مقاتلون يمنيون موالون للقوات الشرعية يحتفلون بجانب دبابة علي مشارف »الحديدة« بدأت قوات يدعمها التحالف بقيادة السعودية أمس هجوما علي مدينة الحديدة الساحلية في اليمن، في أكبر معركة في الحرب المستمرة منذ نحو ثلاث سنوات بين التحالف وجماعة الحوثيين الموالية لإيران. وقالت حكومة الرئيس »عبد ربه منصور هادي» في بيان إن طائرات وسفن التحالف بدأت ضربات تستهدف تحصينات الحوثيين دعما لعمليات القوات اليمنية البرية التي احتشدت جنوبي أكبر موانئ البلاد. وأضافت أن »تحرير ميناء الحديدة يشكل علامة فارقة في نضالنا لاستعادة اليمن من الميليشيات التي اختطفته لتنفيذ أجندات خارجية». وأوضحت أن »تحرير الميناء يمثل بداية السقوط للحوثيين وسيؤمن الملاحة البحرية في مضيق باب المندب وسيقطع أيادي إيران التي طالما أغرقت اليمن بالأسلحة التي تسفك بها دماء اليمنيين الزكية». وأفاد شهود إن قوات التحالف بقيادة السعودية نفذت قصفا »مركزا ومكثفا» قرب ميناء الحديدة اليمني وذلك بعد أن بدأ التحالف هجوما علي المدينة الواقعة في غرب اليمن. وتقول الرياض إن الحوثيين يستخدمون الميناء لتهريب أسلحة إيرانية الصنع تشمل صواريخ يطلقونها علي مدن سعودية. ومن جهتها ذكرت قناة »المسيرة» المتحدثة باسم المتمردين الحوثيين ان طائرات التحالف العربي »شنت غارات علي أهداف في مزارع عند مشارف المدينة». وبدأت عملية »النصر الذهبي» بعد انتهاء مهلة حددتها الإمارات للحوثيين، الذين يسيطرون علي العاصمة صنعاء، لتسليم الميناء الوحيد الخاضع لسيطرتهم. وتقاتل قوات يمنية مدعومة من الإمارات ومؤلفة من انفصاليين جنوبيين ووحدات محلية من السهل الساحلي للبحر الأحمر وكتيبة يقودها ابن أخي الرئيس السابق علي عبد الله صالح جنبا لجنب مع قوات إماراتية وسودانية. والحديدة المطلة علي البحر الأحمر أكبر ميناء يمني ويمثل شريان حياة لليمنيين إذ يستقبل 80% من السلع الأساسية القادمة إلي البلد الفقير الذي تقول الأممالمتحدة إنه يصارع أكبر أزمة إنسانية في العالم. وتقول منظمة الصحة العالمية إن نحو 8.4 مليون يمني يعيشون علي حافة المجاعة. وحذر محمد علي الحوثي أحد زعماء الحوثيين التحالف المدعوم من الغرب من مهاجمة الميناء وقال علي تويتر إن قواته استهدفت بارجة للتحالف. وسبق أن هدد بشن هجمات علي ناقلات نفط في ممر الشحن الاستراتيجي بالبحر الأحمر. من جهته، دعا مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلي اليمن مارتن جريفيث الأطراف المتحاربة إلي تجنب معركة في مدينة الحديدة الساحلية وحث علي العودة لطاولة المفاوضات. وقال جريفيث علي تويتر »أشعر بقلق بالغ من التصعيد العسكري في الحديدة وتأثيره الإنساني والسياسي» وتابع »نحن علي اتصال بالأطراف لتجنب المزيد من التصعيد. ندعوهم إلي ضبط النفس وبذل جهود سياسية لتجنيب الحديدة مواجهة عسكرية». ومن جهته، قالت »ماري كلير فجالي» المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن »من المرجح أن يفاقم الهجوم وضعا إنسانيا كارثيا بالفعل في اليمن».