قال وزير خارجية غينيا الاستوائية باستور ميشا أوندو إن بلاده لديها رغبة أكيدة فى تطوير علاقاتها مع مصر فى جميع المجالات، مبديا استعداد حكومته تقديم جميع التسهيلات اللازمة لعمل الشركات المصرية فى غينيا الاستوائية. وأضاف أوندو فى حواره مع «المصرى اليوم»: «نحن نقدر الدور المصرى فى أفريقيا ومن يدَّعون أن مصر ليس لها أى دور فى القارة لا يقرأون التاريخ جيدا»، وفيما يلى نص الحوار: ■ كيف تنظر غينيا الاستوائية لعلاقاتها مع مصر.. وهل تتركز هذه العلاقات على التعاون الاقتصادى؟ نحن مهتمون جدًّا بتطوير علاقاتنا مع مصر، ولا نركز فى علاقاتنا مع القاهرة بأن تقتصر على حكومتى البلدين فقط، بل يهمنا كثيرا العلاقات بين الشعبين المصرى والغينى الاستوائى، ولدينا رغبة أكيدة فى قيام الشركات المصرية ورجال الأعمال المصريين بالاستثمار فى غينيا الاستوائية. ■ وما التسهيلات التى يمكن أن تقدمها غينيا الاستوائية للشركات المصرية؟ سياستنا فى غينيا الاستوائية والتى يؤكد عليها دائما رئيس الدولة، هى أولوية التعاون مع الدول الأفريقية وعلى رأسها مصر، ونحن على استعداد لتقديم التسهيلات اللازمة للشركات المصرية والأفريقية، فعلى سبيل المثال نجد شركة «المقاولون العرب» التى تنفذ حاليا مشاريع ضخمة فى غينيا الاستوائية، وتوجد شركة السويدى للكابلات، والحكومة الغينية الاستوائية تقدم كل التسهيلات اللازمة للعمل فى بلادنا. وخلال زيارة وفد رفيع المستوى من الحكومة الغينية الاستوائية للقاهرة وقعنا على اتفاقية للتعاون بين مصر وغينيا الاستوائية، تفتح الباب أمام الشركات المصرية للعمل فى غينيا الاستوائية فى جميع المجالات. وأعود مجددا إلى شركة المقاولون العرب، فالمشروعات التى تقوم بتنفيذها فى غينيا الاستوائية تجعل أى دولة أفريقية، وليست غينيا الاستوائية وحدها، لديها الثقة فى أن المقاولون العرب قادرة على تنفيذ أى مشروعات فى هذه الدول، فالمقاولون العرب تساعد الحكومة الغينية الاستوائية فى تحقيق التنمية فى بلادنا، وهى تتنافس فى ذلك مع الشركات الأوروبية والأسيوية. ■ المنطقة التى توجد فيها غينيا الاستوائية مليئة بالصراعات والنزاعات خاصة فى غينيا كوناكرى وغينيا بيساو.. فهل تعتقد أن هذا الأمر قد يؤثر فى توجه الشركات المصرية للعمل فى بلادكم؟ أولا، غينيا الاستوائية بعيدة تماما عن هذه المناطق التى تتحدث عنها، فإذا نظرت إلى الموقع الجغرافى لغينيا الاستوائية ستجدها تقع فى المنطقة المحصورة بين الكاميرون والجابون، وبلادنا تتمتع بالاستقرار السياسى؛ مما يشجع الشركات بمختلف جنسياتها للاستثمار والعمل فى غينيا الاستوائية. ■ الدور المصرى فى أفريقيا يتعرض فى بعض الأحيان إلى محاولات تشويه.. فكيف ترى تأثير مصر فى القارة؟ مصر ساعدت جميع حركات التحرر فى القارة الأفريقية فى التاريخ الحديث، وهذا أمر لا يستطيع أحد إنكاره، ولا أكون مبالغا إذا قلت إن مصر ساعدت معظم الدول الأفريقية حتى نالت استقلالها وحريتها. ونحن من جانبنا فى غينيا الاستوائية، وتقديرا لدور مصر، أطلقنا اسم جمال عبدالناصر على أهم شوارع غينيا الاستوائية، كما يوجد معهد ثانوى تم افتتاحه عام 1972 أطلقنا عليه كذلك اسم جمال عبدالناصر. فإذا كان البعض يقول إن مصر ليس لها دور فى أفريقيا، فإننا فى غينيا الاستوائية لا نستطيع أن ننكر الدور المصرى فى القارة، ومن يردد هذا الأمر ليس لديه خلفية بالأمور أو على الأقل لا يقرأ التاريخ. ■ وما حجم الدعم السياسى الذى تقدمه مصر لغينيا الاستوائية؟ لا نستطيع أن نقول إن مصر تقدم الدعم السياسى فقط لغينيا الاستوائية، فالقاهرة تقدم لنا الدعم السياسى والاقتصادى والدبلوماسى أيضا، ونحن من جانبنا نستفيد من هذا الدعم من كل جوانبه، ولذلك فتحنا سفارة لنا فى القاهرة، وفتحت مصر من جانبها سفارة فى مالابو، وذلك لمتابعة جميع أشكال التعاون بين البلدين. ■ التبادل التجارى هو المؤشر على مدى قوة العلاقات بين أى دولتين.. فما هو حجم التبادل التجارى بين القاهرة وملابو؟ نحن نتوقع بعد توقيع الاتفاقية الخاصة بإنشاء لجنة مشتركة للتعاون الثقافى والفنى والعلمى والاقتصادى بين البلدين، أن يزداد التعاون الاقتصادى بين القاهرة وملابو، فإذا كانت شركتا المقاولون العرب والسويدى دخلتا إلى غينيا بدون وجود مثل هذا الاتفاق، فمن المتوقع أن تأتى شركات مصرية جديدة للاستثمار، ونحن سنلتزم بتقديم جميع التسهيلات اللازمة لهذه الشركات. وأنتهز هذه الفرصة لأعبر عن رغبتنا فى أن تقوم شركة مصر للطيران بإنشاء خط جوى مباشر من القاهرة إلى ملابو، لأن هذا الأمر من شأنه أن يسهل كثيرا من حركة رجال الأعمال المصريين الراغبين فى الاستثمار فى غينيا الاستوائية، وسيؤدى إلى زيادة حجم التبادل التجارى بين البلدين.