بصراحة شديدة لم أتمالك نفسي، وانفجرت في الضحك وأنا أتابع قراءة مقال الشاعر عبد المنعم رمضان، عن المسخ أو كارنيه اتحاد الكُتاب. لم أتوقع أن يمتلك الشاعر الكبير كل هذه القدرة علي تفجير السخرية، التي قللت من حدة غيظي دون أن يتراجع امتعاضي من تلك الفكرة الغريبة، أن يضع رئيس الاتحاد صورته الشخصية علي الكارنيه، شخصيا لم أر التطبيق العملي لهذه الفكرة الرائدة، حيث أنني لست عضوا باتحاد الكُتاب، لأنني وبحمد الله مجرد قاريء فقط، لكنني تخيلت صورة المسئول الأكبر في النقابة التي أنتمي لها وهي تطالعني من علي الكارنيه كلما أخرجته لسبب ما! وأكثر ما أخشاه أن تنتقل العدوي إلي نقباء آخرين يسعون لتطبيق التجربة، فتتحول كل الكارنيهات إلي مسوخ، تروي سيرة أصحابها التي أوصلتهم ذاتيتهم إلي وضع لا ينبغي السكوت عليه. كان يمكن أن أكتفي بالسخرية لو كانت الفكرة قد انطلقت من أي نقابة مهنية أخري، لكن أن تخرج من اتحاد الكُتّاب، الذي يُفترض أنه يعبر عن أصحاب الفكر المغاير في وطننا، فهو أمر يشير إلي أن الأزمة أكبر مما نتصور، لكني رغم كل ذلك في انتظار تبرير رئيس الاتحاد لما حدث، لا لأنني أتوقع تفسيرا مُقنعا، بل لأنني أود التعرف علي دوافعه التي أوصلته إلي هذا الحد. باختصار شديد أرغب في التعرف عن قرب علي إرهاصات حدوث النرجسية، وكيفية تطورها إلي أن تنتهي بتلك الصورة ! حسن غريب عبد الحميد القاهرة