تجار الأديان، احترفوا تجارة النساء، وفى الفصل الأخير من حياة الطاغوت نرى الدليل صدعوا الرؤوس بحرمانية خروج المرأة من المنزل، ثم أسروها وراحوا يستبيحون جسدها فى أسواق الرقيق، يتاجرون بهن علانية، فى مشاهد تعيد إلى الاذهان ما كان يحدث فى عصور الجاهلية. عودة مرة أخرى للوراء، المرأة فى عهد البغدادى (الغير أسيرة) ممنوعة من الخروج من المنزل، محرم عليها الحديث مع الرجال، فهى فتنة وظيفتها أن تكون وعاء لإنجاب اشبال الخلافة المزعومة. البغدادى وزبانيته، هاجموا محمد على باشا، انتقدوا ما فعله رفاعة الطهطاوى، لعنوا قاسم امين، حتى هدى الشعراوى وسعد زغلول لم يسلما من سهام النقد والتكفير، بسبب دعوة هؤلاء إلى حقوق المرأة، وتعظيم دورها فى المجتمع. لكن يبدو أن الهزيمة قد نزعت عنهم رداء الزيف، ليخططوا من جديد لتجنيد النساء المصريات بعد هزيمتهم الساحقة فى سيناء، وهو ما نكشفه بالدلائل والوثائق. أوهام البغدادى تنهار، وسلاحه القوى لم يعد عتيدًا، وربما أصبح هو الخنجر المسموم الذى يمزق احشاءه بلا هوادة، فأحد الأذرع الإعلامية التابعة للتنظيم الإرهابى، تعيد نشر كتاب يحرض على خروج المرأة بعد أن كان التنظيم يحرم اختلاطها بالرجال. ندا الخلافة ليست نكته وإنما هو لقب سيدة تدعى "ام نسيبة"، أعادت مؤسسة الوفاء المناصرة لداعش نشر كتابها الذى يعمل على تجنيد النساء المصريات للتنظيم، مشيرة خلال الكتاب الاسود إلى خمسة مراحل لنساء مصر، بدءًا بمرحلة ما بعد سقوط الاحتلال العثمانى. بالتأكيد لن يهاجموا أسيادهم فى اسطنبول، الذين استباحوا أعراض النساء خلال فترة الاحتلال، ومازالوا يستبيحون تجارة الرقيق الأبيض على أراضيهم فى عصر المخبول الملقب بأردوغان. المؤلفة الموتورة، هاجمت عصر محمد على واصفة عهده بعهد ظلم المرأة، لكونه أول من أخرجها من بيتها بدعوى التحضر والانفتاح على العالم؛ ما أدى إلى اندماج النساء في التعليم والعمل بالإقبال على "مدرسة القابلات الصحيات، ومدرسة المعلمات، ومصانع الغزل والنسيج". الحمقاء تزيد فى الهجوم لتطول أيضًا رفاعة الطهطاوى لإنشائه مدارس للبنات وإمدادهن بالمقررات التعليمية، ودعوتهن للمشاركة فى مجالات العمل المختلفة، واصفة ما فعله، بأفعال شياطين الانس الذين يبررون خروج المرأة من بيتها، متناسية أن القرآن الكريم هو من دعا إلى القراءة والعلم. تزيد الحمقاء من بلاهتها بشن هجوم مماثل على الأديب قاسم امين، الذى دعا المرأة المصرية إلى التعلم والخروج إلى سوق العمل، مشيرة إلى أن قاسم امين بذلك اعتدى على القيم الاسلامية. وتواصل الحمقاء الملقبة بندا الخلافة، الهجوم على الناشطة النسوية هدى شعراوى، التى أسست الرابطة الفكرية للنساء المصريات، وتقييد حق الرجل فى الطلاق، ورفع سن الزواج، ومشاركة المرأة فى العمل السياسى، كما استنكرت ما فعله سعد باشا زغلول حينما نزع البرقع من وجه زوجته، بعد عودته من منفاه. رؤساء ومفكرين على نفس النغمة، انطلقت حمقاء الخلافة لتهاجم عددًا كبيرًا من الرؤساء والمفكرين، مشيرة إلى جمل واقوال عدد من الكتاب والصحفيين، مثل احسان عبد القدوس، أنيس منصور، وطه حسين، واعتبار أن كتاباتهم كانت سببًا فى تخلى نساء مصر عن حجابهن خلال فترة السبعينات، ثم كان الهجوم على العديد من القوانين التى صدرت فى عهد الرئيس الأسبق مبارك، مثل حظر ختان الإناث، قانون الخلع، وتعيين المستشارة تهانى الجبالى كأول قاضية مصرية، ثم بعد ذلك تعيين اول مأذونة، واول عمدة، واصفة هذه الافعال بأنها ظلم للمرأة. المبهرأن الحمقاء سارت على نفس النهج حتى مع من كانوا فى يوم من الايام منضمين إلى نفس التنظيم الإرهابى الذى تنتمى إليه، أو على الاقل من نفس التيارات المتأسلمة التى تحمل نفس الأيدولوجية، مهاجمة دعوة التيارات المتأسلمة لمشاركة النساء خلال احداث الخامس والعشرين من يناير، كما انتقدت وضع المرأة فى عهد المعزول مرسى، الذى اهتم بقضايا المرأة "السافرة" على حد وصفها، على حساب المرأة المحجبة، وإنصافه لفنانة سبتها على حساب ما وصفته بالشيخ. المثير