الشيخ عبدالله بن حجازي ولد الشيخ عبدالله بن حجازي بن ابراهيم الشرقاوي بقرية الطويلة بالقرب من قرية القرين بمحافظة الشرقية 1208ه.. وقد حفظ القرآن الكريم في طفولته ثم غادر قريته الي القاهرة حيث انتسب للأزهر وتلقي الدروس علي يد أشهر علمائه وأعلامه في علوم الدين والدنيا معا حتي بلغ القمة وصار يفتي في مذهب »الشافعي» ويرجع إليه في حل غوامضه وكان علي درجة عالية من الالقاء والتحرير ومال الي التصوف ثم تولي مشيخة الأزهر بعد الشيخ العروسي. وفي حياته ألمت بمصر أحداث جسام بعد مجئ الحملة الفرنسية وما صاحبها من قتل ودسائس ولكن الشيخ بحكمته تغلب علي هذا.. وقد تولي المشيخة في مرحلة من أهم مراحل التاريخ المصري وكان في مقدمة زعماء الشعب وواحدا من اعضاء مجلس الشوري العشرة الذين تقرب بهم نابليون للشعب المصري وقد عاش الثورة وانتفاضاتها وأبلي بلاء حسنا في حفاظه علي الأزهر وارتفع الي زعامة المقاومة الشعبية وطلب من الحاكم العدل بين الناس ورفع الظلم وإقامة الشرع وإبطال الضرائب ونزل الحاكم علي رغبة كتابه وأمر نابليون أن يؤدي للعلماء التحية العسكرية إجلالا واحتراما لهم ولقد تأثر نابليون بسلوك علماء الأزهر وعلي رأسهم الشيخ الشرقاوي وتكرر إعجاب نابليون بالاسلام وتعاليم النبي محمد عليه الصلاة والسلام وبخاصة بعد عودته من الشام أعلن فيه انه يحب الدين الاسلامي ويعظم النبي صلي الله عليه وسلم ويحترم القرآن ويقرأ منه كل يوم باتقان ومراده أن يبني مسجدا عظيما بمصر لا نظير له ثم طلب شيوخ الازهر ان يصدروا فتوي يدعون فيها الشعب المصري ان يقدموا له الطاعة والولاء فتصدي له الشيخ الشرقاوي، فاعتقله الفرنسيون مع غيره من الزعماء في سجن القلعة لكن سرعان ما أخرجوه لحاجتهم إليه وقد تنبه الشيخ الشرقاوي إلي المدينة الحديثة والعلوم المتطورة التي جاءت بها الحملة الفرنسية واكتشاف حجر رشيد.. ولما قتل القائد كليبر ألقي القبض علي الشيخ الشرقاوي واطلقوا عليه رجل السياسة الهادئ الذي جنب شعبه كثيرا من النكبات وبعد رحيل الحملة الفرنسية عاشت البلاد في ظلم وطغيان العثمانيين والاكراد والمماليك واخذ الجميع ينهبون ويستبيحون الحرمات فضج الناس بالشكوي ولجأوا الي الشيخ الشرقاوي فقاد مجموعة العلماء وآلاف المواطنين وأعلن عزل الوالي خورشيد وتوليه محمد علي وكانت أول مرة يختار الشعب زعيمه الا ان محمد علي وضع الشيخ عبدالله الشرقاوي تحت الاقامة الجبرية في محاولة منه للقضاء علي نفوذ علماء الأزهر.. ولكنه أخذ ينشر العلم ويدرسه ويناضل ضد الظلم ويمنعه حتي وافته المنية في الثاني من شوال 1227ه. • حسن مصطفي باحث إسلامي الإسكندرية