علياء غانم أثناء إجراء الحوار داخل منزلها .. وإلي جانبها صورة ابنها أسامة زعيم تنظيم القاعدة في حوار حصري لصحيفة الجارديان إصلاحات الملك سلمان والأمير محمد تنهي التطرف في المملكة بعد سنوات من رفضها التحدث لوسائل الاعلام هي وعائلتها نجحت صحيفة الجارديان البريطانية في اقتناص حديث مع علياء غانم والدة أسامة بن لادن، وذلك بعد أكثر من 9 سنوات من مقتله في باكستان، خضعت خلالها هي واسرتها لمراقبة دقيقة. وظهرت علياء غانم لأول مرة وهي تجلس بجانب ابنيها، أحمد وحسن، وزوجها الثاني، محمد العطاس، الذي قام بتربية الإخوة الثلاثة، بمن فيهم أسامة. ويصف المحرر، الذي أدار الحوار، علياء بالمرأة التي تبدو مهيمنة علي كل من حولها في الغرفة، رغم انها في منتصف السبعينيات من عمرها، ويقول انها بدأت حديثها بالاسهاب في الكلام عن ابنها اسامة الذي تري انه كان محبوبًا بطريقة أو بأخري حتي انحرف عن الطريق. وتؤكد علياء ان »أسامة كان فتي طيباً وكان خجولاً ومتفوقاً في دراسته، حيث كان يدرس الاقتصاد بجامعة »الملك عبدالعزيز» بجدة، وبدأ يتغير في العشرينيات من عمره بعد التقائه ببعض الشخصيات التي غيرت أفكاره وقامت بعمل غسيل دماغ له. وأضافت علياء أن أحد الرجال الذين قابلهم هناك كان عبدالله عزام، وهو عضو في جماعة الإخوان الإرهابية الذي تم إبعاده بعد ذلك من المملكة العربية السعودية »وأصبح مستشارًا روحيًا لأسامة». وفي أوائل الثمانينيات سافر أسامة إلي أفغانستان لمحاربة الغزو السوفيتي ثم تحول إلي أسامة الإرهابي». وتكمل أمه الحديث بقولها إن أسامة انفق كل أمواله في أفغانستان وكان يتسلل إلي هناك تحت ستار الأعمال العائلية ولم يخطر ببالي ابداً انه سوف يصبح إرهابيا وكنت مستاءة للغاية ولم أكن أريد أن يحدث أي شيء من هذا. وعندما عاد إلي جدة مرة أخري بعد هزيمة السوفييت كان شخصا مختلفا وأصبح يتبني أفكارا سياسية متطرفة. وحاول نشر نموذج حركة طالبان الأفغانية المتشددة في مساجد مدينة جدة خلال تلك الفترة لكن مرة أخري السلطات السعودية تصدت له وطالبته بالتوقف عن هذه الممارسات الخطيرة. بعد ذلك حول بن لادن تركيزه إلي أفغانستان مرة أخري وبدأ يتواصل مع أطراف عديدة هناك لتوفير ملاذات آمنة للأفغان في باكستان والمناطق الحدودية وهو ما عزز نفوذه بين الجماعات المتطرفة. وتقول علياء أن آخر مرة رأت فيها ابنها كانت في أفغانستان عام 1999، وهو العام الذي زاروه فيه مرتين في قاعدته خارج مدينة قندهار مباشرة وكان مكانًا بالقرب من المطار حيث تم القبض عليهم. وعن نشأة اسامة قالت علياء التي قضت طفولتها في مدينة اللاذقية السورية قبل ان تنتقل إلي السعودية في منتصف القرن الماضي حيث ولد أسامة بالرياض عام 1957، ثم انفصلت عن والده بعدها ب 3 أعوام قبل ان تتزوج زوجها الثاني العطاس، فيما تزوج والده 11 زوجة وانجب منهن 54 طفلا وطفلة آخرين. ويتدخل إخوة أسامة غير الأشقاء في الحوار ويقول: أحمد »لقد مرت 17 سنة الآن (منذ 11/9) ولا تزال أمي تنكر أنه وراء الهجمات.. لقد أحبته كثيرا ورفضت إلقاء اللوم عليه و بدلا من ذلك تلوم من حوله فهي تعرف فقط الصبي أسامة، الجانب الذي رأيناه جميعًا ولم تتعرف أبداً علي الجانب الإرهابي منه». ويضيف المحرر أن السلطات السعودية سمحت مؤخرا لاسرته بالعودة إلي المملكة: اثنتان علي الأقل من زوجات أسامة وأطفالهما يعيشون الآن في جدة . في الوقت نفسه فإن حمزة بن أسامة بن لادن البالغ من العمر 29 عاماً والذي يعتقد أنه موجود في أفغانستان. وتم تصنيفه رسمياً العام الماضي علي أنه »إرهابي عالمي» من قبل الولاياتالمتحدة ويبدو أنه قد ارتدي عباءة والده تحت إشراف القائد الجديد لتنظيم القاعدة، ونائب أسامة السابق، أيمن الظواهري، يمكن أن يمثل مشكلة جديدة للعائلة. وأشادت علياء في حوارها مع صحيفة الجارديان بالإصلاحات التي يتبناها عاهل السعودية الملك سلمان ويقودها ولي عهده الأمير محمد مؤكدة أن الم الإصلاحات ستساهم في إنهاء التطرف بالمملكة.