سبقت مصر الإنسانية في اكتشاف الحياة، وابتكرت أسلوبًا متقدمًا للمعيشة، يخصّها وحدها. وسجل المصريون القدماء ذلك علي جدران معابدهم بوصف تفاصيل حياتهم عليها، وأودعوا متعلقاتهم في مقابر محصنة ليستخدموها في حياتهم الأخري، فاكتشفناها نحن ووضعناها في المتاحف. ثم تقدم الزمان، وتحركت حياة المصريين عبر عصور متتالية، يونانية ورومانية وقبطية وإسلامية، فتنوعت طريقة المصريين في ممارسة حياتهم اليومية وتطور ما يستخدمونه من أغراض ومتعلقات، ثم تركوها فعرفنا كيف تطورت ملامح الأشياء في مصر، وصار في الإمكان تمييز المصري الخالص منها عن المستورد الدخيل الذي امتزج بحياتنا. وفي الأزمنة القريبة، عرفنا من خلال كتابات الرحالة والمستشرقين شكل الحياة في مصر –كما في كتاب وصف مصر في نهاية القرن الثامن عشر- أو رأينا ذلك بشكل ملموس كما يدل »المتحف الإثنوجرافي» في الجمعية الجغرافية، التي جُمعت مادته خلال نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، فرأينا نماذج لأدوات الطعام، والزينة، والموازين، وآلات الحرف اليدوية، وكل ما يخص حياة الإنسان ويلتصق بنمط ممارساته اليومية التقليدية. وجمعت هذه الأشياء في زمانها حيث كانت شائعة وتقليدية ولا تتمتع بالندرة المتحفية، ثم صارت الآن الوحيدة المجسدة والدالة علي ملامح هذا الزمن المنقضي. وخلال العقود الأولي من القرن العشرين كانت الفوتوغرافيا قد انتشرت، وظهرت السينما في مصر فكانتا ترجمانًا صادقًا لشكل الحياة في مصر فنقلتا أشكال الشوارع، والمواصلات، والطعام، والملابس، حتي ظهور الإذاعة ثم التليفزيون لتكمل الصورة، التي أكملتها شهادات من عاشوا في هذا الزمن فتحدثوا عنه أو سجلوه في لوحاتهم أو في قصصهم ورواياتهم. وخلال النصف الثاني من القرن العشرين تطورت الصناعة في مصر، وظهر اتجاه قومي للمنتج المصري، مع اندثار الصناعات والأدوات التقليدية بشكل تدريجي، فحل القفل محل الضبة، والثلاجة محل الزير... الخ، ثم الانفتاح، وغلبة المستورد، وغزارة البضائع الاستهلاكية التي روجت لها إعلانات التليفزيونات الملونة في الثمانينيات والتسعينيات، وغزو البضائع الصينية-فاستبدل الفانوس الصاج بالبلاستيك-ودخل البلاستيك في كل شيء فحل محل المنتجات التقليدية المصنوعة من المعدن أو الفخار وغيرها من خامات البيئة.
بناء علي ما سبق، ورغبة في تأصيل كل شيء مصري أصيل، أو مرتبط بممارسة المصريين له واستخدامه لسنوات طويلة مما اخترعوه أو مصّروه من أشياء تقليدية لمعت الفكرة في رصد وتجميع هذه الصور الحياتية في متحف يضم العناصر المادية العادية التي يستخدمها المصريون، فتخيلت وجود متحف أصف محتوياته متجولًا فيه بين القاعات والفتارين. وقبل أن آخذ زائر المتحف للحياة التقليدية المصرية، لابد أن آخذه أولًا إلي موروثه المصري في القاعة الأولي من المتحف والتي تسمي: القاعة القومية. القاعة القومية فيها يتعرف المصري، أو السائح الأجنبي علي كل مصري خالص، من الكائنات والأغراض التي عرفتها مصر أولًا، أو ارتبطت بها ونسبت إليها، أو استخدمتها بطريقتها أو طورتها فأصبحت حائزة لحق الملكية الفكرية في الاستخدام الأول لها، وكأنها trade markمصرية، ربما يفيد هذا في دعم اقتصاد الدولة إن استثمر جيدًا. وتحتوي القاعة القومية علي نماذج مختارة بتدقيق وبعناية، بناء علي مصادر موثقة، تمثل مجموعة فتارين تمثل الملامح القومية لمصر، مما يصلح منها للعرض