بديعة مصابني الفنانة بديعة مصابني، لها باع طويل في تاريخ الفن والمسرح الاستعراضي، لقرابة 30 عامًا كانت صالتها زاخرة بالفنانين وعوامتها قبلة للأثرياء وصفوة المجتمع. ولدت بديعة في عام 1892 في لبنان من أسرة سورية وهاجرت مع والدتها إلي الولاياتالمتحدة لتعود العام 1919 إلى مصر، حيث تعلمت الغناء والرقص وعاشت أعواما طويلة في القمة، وكانت واحدة من ألمع نجوم الفن وكانت الفنانة الاستعراضية الأولى، وأتيح لها أن تخرج كثيرا من الفنانين من خلال صالتها. كانت فرقتها أشبه بمدرسة تخرج فيها عدد كبير من فناني الغناء الاستعراضي ومن أبرزهم «فريد الأطرش وتحية كاريوكا وسامية جمال وهاجر حمدي ومحمد الكحلاوي ومحمد فوزي» ممن لمعت أسماؤهم في مجال الفن في السينما والمسرح والاستعراض. ظلت بديعة مصابني، تتزعم المسرح الاستعراضي نحو 30 عاما، استطاعت خلالها أن تجمع ثروة طائلة، وتعتبر بديعة فنانة عرفت العز، وإن كان البعض يتهمها بأنها امرأة كانت تفتح صالة للرقص والمجون. في الرابعة والستين من عمرها، اعترفت بديعة، إنها طلقت الفن، ولن تتحدث عنه، كما أنها حاولت أن تنسى مصر ولم تستطع، وأن عشرة الحيوانات بالنسبة لها أفضل من الآدميين. أكدت بديعة مصابني، على أنه لم يعد لها أصدقاء ولا صديقات، وأنها تعيش في وحدة وهدوء مع أصدقائها وصديقاتها الجدد من الدواجن، مؤكدة على أن عشرة الحيوانات أفضل بكثير من عشرة البشر حسب قولها الذي نشر على متن صفحات مجلة آخر ساعة في عددها الصادر في 16 سبتمبر من عام 1959. وأشارت إلى أنها ربحت من الفن ما يغنيها عن مساعدة الآخرين، وأنها عملت بنصيحة أمها وهي تقول: القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود. قالت بديعة، إنها حاولت أن تنسى مصر، بعد أن أمضت في القاهرة ثلاثين عامًا، كونت خلالها ثروة طائلة، ثم هربت بعد مطالبة مصلحة الضرائب لها بدفع بثمانين ألف جنيه، ولكنها لم تستطع، وأمضت هناك عشر سنوات إلا أربعة أشهر، ومنذ هروبها من القاهرة، وهي تبكي في كل ليلة مرًا، وظلت تبكي ثماني سنوات، حتى استطاعت أن تألف حياتها الجديدة في فيلتها علي جبال لبنان، التي تتكون من طابقين، فالطابق الأول عبارة عن مطعم، والطابق الثاني لسكنها خاص. وروت بديعة قصة هروبها من القاهرة، بعد أن فشلت الجهات الأمنية في القبض عليها، وذلك بعد أن تزوجت من رجل أعمال "إلياس" وخرجت من مصر على أنها "مدام إلياس" ووضع صورتها في جواز سفر زوجها وهكذا هربت، ولكنها لم توفق في حياتها الزوجية، مؤكدة على أنه من حسن حظها أن زوجها كان من روما، ولهذا تمكنت من الانفصال عنه بالطلاق، ومنذ ذلك اليوم ولم تفكر في الزواج ولا في الرجال، وإنما تعيش مع دواجنها التي تحبها كأولادها. وأكدت على أن كازينو بديعة مصابني، كان أكاديمية للفنون، تخرج منها كبار نجوم الفن من الزمن الجميل ومن أبرزهم "بشارة واكم، محمد فوزي، سامية جمال، فريد الأطرش، إسماعيل ياسين، تحية كاريوكا، زينات صدقي، هاجر حمدي، محمد الكحلاوي، محمد عبد المطلب"، ولقد صار هؤلاء النجوم من أكبر النجوم في مصر والعالم الوطن العربي. ولقد اعتادت بديعة، على تدخين «الشيشة» أمام كازينو أوبرا، وعندما تنتهي من عملها في مساء كل يوم تجلس مع دواجنها، وهي تضع ساقا علي ساق وتدخن وتسرح في ذكرياتها، كما كانت تفضل أغنية العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ "نار يا حبيبي نار". يذكر أن الفنانة بديعة تزوجت الفنان نجيب الريحاني، عام 1925 واستمرا حتى عام 1949 قبل وفاته بأشهر، ولعب الريحاني، دورًا فنيا كبيرًا في حياتها، وشكلا ثنائيا كبيرا في أكثر من عمل مسرحي وتجولا في أنحاء العالم، وتوفيت في ال23 من يوليو 1974،عن عمر يناهز الثانية والثمانين عامًا. مجلة آخر ساعة: 16 سبتمبر 1959