ايضًا، أن الحمقاء قالت إن الله دمر عرش مرسى والإخوان بسبب ظلمهم للمرأة المحجبة. دعوة صريحة كان كل هذا الهجوم مجرد تمهيد لدعوة المرأة المصرية للانضمام إلى التنظيم الإرهابى، الذى يدار حسب زعمها وأكاذيبها بقوانين سماوية، منها أن ترتدي البنات من سن 8 سنوات النقاب كحجاب شرعي ملزم، كما تحدثت عن وجود سوق للنساء فقط، لا يدخله الرجال؛ تجنبًا للاختلاط، مؤكدة أن المرأة فى داعش تتدرب على القتال إذا رغبت، مشيرة إلى أن النساء لا يسجن، وإنما يوضعن في معسكر ليتعلمن أمور دينهن، ثم يطلق سراحهن بعد ذلك، ليشاركن في ميادين العلم والعمل ولكن بشرط عدم الاختلاط والتبرج، إضافة إلى عملهن في مجال ما يُسمى "الحسبة النسائية"، التي يقمن من خلالها بتغيير المنكر. انحسار النفوذ مرصد الازهر الشريف، يشير إلى اسباب ظهور هذا الكتاب الاسود الذى سطرته الحمقاء ندا الخلافة، مؤكدًا أن انحسار التنظيم وتوالى هزائمه، جعله يغير من راديكاليته، ويضرب بمبادئه الزائفة، مشيرًا إلى أنه ليس بالغريب على الجماعات المتطرفة التي استباحت شرع الله وطوعته حسب هواها، واجتزأت نصوصه لخدمة أغراضها، أن تستغل النساء اللاتي كرمهن اللهُ سبحانه وتعالى وأوصى بهن رسوله صلى اللهُ عليه وسلم. اضاف المرصد، المتابع لما اقترفته أيدى هذه الجماعات الآثمة وعلى رأسها جماعة داعش الإجرامية يعلم علم اليقين أن أضلع مثلثها هي: وسائل التواصل الاجتماعي، والأطفال، والنساء، ثلاثة أضلع رئيسية يحقق من خلالها التنظيم مخططاته الشيطانية، والضلع الأخير (النساء) أصبح أداة مستخدمة بكثرة لدى التنظيم، خاصة بعد انحسار نفوذه، وضياع العديد من مناطق سيطرته، ولعل السبب في هذا أن المرأة تعد محل ثقة من قبل الآخرين، وقادرة على التحرك بشكل حر بين المدنيين، وإخفاء الكثير من الأسلحة دون أن يكتشفها أحد. التحريم والتكفير مرصد الازهر يشير، ما يفعله داعش بمحاولة استقطاب النساء بتلك الطرق يجعلنا نطرح مجموعة من الأسئلة الهامة،على رأسها، يتعامل التنظيم الإرهابي مع المرأة على أنها سلعة، فبعد أن كانت مجرد وعاء يستقطب فقط من اجل إنجاب الأطفال أوأشبال الخلافة كما يطلقون عليهم، وبعد أن كان محرمًا عليها الخروج من بيتها لأنها "فتنة"، تغيرت تلك الاستراتيجية مع توالي الهزائم التي تعرض لها التنظيم، وبات في حاجة ماسة إلى طوق نجاة وجده في المرأة، فتخلى عن جزء من راديكاليته،وضرب بمبادئه الزائفة عرض الحائط من أجل تحقيق أهدافه، وضحى بشعاراته الرنانة التي طالما تغنى بها، وسمح للمرأة بالخروج، والمشاركة في الأعمال القتالية بكافة أنواعها، وبث لنا الكثير من المشاهد المرئية التي تقاتل فيها نسائه جنبًا إلى جنب مع الرجال، وكذلك في العمليات الانتحارية ولقد شاهدنا تفجير امرأة داعشية تحمل رضيعها نفسها في تجمع لقوات الشرطة بمدينة "الموصل" العراقية. يضيف مرصد الازهر عن تخلى داعش عن مبادئه فى محاولة لإنقاذ بقايا التنظيم بدعوة النساء إلى الانضمام قائلاً، بهذا يكون التنظيم قد استغل المرأة أسوأ استغلال، استخدمها تارة كوعاء لإنتاج البنين، مقاتلو ومجاهدو المستقبل حسب زعمهم، وحرم عليها الخروج من المنزل، وتارة أخرى ألزمها بتجنيد غيرها من النساء عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو تقويم النساء في المجتمع الداعشي ومتابعتهن وإقامة الحدود عليهن إذا لزم الأمر، كذلك استخدمها كسلعة تباع وتشترى وتقدم كهدية "جارية" لعناصره الإجرامية وزعمائه الذين يعيثون في الأرض فسادًا، أو حتى من أجل خدمتهم، حيث تقول إحدى الداعشيات: "إنه لمن الممتع أن أقوم بإعداد الطعام للمجاهدين"، وعندما توالت هزائمه وفقد الكثيرَ من مقاتليه استخدمها كمقاتلة تحمل السلاح، وانتحارية يسهل عليها اختراق التجمعات المدنية والعسكرية. • ليس عجيبًا ما يفعله انصار داعش بحق النساء، ففى لحظات الخطر تجد رجالهم يرتدون زى النساء، كمرشد الإخوان قبل أن يصعد إلى منصة رابعة، وكقطيع الدواعش عندما يحاولون الهرب من ايدى القوات وهم يرتدون جلباب النساء ومن فوقه النقاب.