حوادث العنف الأسري هزت المجتمع المصرى شهدت الفترة الأخيرة عدة حوادث أسرية هزت المجتمع المصري.. اختلفت أسبابها ولكن نتائجها واحدة وهي القتل.. فلم يعد غريبا أن نستيقظ علي حادثة أب يقتل زوجته أو أحد أبنائه أو يقتلهم جميعا.. القاسم المشترك بين الحوادث التي وقعت مؤخرا في فترة زمنية لا تتجاوز الشهر هو أن مرتكب الجريمة الأب.. وإذا برر البعض أن الزوجة المصرية نكدية وهي السبب في دفع زوجها لارتكاب جريمته أو أن ظروف المعيشة الصعبة وراء ذلك فكيف الحال إذا كان إحدي هذه الجرائم ارتكبها أب مصري الجنسية في حق ابنته من زوجته الألمانية علما بأنه ارتكب جريمته في ألمانيا، أي بعيدا عن المصاعب التي نتحملها حاليا لبناء وطن أفضل. الجريمة الأولي أب يذبح زوجته ويسمم أطفاله الأربعة بقرية »شرمساح» بدمياط مما أدي لوفاة طفلتين ثم انتحر بعد ذلك، الجريمة الثانية أب يعذب ابنه بالماء المغلي في محافظة الشرقية حتي فارق الحياة بعد أن اتهمه صاحب ورشة بسرقة 200 جنيه، الجريمة الثالثة أستاذ جامعي يضرب ابنه حتي الموت بعد أن علم أنه سرق مع إخوته 400 جنيه وسبيكة ذهب كان يدخرها، الحادثة وقعت بمحافظة دمياط وأداة التعذيب »سير غسالة» مثبت به »مفك حديد»، الجريمة الرابعة في كفر الدوار بالبحيرة ارتكبها جزار بحق نجله البالغ من العمر 10 سنوات بعد أن »علقه» في سقف المنزل وضربه »علقة موت» هو وشقيقه الأصغر بسبب الخروج من المنزل للعب بالشارع دون إذنه، الجريمة الخامسة صاحب مقهي بمنطقة القطامية ألقي زوجته من الطابق الخامس بسبب خلافات تنشب عادة بين الأزواج، الجريمة السادسة نجل فنان شهير يقتل زوجته وابنتيه خوفا عليهم من الفقر، أما الجريمة السابعة فبطلها مواطن مصري ومسرحها مدينة دوسلدورف الألمانية وضحيتها ابنته ذات السبع سنوات والتي خنقها علي إثر مشاجرة من زوجته الألمانية. وللوقوف علي أسباب تفشي هذه الظاهرة وكيف يمكن التخلص منها تقول د. إيمان الريس الاستشاري الأسري والتربوي إن الضغوط النفسية التي يتعرض لها الأب في العمل والشارع وتوفير متطلبات الأسرة في ظل زيادة الأسعار السبب الرئيسي، أضافت أن الأم في أغلب الأحيان تكون السبب الرئيسي في دفع زوجها لارتكاب مثل هذه الجرائم سواء بكثرة الشكوي من سلوك الأبناء فتدفعه لمعاقبتهم لدرجة قد تصل إلي القتل أو بإرهاق زوجها بمتطلباتها بما قد يدفعه أحيانا للسرقة، وقالت إن السبب وراء السلوكيات الشاذة للأزواج هي أن الضغوط الحياتية عند الرجال أكثر من النساء وبالتالي علي المرأة أن تراعي ذلك عن طريق اختيار التوقيت الملائم عند الشكوي للزوج من سلوكيات أطفالهما لأن الرجال في أغلب الوقت يفكرون في العقاب كوسيلة لتقويم السلوك وكذلك عدم المبالغة في طلباتها وضرورة تقديم الحلول والبدائل للزوج عند طرح المشكلات. من جانبه يقول دكتور هاشم بحري أستاذ الطب النفسي إن المرأة بريئة من التصرفات العدوانية لزوجها وقال إن أغلب الآباء الذين يرتكبون جرائم القتل في حق أبنائهم أو قتل زوجاتهم هم مرضي عقليون أو مدمنو مواد مخدرة وقال إن الاكتئاب العقلي هو أحد أشد أنواع الاكتئاب حيث يشعر المصاب به أنه سبب أي بلاء محيط به حتي وإن كانت ظروف عامة في البلد فيتولد لديه قناعة أنه عليه التخلص من نفسه ومن نسله فيقتل عائلته بالكامل. وقال إن المريض العقلي في بعض الأحيان يصل إلي قناعة أن هناك من يتربص به ويسعي لهز صورته من خلال أبنائه فيلجأ للتخلص منهم وحذر من أن الأمراض العقلية تزداد في فترة الصيف نتيجة الإجهاد الشديد للمخ. د. أحمد هارون مستشار العلاج النفسي ورئيس الأكاديمية العربية للعلوم النفسية فسر عنف الآباء باضطراب نفسي يسمي فقدان القدرة علي التحكم وقال إن هذا الاضطراب عبارة عن اندفاع شديد من الشخص وتصرف مبالغ فيه وغير متوقع ويتسبب في نتيجة كارثية وقال إن هذا الاضطراب يظهر فجأة دون مقدمات. أوضح أن السبب في هذا الاضطراب هو الاعتلال المزاجي الذي يعاني منه غالبية المصريين هو التعرض للكثير من الضغوط ومعوقات الحياة اليومية سواء في زحام الطرق أو صعوبة إنهاء بعض الإجراءات موضحا أن زيادة نسبة الاعتلال المزاجي لدي الشخص تزيد من فرص تعرضه للإصابة بأي اضطراب نفسي وفقا لطبيعة شخصيته حيث يختلف من شخص لآخر.