المتحفي وعايشه المصريون لأزمنة طويلة، وتصلح كبوسترات أو كروت بوستال تساهم في الدعاية لمصر عالميًا، وهذه العناصر جميعا تحمل وصف القومي كالعلم القومي وهي: النشيد، المكان، وسيلة المواصلات، الحيوان، الطائر، السمكة، الحشرة، الشجرة، النبات، الزهرة، الفاكهة، المعدن، الحجر، التقويم، الكتاب، الورقة، الهواء، المرض، العلاج، الفراش، القماش، الزي، غطاء الرأس، الطعام، الخبز، الحلوي، المشروب، الإناء، الوقود، الآلة، الأثاث، أداة العبادة، التعويذة، قصة الشَعر، العطر، أداة الزينة، وسيلة النظافة، الآلة الموسيقية، اللعبة، النغمة، العروسة، الرياضة، اللوحة، الصورة، قصة الحب، المناسبة ومظهرها الأبرز. وجميعها يحمل وصف »القومي» بمعايير خاصة كالأصالة والارتباط بوجدان المصريين. وحصر محتويات هذه الفتارين، ووصفها لايتم بدون عرض الأدلة والاستشهادات الموثقة، مع عرض مبررات الاختيار، وطرح ذلك للنقاش، وعرض الأمر علي أهل الاختصاص والخبرة للإضافة والتقويم والمساهمة. قاعة الحياة التقليدية المعاصرة تصلح هذه القاعة أن تسمي »متحف الأشياء العادية»، ولعلها تكون امتدادًا زمنيًا معاصرًا لمحتويات »المتحف الإثنوجرافي» في الجمعية الجغرافية، بما سيضاف إليه من متعلقات حديثة لها جذور في الماضي مثل »اللمبة» و"الحنفية» أو حديثة كالأغراض الإلكترونية، مثل شريط كاسيت مصري -ويصلح في ذاته متحفًا- أو أشياء أخري عادية جدًا لكنها في المستقبل لن تكون عادية، حتي لو كانت مجرد عبوة مناديل. وهذه القاعة تصلح كثيرًا لجيل المستقبل ليعرف كيف عشنا، وتصلح للجيل الحديث الأصغر سنًا، ليتعرف علي التاريخ القريب لحياته، وكيف أنه موصول بالماضي، كما تصلح هذه القاعة لمخرجي السينما، كشكل متطور لمخازن الإكسسوارات، فتكون معينًا لهم في تدقيق أفلامهم في الحاضر وفي المستقبل. وتضم قاعة الحياة التقليدية المعاصرة مجموعة أقسام، وفي حال تجسّد هذه القاعة، سيكون مطلوبًا من الناس أن يساهموا فيها بما لم يتخلصوا منه من متعلقاتهم مثل لعبة قديمة أو »فازة» انتهت موضتها أو حتي كيس شيبسي قديم، بحيث يكتب اسم المساهم أسفل إسهامه مع وضع بطاقة صغيرة مكتوب عليها بعض ذكرياته أو معلوماته عن الشيء الذي قدمه للمتحف. مع تنويع طرق البحث. وتتكون قاعة الحياة التقليدية من: أولاً: البيت المصري وأقسامه كالتالي: البناء، والأبواب والشبابيك ويعرض هذا الجزء من المتحف نماذج حديثة العهد كالبوابات الحديدية للبيوت، و»القفل» كتطور للضبة المعروضة في الجمعية الجغرافية والمتحف الزراعي، كما يعرض تطور أشكال الأبواب وشراعاتها، والشبابيك ونقش الزجاج، ويمكن اللحاق بهذه النماذج من بائعي الأبواب القديمة المستعملة.كما يمكن توثيق زخارف الواجهات المميزة قبل أن تندثر المباني القديمة المعرضة للإزالة. وكذلك نماذج من »سرة السقف» والكرانيش المعاصرة، فربما تتطور فيندثر شكلها الحالي. الأثاث وفيه نتعرف علي شكل الأثاث المصري الذي اعتدناه في البيوت المصرية خلال العقود القريبة، ويعرف النجارون أنماطه، انتقالًا من مرحلة السرير النحاسي ذي الناموسية وحتي الأسرّة ذات الأقدام ثم انقراض هذه الأقدام، وآسف حين أمر بسوق الجمعة فأري حجرات نوم قديمة تباع، شاهدة علي نمط مصري في صناعة الأثاث يجب توثيقه والتعرف علي انعكاسات الروح المصرية عليه ومدي تأثره بالطرز الأجنبية ومدي الابتكار فيه. الزينة والتجميل والحليّ في كل حجرة نوم