كان قديما إذا كٌتب مقالا عن أكتوبر فى عهد المخلوع لا ُيقرأ لأن بعض الكتاب من المنافقين والأفاقين والمطبلين والزما رين لا يعرفون إلا لغة الرقص للمخلوع صاحب المولد العظيم الذي يقيم له الولائم وتقدم له النذور بكل أشكالها ثم يٌهب من مكانه الفخم ليلقى نظرة عليهم حقيرة يعتبرونها رضاء بما جاد عليهم ,فعاشوا محتقرين فى نظر المصريين وعاش الولي محتقرا فى عين الجميع هو وعائلته واللى جابوه وفلوله وإن لبسوا لباس الطهر والعفاف, فبئس ما لبسوا وما صنعوا إن الحديث عن أكتوبر لأبد أن يصحح بمفهوم جديد ولا يمكن لنا أن نغض الطرف عن انتصارات أكتوبر المجيدة التي زيفت على مدار ثلاثين عاما من الغياب ولا نعلم منها إلا الضربة الجوية التي ضربت قلوبنا بأزمة قلبية من كثرة الحديث عنها كأنها هي الحرب ولا شئ غيرها أما أبطالها الأصليون فقد باتوا مغيبين عن الواقع بفعل الرئيس المخلوع وبالتعاون مع الإعلام الذي طبل كثيرا على نغمة أن المخلوع هو صاحب النصر فزيفت الكتب والمناهج والصور والحقائق . لكن الشعب المصري الذي انتصر بمعدنه الأصيل قادر على الثورة ضد من زيف التاريخ وشوه معالمه من هذه الروح استمدت عافية المصريين وعاد المريض من سريره ليقول كلمته ويخرج عن صمته ويعود أكتوبر بدون مبارك المزيف وحاشيته التي أسقطت من التاريخ . أنه عيد حقيقي لأكتوبر يعانق الثورة في ثوب جديد وتملؤه روح التغيير التي دبت في كل مكان . صحيح أن هناك تخبطا في القرارات وفهما غير حقيقي للثورة إلا أن هناك بصيص أمل لولادة جديدة لمصر تلك هو المخاض الذي يسبق الولادة فمصر ستولد من جديد رغم كل التشاؤم ورغم كل الإحباط الذي يواجه المصري كل يوم .إنها مرحلة انتقالية بكل ما فيها, نكتشف بها الصالح من الطالح كما ظهرت الفلول منكشفة بعد أن نشف البحر وبانت قراميطه لكن هذه الأسماك فاسدة نافقة وإن تظاهرت بالحياة فرائحتهم عفنة أفسدت الهواء ولوثته لايبقى لهم إلا حكايات عن ما أفسدوه يتناقلها الناس فهذا هو تاريخهم الذي خلفوه . أما تاريخنا الحقيقي الذي لابد لنا أن نكتبه هو يوم 25 يناير وما بعده مستعينين بروح أكتوبر وعظمتها إن أكتوبر و25 يناير قال الشعب كلمته فيها الأولي هزيمة الجيش الذي لا يقهر والثانية الشعب يريد تغيير النظام إنهما يومان يكمل بعضهم الآخر إن التغيير الذي دب في الانتخابات النقابية وحرص الناس على الإدلاء بأصواتهم ودلالة أن صوتهم غال وثمين هي مرحلة لم نشهدها وإن شابها بعض الأخطاء إلا أنها تغيير حقيقي وقد سابقها الاستفتاء على الدستور إن روح التغيير لابد أن تكون بروح أكتوبر من انتصارات وتحديات حقيقية تمتزج بروح الحب لهذا البلد بعيدين عن أشكال الفتن والاستفزازات المستوردة والتي عودنا عليها الأمن سابقا . ويجب على الأمن أن يعود أخا لا عدوا للشعب يعاون المواطن لا يعاديه فيرجع بكل أشكاله فى ثوب جديد ضد بلطجة الشوارع والمكاتب والفلول وبلطجة الفكر بأنواعه دامت لنا مصر بروح أكتوبر ويناير