حالة من الاستنكار والغضب الجماعي اجتاحت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي »الفيس بوك» بعد ان انتشر فيديو مدته ثلاث دقائق تحت عنوان »واقعة كلب فيصل» يظهر فيه شابان في بداية العقد الثالث من عمرهما يمسك فيه الأول بكلب شرس ويقوم بتهديد الثاني به، الذي انفجر في نوبة من الصراخ والبكاء بسبب الخوف بعد قيام الكلب بنهش يده اليمني، ولم يظهر في الفيديو السبب الذي دفع الأول للقيام بهذا الأمر، ورغم أن المعلومات أكدت أن هذا الفيديو قديم إلا أن الغضب العارم الذي سيطر علي الرأي العام دفع الشرطة إلي التحرك السريع، لتحديد محل تصوير الفيديو، والقبض علي الشاب صاحب الكلب، وتقديمه للمحاكمة، بعد أن تم تحرير محضر بالواقعة، يواجه فيه صاحب الكلب تهمة البلطجة وترويع المواطنين. »أخبار اليوم» توجهت الي منطقة (فيديو الكلب) لتسليط الضوء علي ظاهرة استخدام الكلاب في أعمال البلطجة والسرقة ومعاكسة الفتيات، خاصة بعد انتشار العديد من الفيديوهات والأخبار التي تؤكد أن الشاب صاحب الكلب متهم في قضية سابقة، هي الاتجار في المخدرات. تبدأ الحكاية في شارع غالية غريب بمنطقة بولاق الدكرور حيث كان سيد (سيكا) يقف بالكلب الذي يملكه، وهو من نوع (روت وايلر) مع عدد من أصدقائه في الساعة السابعة صباحا وهو ما يفسر خلو الشارع من المارة خلال مشاهد الفيديو في هذا الوقت المبكر من اليوم، وبعدها بدقائق لوحظ وجود شاب آخر يعرفه يدعي أحمد مختار وشهرته (العو) ينام في الشارع، فقام بإيقاظه وتصويره وهو يروعه بالكلب غير عابئ بتوسلات الأخير أن يتركه بعد أن سيطرت عليه حالة من الرعب والخوف، ولم يرحمه إلا بعد أن قام الكلب بنهش يده اليمني ليطلق العو صرخة مدوية من الألم، أجبرت سيكا علي تركه ومغادرة المكان. ورغم مرور عامين علي الواقعة كما أكدت تحريات رجال المباحث إلا أن حالة النشوي التي شعر بها سيد سيكا بسبب ما قام به ومحاولته فرض نفوذه بالمنطقة دفعته إلي القيام برفع الفيديو مرة أخري علي الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، التي ساهمت في زيادة انتشاره، غير مدرك أن ما يقوم به سيدفعه الي السجن والمحاسبة علي أفعاله.. وعقب تحرير محضر بالواقعة قررت النيابة العامة سرعة ضبط المتهم، فتحرك فريق من رجال المباحث بقيادة الرائد محمد الجوهري رئيس مباحث قسم شرطة بولاق الدكرور، والذي تمكن من تحديد محل إقامة المتهم، وإلقاء القبض عليه داخل منزله واصطحابه إلي القسم وتحويله إلي النيابة، التي قررت إحالته إلي محكمة جنح بولاق الدكرور بتهمة البلطجة وترويع المواطنين. علي جانب آخر حاول الأب الدفاع عن ابنه المتهم أمام »أخبار اليوم» فوصف ابنه بالبطل، وأن ما فعله كان بدافع حماية المنطقة من تجار مخدر »الاستروكس» الذين انتشروا في الشارع؛ لبيعه للمدمنين، وأصبح يعاني منهم الاهالي بشدة، حيث أصبح المكان وكرا لمدمني وتجار المخدرات، دون أي رادع، فقرر سيد اللجوء إلي هذه الطريقة لمواجهتهم - علي حد زعمه-.. وأضاف إبراهيم يوسف والد سيد »سيكا»: أن الفيديو الذي تم عرضه لم يكشف الحقيقة كاملة، فلا أحد يعلم أن »العو» (المجني عليه) يعمل سايس سيارات بأحد الشوارع المتفرعة من شارع الهرم الرئيسي، ويبعد عن مكان تصوير الفيديو ما يقرب من نصف الساعة، وما يدفعه للمجيء عندنا هو شراء الاستروكس، والذي يقوم بتناوله، وبعدها يفترش الأرصفة لينام بنفس المنطقة.. في مشهد يومي اعتاد علي رؤيته كل الأهالي، فهو شخص فاقد للوعي والعقل طوال الوقت، ويمكن أن يتعرض لنسائنا وأطفالنا، وهو ما دفع سيد إلي اللجوء إلي هذه الطريقة، بهدف تخويفه فقط، ومنعه من العودة إلي المنطقة، وعقب انتشار الفيديو فوجئنا بعدد كبير من رجال الشرطة بالمنطقة لضبط سيد، علي الرغم من أن الواقعة مر عليها عام ونصف العام، حتي ان »دودج» وهو اسم الكلب الذي ظهر تم بيعه ومات بعدها منذ ثمانية أشهر، فقمت بنفسي بالتوجه إليهم وتسليم نجلي لهم، لأنني واثق في سلامة نواياه، وأنه لم يكن يقصد إلحاق الأذي بأي شخص. وخلال جولة »أخبار اليوم» لمعرفة كل تفاصيل وملابسات الحادث تمكنت من الوصول إلي المجني عليه، والغريب في الأمر أن »العو» وقبل ساعات من مثول المتهم »سيكا» أمام محكمة جنح بولاق الدكرور غدا، دافع باستماتة عن الأخير، وأكد أنه تربطه علاقة صداقة مع »سيكا»، وأن ماشاهده الكثيرون في الفيديو المصور كان سببه إصرار سيد علي منعي من القدوم للمنطقة، وأنه بالفعل كان يدخن سيجارة »استروكس».