تسريحة عليها أوان وعلب تطورت مع الزمن، مثل زجاجات العطور. كما يعرض هذا القسم تطور أشكال المكاحل المعاصرة، وعلب الماكياج وغيرها من بقية أدوات الزينة. الأجهزة الكهربائية المنزلية أشهرها الخلاط التقليدي ذو الدورق العسلي، وثلاجة إيديال فستقية اللون، وبوتاجاز وسخان المصانع الحربية. أدوات العبادة أغلبها مرتبط بالبيوت مثل »سجادة الصلاة التقليدية» التي كانت تعلق علي حوائط البيوت ومنها ما يوضع للصلاة وأيضا »مسبحة اليد»، و»المصحف»، و»الكتاب المقدس». معلقات الحائط مثل لوحة »أسماء الله الحسني» التي انتشرت علي جدران البيوت المصرية خلال الثمانينيات، ولوحة »الطفل الباكي»، وصورة شهيرة فيها أطفال يعبثون في قدور الزبد عرفت فيما بعد أنهم آلهة هندية، و»لفظ الجلالة»، والآيات القرآنية مثل المعوذتين وآيات الصبر، و»سجادة الحرم»، وصورة »مريم العذراء»، وصور القديسين، و»صورة الفرح»، و»نتيجة الحائط» التي تضم صورة لامرأة تجلس علي سجادة الصلاة تدعو أو صورة لأحد الحرمين الشريفين. النظافة الشخصية والاستحمام في هذا القسم يمكن عرض شكل »حوض الزهر»القديم السابق لأحواض السيراميك الحديثة، ترافقه »الصبانة البلاستيكية» وشكل الحنفية النحاسية القديمة، كما يمكن عرض »ليفة الاستحمام» التقليدية وشكل »سلاكة الحمام» وتطور أشكال »ماكينات الحلاقة» و»معجون الحلاقة» والفلاية والمشط. التنظيف المنزلي والغسيل في الريف توجد »المقشة البلح»، أو المقشة المصنوعة من الليف. مع تطور شكل المقشة التقليدية ذات الذراع الطويلة و»سلك المواعين» وتطوره في شكل »الليفة الاستانلس» والصابون علي شكل مكعبات بلونيه الأسود والأبيض، و»زجاجة الفنيك» و»مبيد الحشرات» و"ماكينة الرش". أما الغسيل فيوجد »الطشت» التقليدي و»عصا الغلي» و»غسالة إيديال» و»البوتاس» و»علب المسحوق» مثل سافو ورابسو، وأكياس الزهرة الزرقاء، وتطور أشكال المشابك. المطبخ والأدوات المنزلية يضم شكل النملية التقليدي السابق لظهور الثلاجة، ونموذج المطبقية الخشبية، ووابور الجاز واكسسواراته مثل إبرة الوابور والحامل، وأنبوبة البوتاجاز التقليدية، و"طاولة العيش» المصنوعة من الجريد و"سلة السوق البلاستيكية» والأواني النحاسية والألومنيوم، والهون، وأطباق الصاج ذات النقوش، والملعقة »ماركة السنبلة"،وصينية الطعام، وأدوات أخري كالسَبت، و"الحقائب القديمة» التي توضع فوق الدولاب، وعلب الحلويات الصاج، وبعض البرطمانات وحاويات بعض السلع كالسمن وزيت الطعام، والجبن مثل النستو. الأرض والمفروشات مثل الحصير والكليم والبرش والمفارش الصوف اليدوية.. إلخ الإنارة والطاقة يمكن استخدام إنارة المنازل كنموذج، ابتداء من لمبة الجاز واللمبة السهاري والكلوب، مرورًا بمصباح إديسون، واللمبة النيون ذات »الترانس والاستارتر» ثم »اللمبة الموفرة» السابقة لليد. وبعض الوسائل الأخري كالكشاف والبطاريات وعلب الكبريت والولاعات. الذكريات كالأوتوجراف وكارت بوستال والجوابات وألبوم الصور، وألبوم الصور ذاته يصلح متحفا مع الفوتوغرافيا، فارتباط الصورة بالمصريين تاريخ يجب الالتفات إليه بصورة جيدة. ثانيًا: الطعام المصري: من المهم تمييز وصفات الطعام المصرية وتركيبة الطعام المصري الأصيل وتأكيد مصريته أو ما أضافه المصريون إليه من طابعهم لو كانت أصوله غير مصرية. في هذه القاعة ستكون هناك صيغة لعرض أهم أطباق الطعام المصرية، والتي يحاول غيرنا نسبها إليه، مع عرض مبسط للسيرة الذاتية لكل طبق، ووصفته المصرية، مكتوبًا أو بالفيديو، كما سيضم ما تشتهر به مصر من مشروب، حلوي، خضروات، لحوم ودواجن، تسالي..