تصميم شعار المتحف المصري الكبير غير موفق وغيرملائم بالمرة، فيما يخص الكتابة العربية الحديثة والحرة في صياغة اسم المتحف. المتاحف الكبري ومتاحف التراث العريق علي وجه الخصوص لابد أن تكون كتابات العنوان واضحة سهلة الانقرائية، وأن تكون غير مُعرضة لتبدل موضات الكتابات الحديثة والحرة. علينا أن نفهم أن هذا العنوان سيدوم استخدامه ربما لمئات السنين القادمة ومن ثم ينبغي أن تكون صياغة العنوان بخط لايتعرض للأذواق المؤقتة وإنما من الرصانة والوقار ما يناسب مقام المتحف الكبير ومحتوياته التراثية العظيمة والعريقة، كأن يستخدم خط الثلث الواضح، أو النستعليق، فهي خطوط لا تتغير مع الزمن، واضحة القراءة وتنطوي في ذاتها علي خلاصة تراث الكتابة العربية بعد أن مرت بمراحل من الضبط والتناسب والاتزان الإيقاعي فضلا عن الوقار والديمومة التي يتطلبها شعار مثل تلك المؤسسة المتحفية الطموحة والفريدة من نوعها من زوايا مختلفة. ولمجرد التذكير - نرجو أن ننظر إلي شعار متحف الفن المصري الحديث الذي يرجع إلي عشرينيات القرن الماضي وبالرغم من عنوان (الحديث) فقد صاغه خطاط فنان قدير ليعيش مع العمر المديد للمتحف ومع تطوراته المحتملة. أتمني ألا يعاند المسئولون عن المتحف ويتجاهلوا النقد الشديد الذي تعرض له العنوان، وتصورهم أنهم يملكون الحقيقة والرأي الفصل وألا يتذرعوا بأن الشعار اختارته من بين محاولات مختلفة لجنة (متخصصة)!! رجاء ونحن نمهد لافتتاح متحف عبقري ألا نحكم عقلية القرارات المتسرعة التي لا تلتفت إلي الآراء السديدة البعيدة عن الهوي وإعادة فتح الموضوع مع مراعاة طبيعة المشروع والدوام المؤكد للمتحف ومقتنياته النادرة، وكونه مزارا عالميا بذلت في تصميماته وتخطيطاته جهودا جبارة متوافقة مع مقامه الرفيع. استعينوا بأساتذة الخط العربي ومعهم مصمم قدير، لتحقيق هذا الهدف النبيل. غيروا الشعار ببساطة ولا تعاندوا بدون داع، فهذا لن يقلل من مقامكم بل سيرفع منها وسيدلل علي أنكم أهل فعلا لإدارة مشروع طموح وقومي بهذا الحجم، بعقلية متفتحة وتقبل حكيم للآراء الرامية لتصحيح أية هفوات. الفنان وأستاذ التصميم المتفرغ بكلية التربية الفنية جامعة حلوان