مسلمو أفغانستان يتجمعون في الساحات لأداء الصلاة كنت أظن مثل غيري أن أفغانستان بلدة حارة وملتهبة لكثرة ما أسمع عنها من حروب إلي أن قرأت في كتب العديد من رجال الأزهر عن هذه البلدة الطيب أهلها فاكتشفت أنها بلاد الورود والأزهار وبلاد الجبال والأنهار ثم اقتربت من أبنائها ومن سفيرها المثقف الدكتور فضل الرحمن فاضل فعلمت أننا نظلمها كثيرا بسبب وسائل الإعلام، ورمضان في هذه البلدة له مذاق خاص فقد بين لي الشيخ عثمان نورستاني رئيس برلمان الوافدين بالأزهر أن موائد الإفطار الجماعية تنتشر في مختلف القري والمدن الأفغانية وتوجد في المساجد والمؤسسات الدينية بوجه عام دروس تلاوة القرآن وصلوات التراويح التي يعقبها الدعاء لفترات طويلة، وتكثر الزيارات للأهل وصلة الرحم في رمضان كما يقوم أهل الخير بزيارة الأماكن الفقيرة والمحتاجة للمساعدات، ويأتي الاهتمام بالعبادات الدينية والاجتهاد في الصلاة في المقام الأول فشعبها يري أن أي مظاهر ترفيهية »غير ملائمة» ولهذا لا تظهر الزينة الرمضانية كما هو متعارف عليه في بعض الدول العربية خاصة مصر، وكذلك الإعلام يتعامل مع رمضان علي أنه شهر عبادة فتكثر فيه المواد الدينية بلا ترفيه أو إسفاف أو خدش للحياء.. حتي الأغنيات ليست رمضانية خالصة وإنما يتم ترديد الأغاني الدينية التي فيها روحانيات أو تدعو إلي المحبة والتراحم والتعاطف بين المسلمين أما موائدها فكما وصفها نورستاني تتميز بالاقتصاد وعدم الإسراف فتتسم بالبساطة ففي الإفطار يتم تناول البلح أو العصائر وأشهرها عصير »ماء الورد» ويسمي »روح أفزا» ثم شوربة خضار ثم الذهاب للصلاة، كما يعشق الأفغاني العديد من الأكلات أشهرها يسمي »البولاني» و»الپكورة» وهي خليط من النشويات خاصة دقيق الذرة والبطاطس مع البروتينات مثل الدجاج وتعد البهارات وخاصة الفلفل الحار أحد المكونات الرئيسية للمائدة كما يعد الأرز »سيد الأكلات» وخاصة الأرز الأوزبكي ويسمي »پلاو أوزبكي» وكذلك وجبة »المنتو» وهي عبارة عن عجين محشو باللحم المفروم وعدس وزبادي مع الثوم، وأيضا أكلة »آش» وهي مكونة من المكرونة باللحم وخضراوات وزبادي ونعناع مطحون وفلفل أحمر، ويعد الشاي الأخضر أحد المشروبات الرئيسية في أفغانستان.