء للغة العربية لكي يكونوا معروفين للشعب المصري والدول العربية. بصفة عامة كيف يمكن أن تستفيد القارة السمراء من مواردها الطبيعية؟ لكي تستفيد دول أفريقيا من مواردها الطبيعية، لابد من تكاتفها مع بعضها من أجل تحقيق هذا الهدف. هل تري أن تنشيط التجارة البينية بين دول القارة يحتاج إلي إبرام المزيد من الاتفاقيات؟ نعم لابد من إبرام هذه الاتفاقيات بين دول القارة بصفة عامة، لأنها ستؤدي إلي توطيد العلاقات ، خاصة أن رئيس الاتحاد الافريقي أكد في كيجالي علي حتمية توطيد العلاقات التجارية وتزايد التجارة البينيةلأنها ستحقق منافع كبيرة، وتعتبر أداة لتحقيق الرخاء لكل أفريقي.