■ مواجهات مسلحة بين قوات الجيش والتنظيمات الإرهابية في ليبيا بوادر جادة لتوحيد الجيش والقوات المسلحة الليبية تحت راية واحدة بدأت تظهر في الأفق بين الفرقاء في ليبيا لعبت خلالها القاهرة دورا محوريا كبيرا وبارزا بعدما احتضنت علي ارضها الاجتماعات الخاصة بتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية برعاية مباشرة من الرئيس عبد الفتاح السيسي.. فبعد الجولة السادسة التي عقدت الشهر الماضي بالقاهرة وضمت اكثر من 40 قائدا عسكريا اغلبهم محسوبون علي حكومة الوفاق الوطني التي يرأسها فايز سراج واخرون تابعون للجيش الوطني الليبي الذي يرأسه اللواء خليفة حفتر جاءت نتائج تلك الاجتماعات بأصداء ايجابية وضعها متابعون للشأن الليبي محل اهتمام مؤكدين ان عدم توحيد المؤسسة العسكرية كان سببا رئيسيا في اطالة أمد الأزمة الليبية، وطالبوا بضرورة تكثيف الدعم الإقليمي وخاصة من جانب مصر والإمارات وجامعة الدول العربية للوصول إلي اتفاق نهائي لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية والبدء نحو استقرار البلاد من خلال فرض الأمن علي جميع الاراضي الليبية. لكن ما ظهر جليا الأيام الماضية واعلان حكومة الوفاق الوطني الليبية برئاسة فايز السراج انطلاق عملية عسكرية حملت اسم »عاصفة الوطن» للقضاء علي فلول تنظيم داعش الإرهابي قرب مدينة مصراته التي تعد كبري ثالث المدن الليبية وما جاء علي لسان المتحدث الرسمي باسم حكومة السراج محمد السلاك ان العملية العسكرية التي تقوم بها حكومة السراج المعترف بها دوليا تستهدف مطاردة فلول تنظيم داعش والجماعات الإرهابية والمتطرفة في اطار حملة لفرض الأمن والأمان في ربوع ليبيا واضاف المتحدث باسم حكومة الوفاق الوطني ان رئيس الحكومة فايز السراج يرحب بأي عمل يسهم تحقيق مصالحة وطنية بين ابناء ليبيا منوها علي خطوات تفعيل الصلح بين مصراتة والزنتان. اعلان حكومة السراج بمحاربة داعش والجماعات الارهابية في ليبيا لم يكن من طرف واحد حيث بدأت قوات الجيش الوطني الليبي برئاسة اللواء خليفة حفتر ومنذ نهاية فبراير الماضي عملية عسكرية واسعة لتحرير مدينة درنة من تنظيم داعش والجماعات الإرهابية والتي تسيطر علي المدينة منذ 2015، وعزز إصرار الجيش الوطني الليبي علي تنفيذ العملية العسكرية الزيارة التي قام بها اللواء حفتر لبلدة عين مارة قرب مدينة درنة ولقاء عدد من أعيان ووجهاء وزعماء القبائل ومناقشته معهم كيفية التكاتف مع الجيش لإنجاح العملية العسكرية في مدينة درنة حيث ينتشر في المدينة عدد من فلول تنظيم داعش والمليشيات المتطرفة علي رأسها مجلس شوري مجاهدي درنة وكتائب شهداء ابو سليم، وأنصار الشريعة، وجيش الإسلام وفي عام 2014 أعلن عدد من الجماعات الإرهابية في مدينة درنة مبايعتهم لتنظيم داعش الارهابي، من جانب آخر يقوم الجيش الوطني الليبي بعمليات عسكرية لتحرير الجنوب الليبي من الجماعات والعصابات المتطرفة ومنح قائد الجيش الوطني مهلة للمهاجرين الأفارقة الذين يتم استخدامهم في نشر الفوضي بالقوة في المدن الليبية في الجنوب حتي يغادروا البلاد. تحركات الجيش الوطني الليبي وحكومة الوفاق الوطني نحو محاربة تنظيم داعش والجماعات والمليشيات الإرهابية وتحرير كافة المدن الليبية من تلك الجماعات الإرهابية ارجعه عدد من المتابعين للشأن الليبي خطوات جادة نحو توحيد المؤسسة العسكرية الليبية ويؤكد حرص الأطراف الإقليمية التي تسعي إلي عقد مصالحة شاملة للفرقاء في ليبيا ان يتم انتهاء الأزمة الليبية في اقرب وقت ممكن حتي تعود ليبيا مستقرة وتبدأ عمليات الإعمار. ■ عمر عبد العلي