نيرون الآخرُ أبشعُ من سابقيه يخرج من بين شقوق التاريخ المنسية ينشر أفكار الحمقي يرتجل القول المجنون نيرون الغِر المأفون جاء يحرِّق أغصان الزيتون ويذبِّح كلَّ حمام مآذن مسجدنا الأقصي يغتال وداعته الأبدية ويكسِّرُ أجراسَ كنائسَ تتصدي أو تتحدي إن أنَّاتِهن القيامة نيرون الماجنُ والملعون يمنح ( القدس ) للحاقدين اليهود هدية إنهم من بني صهيون أحفادُ ( يهوذا ) الغادر في الليالي الثكالي الغوية بينما وجه ( طه ) غاضباً يتبدي من هنا كان معراجه بعد أن أَمَّ كلَّ الرسل وهنا أولُ القبلتين ثالثُ الحرمين وجه ( عيسي) المسيح حزينٌٌ فهنا كان مولده حيث أحيا نفوساً تموت وهنا جاء إنجيله إنَّ ( طه ) و ( عيسي ) يلعنان وجوهَ الخيانة والوجوهَ الجبانة وشيوخاً تُفرق شمل البلاد وتضلل قلب العباد بفتاواهم المارقة ... بينما يتبجح ( نيرون ) في غَيَّهِ يحرق العالم المتحضر في عاصفات لظاه ودخانِ هواه ويُغلِّقُ بابَ الصلاة ثم يمنح صك اجتراءاته وانفلات حماقاته لغلاة اليهود يقتلون شباب ( فلسطين ) بالرصاص الخسيس دون أي هوادة وهمو الواقفون علي جُرفِ هذا الرسيس يُقتلون بغِلِّ دفين والنُعوشُ نسافر نحوَ السماء من دروب بها ... يتجلي الضياء كان يسلكها البراق طائراً في احتضان اشتياق حاملاً ( سيدَ المرسلين ) ليُكرَّمَ من ربه ... في مكان بهي لم يطأه أحد حين يرجعُ ( جبريلُ ) نحو الوراء ثم يُخَلِّي المكانَ له وحده ... داخلاً كَسْتَنَاءِ الجمال داخلاً في بهاء البهاء ( عند سدرة المنتهي ) أيها الشهداء أيها الصامدون إنكم تفتدون ( قدسنا العربيةَ ) في زمان الهوان واحتقان المكان باجتراء الغَوي الجبان وسط جوٍ يعجُّ باختلافاتنا العقدية والمذهبية واحتداماتنا الثعلبية بعدما أضرموا نارهم في حشاها وأحابيلهم مثل أفعي تدور تتصيدنا ... عبر فوضاهمو اللهبيَّة قد شروا بعض حكامنا المسلمين ليكونوا لهم خدماً تابعين وجماعات نصرة وجماعات كُدرة وجماعات حسرة واختلاقات ( داعش ) وافتراءاتهم بالخلافة في رؤية منكرة كفّروا أهلهم وأداروا بنادقهم نحونا طائشين لا لصدور العدو إنها ظُلَمٌ كالعمي في البصيرة قبل العيون أيها الصامدون: اصمدوا أيها الخائفون: يا جماعات أيامنا المارقة يا دعاةً لإفكٍ ... وجذوتكم حارقة هل تُراكمُ ( والقدس ) تسلِّمُ كلَّ طهارتها وقداسة أنفاسها للصهاينة الأمريكان ... تنامون؟! هلي تُري تنعمون؟؟!! أيها الشرفُ العربي هل مشيت بعيداً، فما نحن في بعده ... بالغون؟؟!! ثم ها نحن من بعده ... ميتون أتساءل في حسرة واعتصار ها هي ( القدس ) بين أيادي الدمار هل تُري ستقوم قيامتنا؟! أم نظل هنا ميتين؟! إن ( نيرون ) في سمته الطائش المتنكب كل دروب الصواب ... ليس يحرق ( روما ) فحسب... إنما هو يحرق كُلَّ سلامِ العالم ويُقَتِّل أغصان الزيتون... ناثراً في خطاه المنون... فمتي سنفيق؟ أيها الغافلون المآذن في القدس ( ترسل ) زهر عقاص ضفائر شعر البنات، بنات ( فلسطين ) للعرب الميتين من تري سوف يقرأ هذي الرسالة؟! من تري سوف يفهم شفرتها؟! هل يعود هنا ( المعتصم )؟! أم تري نستعيد إهابك يا (صلاح الدين )؟؟!!