إلخ. ومن المهم توثيق بعض عربات الطعام الشعبية وأهمها عربة الفول المصرية التي يمكن أن تتطور أو تختفي في يوم من الأيام. ثالثًا:الملابس والموضة ويصلح متحفًا مستقلًا، يعرض ويضم تطور شكل ملابس المصريين خلال العقود الزمنية القريبة، فإذا كان لدينا متحفا للنسيج، فلعلنا نريد أن نعرف كيف سار وصار نمط الموضة المصرية خلال الزمن الحديث، علي سبيل المثال خلال خمسين عامًا مضت، فنجد قسما للبدلة، وقسمًا لفستان الفرح وتطوره في مصر، ونماذج منه، ونموذجًا للقميص السبعيناتي، وبعض الموضات مثل »شارل ستون» و"ستريتش» وظروف ظهورها في مصر. ولابد أن نؤرخ لبعض الملابس في مصر، من »اليشمك» و"الملاية اللف» وحتي الحجاب الثمانيناتي، وتاريخ التحجيبة وشكلها، وحتي ظهور »الإسدال والنقاب» بشكلهما المعاصر. ويمكن أن نري في المتحف قسمًا للجلابية المصرية والعمامة وتغير أشكالهما في مدن مصر، ولا ننسي النموذج الشهير لجلابية وطاقية حسين رياض، ونعرض تاريخ البدلة الصيفي وبدلة الضابط عند الأطفال. ولابد أن يري زائر المتحف شكل المنديل بقوية، والمنديل المحلاوي، وحتي بداية ظهور الكلينيكس وتاريخه في مصر. والشراب وتطوره حتي مرحلة الأستك منه فيه. ونري في المتحف قسمًا للأحذية والشباشب مثل الشبشب البلاستيكي الشهير وقبله القبقاب، ومرحلة »شبشب زيكو"، وكوتشي »أميجو". ويمكن أيضًا عرض تاريخ ماكينة الخياطة في مصر، من خلال ماكينة مثل »سينجر» الشهيرة التي جلس عليها أجيال من فنانات السينما والدراما للتعبير عن المعاناة والكد في العيش مثل »سناء جميل» في فيلم »بداية ونهاية"، مرورًا عبر الزمن حتي عفاف شعيب في مسلسل »الشهد والدموع". ولا مانع من عرض علاقة الموضة بالسينما مثل »البدلة الجينز» في أفلام عادل إمام »الثمانيناتي"، وبلوفرات وقمصان عمرو دياب"التسعيناتي"، هذا يجعل وجود متحف مستقل لأشهر الملابس في السينما المصرية والمسرح أمرًا هامًا. رابعًا الطفل: يصلح هذا القسم متحفًا مستقلًا يضم تاريخ ألعاب الاطفال المعاصرة في مصر، سواء اللعب المنزلية كالسلم والثعبان أو بنك الحظ.. أو لعب الفراغات المتسعة كالاستغماية، ولما رأيت في المتحف الإثنوغرافي »العروسة القماش» تخيلت لو أن لدينا عروسة قومية تنافس باربي وأخواتها. كما يضم المتحف بعض متعلقات فترة الطفولة الحديثة مثل »البامبرز» و"الببرونة» و"الشخشيخة"، صحيح أنها منتجات شائعة في العالم لكن في كل فترة زمنية من استهلاك السلع قد يوجد نوع بعينه من السلع يستخدمه الجميع ويشكل ذاكرة جمعية حوله. خامساً:الترويح ويشمل : الهوايات والترفيه والألعاب: مثل الدومينو،الطاولة،السيجا.. - الفنون والموسيقي والغناء والرسم. - الرياضة و"الدايت» ابتداء من كرة القدم وتاريخها في مصر منذ الكرة الشراب فيما يصلح متحفا الرياضة المصرية يضم الشهير وغير الشهير من المتعلقات الرياضية. - المزاج والتدخين:مثل تطور أشكال علب السجائر، وتطور شكل الشيشة بعد الشبك. سادسًا: المناسبات وهي نوعان: - شعبي: مثل مظاهر الموالد الشعبية كالبيارق والطارة ولعبة النشان. - اجتماعي: مثل خيامية المناسبات وكرسي المقريء والكوشة وكيف تطورت أشكالها. سابعًا: العلاج والدواء ويضم نماذج الأدوية الشائعة في مصر والموجودة في أغلب البيوت المصرية مثل ريفو وأسبرين، وشكل السرنجة المعدنية القديم وغيرها. ثامنًا:الكتابة والقراءة والتعليم يصلح متحفًا مستقلًا بالتعاون مع متحف التعليم، فيضم أشهر الكتب الدراسية التي ارتبطت بذاكرة الأجيال، وتطور الحقيبة المدرسية، وزي المدرسة وتطور أشكال الأدوات الدراسية وأشهرها مثل »لوح الكتاب» و »القلم الكوبيا"و »البيك» و"الفرنساوي» وتطور أشكال الكراسات، والجلاد، والأستيكة..