لا يمل الرئيس السيسي من الحديث عن تجديد أو تحديث أو تبسيط الخطاب الديني الإسلامي موجها حديثه إلي كل مسئول بدءاً من شيخ الأزهر إلي أئمة المساجد وإلي وسائل الإعلام المختلفة مطالباً لهم بألا يقربوا من ثوابت الدين وأن يتعففوا في الحوار والحديث ويخاطبوا الناس بالحسني واللين. وسيادته متدين بطبعه وبنشأته وبوسطيته لم يعرف التطرف ولا يتخذ العنف سبيلاً سواء في أمور الدين أو السياسة وكم نراه يعطف علي زوجات الشهداء وأبنائهم وبناتهم وعلي ذوي وذوات القدرات الخاصة. الأئمة الكبار جمعوا مئات الألوف من الأحاديث الصحيحة والحسنة والضعيفة ولكن بعض الأئمة المحدثين مثل الألباني لخصها في حوالي ثمانية آلاف حديث صحيح فقط هي القاسم المشترك بين هؤلاء الأئمة وبين هذه الأحاديث الثمانية آلاف ما يمكن اعتباره لا يناسب العصر الذي نعيش فيه رغم أن ذلك لا يخل بالشريعة الوسطية السمحة ولا بصدق الرسول المصدوق. والعالم ينظر إلي مصر منذ دخول عمرو بن العاص إليها ناقلاً الدعوة المباركة من سلوك وأحاديث رسول الله وهي مازالت غضة وضاءة بها وبالقرآن الكريم واستمرت كذلك إلي أن قيض لها الله الأزهر الشريف بعلمائه الأجلاء لتستمر الدعوة المباركة وسطية سمحة لا تطرف فيها ولا إلتواء ولا تحتمل إلتواء المغرضين من المتطرفين والطاعنين في الإسلام. ولدي الأزهر الشريف مئات الألوف من الوافدين من كل دول العالم ممن يدرسون في كلياته الإسلامية والعملية والعلمية ممن تخرجوا وذهبوا إلي بلادهم ومن هم مازالوا طلبة يدرسون ويتعاملون يوميا مع الشعب المصري في الأسواق والمحلات وفي الشارع وفي وسائل المواصلات ويتعجبون للفارق بين السلوك الشعبي والإعلامي وبين ما يتعلمونه في الأزهر الشريف. وإذا كانت الدولة بصدد تحديث التعليم العام والفني بأنواعه وعقدت العزم علي ذلك فلماذا لا يكون للتعليم الأزهري مثل ذلك بدءاً من الروضة إلي الجامعة وبالاستعانة بعلماء الأزهر الشريف والأوقاف وكل صاحب رأي سديد يبديه لوجه الله ثم الوطن والدولة مسئولة عن التعليم العام والفني والأزهري حتي الكتاتيب لأنها مصرية تظلها سماء مصر.. إننا ننتظر مؤتمرا لشباب الوافدين بالأزهر وخيرة شبابنا وسفرائنا لكل دول العالم وقوتنا الإنسانية الإسلامية في كل دول العالم ودعمنا الذي لا يلين أمام قوي البغض والعدوان في العالم. اللواء عبد الفتاح حرحور هذا الرجل البطل يظل صامداً في موقعه صمود جبال وهضاب سيناء كلها لم يزلزله صوت الرصاص أو انفجار العبوات لأنه يثق ويعلم جيداً قدرة وإيمان الجيش الذي ينتمي إليه وشاهد علي مدي سنوات طويلة تكسر موجات الإرهاب علي صخور الجيش والشرطة والشعب. يظل مرفوعاً مثل علم مصر يتحدي الغدر والخيانة ويعرف كل أهل سيناء في العريش وفي المدن والقري ويعرف وديان سيناء وأشجارها وآبارها ويتابع كل شيء في حياة المواطنين الصامدين معه والذين يلتصقون بأرضهم وبيوتهم لا يغادرونها خوفاً أو رعباً وإنما لقضاء شئون حياتهم اليومية في مدنهم وقراهم ومزارعهم. يعرف المدارس في العريش وفي المدن ويتابع كل شيء فيها ويتابع جامعة سيناء طلابها وأساتذتها ويقابل وسائل الإعلام الأجنبية والمحلية ولا يتكلم إلا بما يرفع اسم مصر وشعبها ويمشي في أسواق العريش ومرافقها. لم ينقطع الماء أو الغذاء يوماً من العريش ولا من الدواء والعلاج وتعامل مع الجميع كأب لهم وليس مجرد ممثل لسلطة الدولة فقط. إنه يواسي كثيراً مادياً قدر استطاعته ومعنوياً فوق استطاعته ويخفف آلام الإرهاب وإجرامه واثقاً من النصر الذي كاد أن يتم بإذن الله مستفيداً من ثقافته العسكرية الرفيعة والمناصب المهمة التي تقلدها قبل منصب محافظ شمال سيناء. مرت محنة الإرهاب من شمال سيناء وصارت شوارع مدنها وقراها ملأي بالمواطنين وكذلك ملاعبها ومصايفها وامتلأت الأسواق والمحال بكل أنواع الغذاء والبضائع والحركة والتفاؤل بالغد إن شاء الله. ومع نجاح خطة سيناء 2018 العسكرية تفرقت فلول الإرهاب فالأجانب تسللوا وعادوا من حيث أتوا أما المغرر بهم من المصريين فلبسوا ثوب المواطنة وتخلصوا مما في أيديهم من وسائل الأذي والأموال المسروقة راجين بذلك عفو الله والشعب المصري وأسر الشهداء.