لم يكن قرار قناة MB» مصر بعرض الجزء الأخير من »سلسال الدم» خلال شهر رمضان صائبا، فقد نجح المسلسل في خلق موسم عرض مستقل عن سباق رمضان منذ جزئه الأول، واستطاع أن يجمع جمهورا عريضا حوله، بل وحقق عائدا إعلانيا غيرمسبوق طغت فيه مساحة الاعلانات في بعض أجزائه الي أكثر من ضعف مساحة المادة الدرامية، بل وكان نجاحه سببا في ازاحة المسلسلات التركية التي ظلت تشغل مساحات كبيرة من ساعات إرسال كثير من المحطات وحققت هوسا لدي المتفرج العربي. وبعد نجاح »سلسال الدم» بدأت الفضائيات تبحث عن انتاج مصري تعرضه حصريا مما ساهم في استمرار الانتاج الدرامي علي مدي شهور السنة. لقد جاء عرض الجزء الأخير من »سلسال الدم» ضمن خريطة رمضان في توقيت غير ملائم مما حال دون متابعته وان كنت قد استطعت مشاهدة الحلقات التي فاتتني عن طريق الانترنت فهناك قطاع لايستهان به من المشاهدين لايشاهد سوي ماتبثه الشاشات. يعد سلسال الدم بأجزائه الخمسة (220 حلقة) أطول مسلسل مصري بينما تفوق عليه مسلسل »باب الحارة »السوري الذي وصلت حلقاته الي 300 حلقة، وتكمن مشكلة مسلسلات الأجزاء عموما في أن يحافظ العمل علي ايقاعه وجاذبيته للمشاهد حتي الحلقات الأخيرة، هذا الايقاع يبدأ من الفكرة والسيناريو الذي أمسك المؤلف مجدي صابر بخيوطهما ببراعة عبر حدوتة درامية مشوقة، وبذل جهدا كبيرا في الحلقات خاصة وأنه لايعتمد علي ورشة كتابة كما أصبح سائدا، وربط المؤلف بين انهيار حكم الاخوان وبين نهاية الظلم بانتحاربطله هارون بعد أن فقد ابنه وزوجته وحفيده بينما اقتصت عدالة السماء لنصرة التي تمسكت بقوة ايمانها وذكائها في مواجة جبروت خصمها وقوة بطشه لتستعيد اقبالها علي الحياة وتتخلي عن ملابس الحداد، واستطاع المؤلف والمخرج مصطفي الشال وفريق العمل جذب المتفرج الذي تعلق بالمسلسل علي مدي أجزائه الخمسة وترقب بشغف نهاية الصراع الطويل بين هارون ونصرة اللذين جسدهما رياض الخولي بأدائه الرصين وعبلة كامل بتلقائية لم تفارقها في الأداء، كما أضاف أحمد بدير ورانيا فريد شوقي حضورا مهما علي المسلسل. سيكون رهانا جيدا من MB» مصر اذا أعادت عرض الجزء الأخير كاملا.