أكد الدكتور محمد البلتاجي أمين عام حزب الحرية والعدالة والقيادي بجماعة الإخوان المسلمين أن الشعب لن يقبل بدولة علمانية تسعى لتهميش الدين أو تقلل من دوره أو تخالف ثوابت هوية هذه الأمة , وأنه ضد فكرة الدولة الدينية بموجب تفويض إلهي أو اعتبار أننا أوصياء على الشعب . وأضاف أننا سنصل إلى الهوية العربية والشريعة الإسلامية من خلال الممارسة الديمقراطية والاحتكام إلى صناديق الانتخاب ، وأن الهوية الإسلامية ليست في حاجة لمنازعات أو خلافات أو مظاهرات ونحن نثق ونطمئن في الشعب المصري وحسن اختياره . جاء ذلك خلال المؤتمر الجماهيري الذي نظمه حزب الحرية والعدالة بمركز سنورس بالفيوم مساء السبت وحضره الدكتور أحمد عبد الرحمن أمين الحزب بالمحافظة والأحمدي قاسم ومحمد إبراهيم عضوا الهيئة العليا للحزب بالفيوم . قال البلتاجي إن مدير هيئة المعونة الأمريكية غادر إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد ما تردد عن المبالغ المالية التي منحت للبعض ويتساءل الجميع عن تلك الأموال وهل هي أنفقت لمصلحة الوطن أم ضد مصلحته والشعب سيحاسب كل من حصل على تلك الأموال ، وأكد أن العلاقات مع الولاياتالمتحدة تحتاج إلى قواعد جديدة وإلى احترام الخصوصية والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشئون الداخلية. وشدد أمين عام حزب الحرية والعدالة على أنه لا يجوز للنخبة السياسية أو مجلس الوزراء أو المجلس الأعلى للقوات المسلحة أن يضعوا دستوراً أو إعلاناً دستورياً أو وثيقة حاكمة أو مبادئ فوق دستورية دون العودة للشعب لأنها تعد التفافاً على إرادة الشعب وأن المادة 189 في الاستفتاء والمادة 60 من الإعلان الدستوري نصت على أن الطريق الوحيد لوضع النصوص هو الشعب من خلال انتخاب برلمان يقوم بدوره بتشكيل هيئة تأسيسية لوضع الدستور ويشارك فيه كل المكونات وأكد أن هذه المرحلة في حاجة للوفاق الوطني دون تهميش أي فصيل. وطالب " البلتاجي " الذين يتحدثون عن الدولة المدنية والليبرالية والديمقراطية بالنزول للشارع وأن يحتكموا إلى الإرادة الشعبية . وقال البلتاجي القيادي بجماعة الإخوان المسلمين وعضو مجلس أمناء الثورة إن مصر في ثورة 25 يناير قدمت نموذجاً فريداً من الثورات وتحقق مالم يكن يحلم الشعب المصري بتنفيذه ومن يقول غير ذلك فهو على غير صواب وغير منصف وما حدث في مصر كان عظيماً وأكبر من كل التوقعات وقال لدينا رئس سابق " سوابق " محبوس وينادى عليه "بالمتهم" ويرد " أفندم " وأصبح لدينا حكومة سابقة وحزب سابق واتحاد عمال سابق ، وأكد أن حزب الحرية والعدالة والإخوان المسلمين يدركون المسئولية التي وضعت على عاتقهم من قبل الثورة وبعدها ويتمسكون بها وأنهم حريصون على وحدة مصر وسلامتها وتقدمها . وأشار إلى فضل الله تعالى الذي جعل في مصر مجلسا عسكريا لا يطمع في سلطة أو منصب ويدرك ما عليه من مسئولية يجب أن يتحملها وأن لديه أمانة عليه أن يفي بها ويمنحها لأصحابها . وأكد الدكتور البلتاجي أن حزب الحرية والعدالة قادر على حشد الملايين لعدم تعطيل الثورة لأنهم يدركون أن هناك ضغوطا في الاتجاه الآخر لتعطيل الثورة من جانب فلول الحزب الوطني وبعض القيادات الأمنية ورجال أعمال وهناك أيضاً قوى خارجية لا تريد لمصر استقلالا أو استقرارا ولذلك يحاولون تعطيل المسيرة ، وبالرغم من أننا ضغط بالمد الثوري والحشد الجماهيري إلا أنا نحرص على عدم الصدام. وأوضح البلتاجي أن هناك محاولات للعودة للمربع " صفر " ولكننا نسعي إلى دعوة القوى السياسية جميعاً للتوافق للوصول إلى برلمان لا يقتصر على الإخوان أو التيار الإسلامي فقط , ولكن يعبر عن كل الفئات لأن البعض يريد أن يكون البرلمان محصلة أصفار لفشل الاقتصاد . وهدد البلتاجي بالنزول للشارع مرة أخرى للضغط للحصول على تصاريح لهيئات الدفاع عن أسر الشهداء للدخول لمقر المحاكمة في حال عدم حصولهم عليها وأن الجماعة تتابع ما يحدث في المحاكمات ولدينا دواعي للقلق. وقال لقد تعاملنا مع حكومة الدكتور عصام شرف بمسئولية سواء الحكومة الأولى أو الثانية وكذلك حركة المحافظين , لكنها ليست على المستوى الصحيح ومع هذا لم نصنع أزمة , ونحبط كل محا ولات الصدام ونحافظ على المد الثوري لتحقيق كامل أهداف الثورة. وأشار البلتاجي أن هناك أسئلة تدور وتبحث عن حلول ، منها من يراقب ما يحدث داخل وزارة الداخلية ؟ أو داخل الدواوين الحكومية ؟ أو الوزارات المختلفة حالياً ؟ وما هي الضمانات لعدم وجود أمن الدولة ؟ ولماذا ارتفعت نسبة البلطجة ؟ مؤكدا أن الرقابة لا تتم إلا من خلال برلمان منتخب من الشعب . من جانبه أكد الدكتور أحمد عبد الرحمن أمين عام حزب الحرية والعدالة بالفيوم أن عشرات السنين من القهر والظلم والاستبداد لم تستطع أن تغير من هذا الشعب العظيم بل إنها زادته قوتا وتماسكا. وأوضح عبد الرحمن أن أبناء سنورس المحتشدون بالآلاف قد ذاقوا مرارة هذا القهر والظلم أكثر من غيرهم , وقال: "أتذكر وقفتكم الشجاعة عام 1995 عندما وقفتم أمام صناديد الظلم والقهر ولم ترهبكم وحشيتهم ولا إرهابهم"، وأكد عبد الرحمن أن ما قدمه أبناء سنورس من تضحيات كان نتاج وعي ونضج سياسي تميزوا به على غيرهم . وأشار عبد الرحمن أن المرحلة المقبلة هي مرحلة بذل وعطاء وجهاد وقال أنها مرحلة النهضة الكبرى التي تأملها مصر، مشددا على أن النهضة لن تأتي إلا من خلال تكاتف كل القوى الوطنية المحبة لمصر والساعية نحو نهضتها وريادتها .