الخ تاسعًا: الورق والمستندات: وهو قسمان رسمي: يضم الأوراق الرسمية مثل النقود، وتطور شكل البطاقة الشخصية والعائلية، وتطور أشكال الوثائق الحياتية كشهادة الميلاد، والوفاة، والرخصة، وغيرها، ويمكن الاستفادة من متحف البريد بشأن نماذج الطوابع، كما يضم مستندات مندثرة مثل »رخصة الراديو"، ويضم تطور أشكال فواتير الاستهلاك المنزلي كالكهرباء والمياه. ويضم تطور تذاكر المواصلات والترام والقطارات، وأبونيه الأتوبيس، وتذاكر المتاحف والسينمات، وطوابع تنسيق الثانوية العامة، وشهادات الاستثمار ودفاتر التوفير. غير رسمي: أهمها تاريخ الجواب في مصر، وقصة المراسلة والكاسيت بوست، ونماذج للأظرف وكروت البوستال، ونماذج لروشتات الأدوية وكروت الزفاف. عاشرًا: الأدوات والمهن والحرف كالموازين من العادي إلي »الديجيتال"، وتطور مظاهر البيع مثل »كيس البقالة» وورق اللحم، ولافتات الأسعار، والصيد وأدواته والأسلحة الشائعة. حادي عشر:الإلكترونيات يضم كافة الأشكال الإلكترونية التي ظهرت في حياة المصريين خلال العقود الأخيرة، ويمكن أن نذكر تاريخ ظهور كل قطعة في مصر والشائع منها، مثل »شريط الفيديو» و"الفلوبي ديسك» و"الكيسة» و"الفلاشة» و"الراوتر» و"الموبايل"، فرغم أنها ليست مصرية لكن مصر تضفي شخصيتها علي كل شيء، كما أن المواد التي تحملها تشكل جزءًا من وجدان كل شخص استخدمها في مصر. ثاني عشر: المواصلات و أدوات التنقل: كالحنطور والأتوبيس والتاكسي والميكروباص والتكتك. قاعة المحافظات المصرية تضم خريطة كبيرة لمصر موضحا عليها المحافظات المصرية وكل ملمح مميز تشتهر به المحافظة، أو قرية فيها أو تل أو نهر، وارتباط التسمية به أو بشخصية شهيرة أو بسلعة أو بصناعة، سواء بالتسمية المباشرة مثل شهرة قرية كفر الحصر القديمة في محافظة الشرقية بإنتاج الحُصر، أو انتساب القلل إلي قنا أو الفراخ إلي الفيوم.. الخ. والشخصيات مثل انتساب الأبنودي إلي أبنود أو المنفلوطي إلي منفلوط وغير ذلك من التفاصيل التي توضح بعض المعلومات الفريدة عن سبب التسمية أو واقعة شهيرة، مثل حادث دنشواي في المنوفية، أو القرية التي عزمت القطار في الشرقية. قاعة الخريطة الجينية للألوان المصرية ستعرض هذه القاعة فكرة عنوانها» كيف يصنع اللون شكل مصر"، وأول ما يصنعه اللون في شكل مصر هو لون الخريطة، من سلطة الأصفر علي الأخضر وحصار الأزرقين لكليهما. فإن انغمسنا في مصر فإن اللون يشكل صور الحياة في الشارع حين نري وسائل المواصلات، والطعام، وكل شيء له هوية لونية في مصر، بما يجعلني أبحث عن ذلك من خلال ألوان الخريطة وتضاريسها، وتاريخ علم مصر، والتنوع اللوني لملابس فرق كرة القدم في ربوع مصر، والتنوع اللوني عبر تاريخي الأتوبيس والترام، ثم مترو الأنفاق، وفي لوحات السيارات، وفي الوثائق الرسمية، لإيجاد بعض الروابط القيمة والجميلة بين عناصر حياتنا المبعثرة، وإنعاشًا للذائقة اللونية المصرية، وبحثًا في الأساس عن هوية مصر.