دعا صندوق النقد الدولي امس الاربعاء منطقة اليورو الى تسوية ازمة الدين بسرعة معتبرا انه «لم يعد هناك وقت كبير» للتوصل الى حل، وحذر في الوقت نفسه الحكومات من اجراءات شديدة الصرامة يمكن ان تضر بالنمو. وقال الصندوق في تقرير نشر في بروكسل «لم يعد هناك وقت طويل لايجاد حل دائم لازمة الديون السيادية في منطقة اليورو». لكنه اضاف ان «السعي الى تحقيق اهداف مرقمة في مجال العجز لا ينبغي ان يكون على حساب المجازفة بانكماش على نطاق واسع للنشاط الاقتصادي». ومن هذا المنطلق ينبغي اعادة النظر في خطة الانقاذ الثانية لليونان التي تقررت في تموز الماضي حتى «تتركز اكثر على دين يمكن للبلاد احتماله» على المدى الطويل وعلى «انتعاش للنمو الاقتصادي» كما قال مدير الصندوق لاوروبا انطونيو بورغيس في مؤتمر صحافي في بروكسل. وتعاني اليونان حاليا من حالة ركود شديد يعقد مهمة السلطات العامة في خفض العجز ولجم ارتفاع الدين العام. لكن صندوق النقد الدولي ابدى «الثقة في التوصل الى مخرج ايجابي» اثر المفاوضات الجارية بين اثينا وبين مموليها المجتمعين في الترويكا (صندوق النقد الدولي، الاتحاد الاوروبي، البنك المركزي الاوروبي) بشان سداد قسط بقيمة 8 مليارات يورو من قروض البلاد. وهذه الاموال ستؤخذ من خطة المساعدة الاولى لليونان التي تقررت عام 2010. وحذر صندوق النقد الدولي من انه لا يستبعد انكماشا على المستوى العالمي في العام 2012 نتيجة تراجع محتمل للنشاط الاقتصادي. وقال انطونيو بورغيس مدير صندوق النقد الدولي لمنطقة اوروبا في مؤتمر صحافي في بروكسل «ما زلنا نراهن على تحقيق نمو في العام 2012 حتى ولو كان متواضعا جدا لكن النشاط يمكن ان يتراجع. ومن ثم لا يمكننا استبعاد خطر حصول انكماش». واضاف «علينا بالتالي ان نغير سياساتنا الاقتصادية». وكان صندوق النقد الدولي توقع في تقريره الخريفي الصادر في 20 ايلول الماضي استمرار تحقيق نمو بطيء في العالم. وياتي التحذير الذي اطلقه الصندوق اليوم في بروكسل غداة تصريحات مثيرة للقلق لرئيس البنك المركزي الاميركي بن برنانكي عن الوضع الاقتصادي في الولاياتالمتحدة. فقد قال برنانكي ان انتعاش الاقتصاد الاميركي «يوشك على التراجع» حاليا.