ما اغرب هذه المرأة، وما اكثر تناقضاتها، تبدو زوجة مثالية، وهي فى الحقيقة خائنة، تمثل دور العاشقة، وهى قاتله، تعيش فى دور الحبيبة، وعقلها لا يدرك الا الكراهية، تظنها للوهلة الاولى غاية فى المروؤة والشهامة، لتفاجئك لاحقاً بمدى خستها ونذالتها. تلك تقف خلف القضبان تدافع عن نفسها بوجة ملائكى، لكنه بالتأكيد لم يخفى قسوة قلبها التى تضاهى الصخر فى قسوته، هى خائنة بدرجة قاتلة. داخل قسم امبابة كان الرجل ذو الجسد النحيف، يصعد على السلالم مترنحاً، يديه ترتعشان، ونبضات قلبه تدق بين ضلوعه بلا هواده، عيناه الزائعه، تشير الى ان هناك حدثاً قد مر به، وافقده توازنه. لحظات وكان الرجل يتحدث تاره ببطىء واخرى بسرعة، ليشير الى ان شقيقه قد مات مقتولاً داخل شقته، ويؤكد ويقسم لرئيس المباحث ان زوجته هى من انهت حياته. فريق من رجال المباحث ينطلق الى حيث مسرح الجريمة، ليكونوا على موعد مع هذا المشهد البشع. رجلاً يرقد على الارض، تفوح منه رائحة الموت، فى إشارة الى انه قد مات قبل ايام. اين الزوجه؟، كان هو السؤال الاول لرجل المباحث، ليكتشف إنها قد إختفت فى ظروف غامضة قبل اربعة ايام، وهى نفس الفترة التى تزامنت مع وفاة الزوج. تحريات المباحث المبدئية تشير ايضاً الى ان هناك خلافات بين الزوجين، وليلة الحادث سمع الجيران واحدة من احدى خلافاتهما، لكن صوتهما قد إنخفض تدريجياً كالمعتاد، اما الغريب هو إختفاء الزوج والزوجه بعدها. احد الجيران يهمس فى اذن ضابط المباحث، هذه السيدة على علاقة باحد شباب الحى، يلتقى بها صباحاً فى شقتها واثناء غياب الزوج. الصورة تكتمل امام رجال المباحث، وتورط الزوجة والعشيق يصبح على وشك اليقين، عندما تصل التحريات حول هذا الشاب، بإنه سيىء السمعه، اختفى هو الاخر قبل اربعة ايام من إكتشاف الجريمة. رجال الشرطة يستعينون بوسائل الإتصالات الحديث، ليتم الكشف عن مكان الزوجة والعشيق سوياً فى محافظة السويس، مأمورية مشتركة من مباحث الجيزة وامن السويس تتمكن من القبض على العاشقين. القاتلة تنفى التهمة عن نفسها امام جهات التحقيق، تشير الى انها تشاجرت مع زوجها بعد ان بادرها ب "علقة" ساخنة بسبب تأخرها فى إعداد وجبة الغداء، هى حاولت الدفاع عن نفسها، فسقط ارضاً، ظنت انه وقع فى غيوبه، لكنها إكتشفت وفاته، ولم تجد سوى الإستعانه بالعشيق، الذى نصحها بالهرب من المنزل، والسفر سوياً لإستئجار احد الشقق فى محافظة الإسماعيلية. النيابة العامة تحيل الجناة الى ساحة القضاء، لتسدل محكمة جنايات الجيزة الستار الاخير عن القضية بالحكم على الزوجة والعشيق بالسجن المؤبد لتورطهما فى قتل الزوج، وإخفاء معالم الجريمة، وتضليل العدالة.