فى آخر خطاباته المتطرفة وصف موريس صادق المحامى المصرى المقيم فى الولاياتالمتحدة قاتل مروة الشربينى «ألكسندر فيندز» بالبطل، وقال موريس غير الصادق إن «الإرهابية مروة» حسب وصفه حاولت أسلمة «ألكسندر» فنهرها وقتلها ثم عاد ووصف القاتل «رامى خلة» الذى قتل زوج شقيقته فى حادث الأميرية بالبطل أيضا لأنه «قتل خاطف شقيقته» على حد وصف المتطرف. يصف «المتطرف» رجال الدين المسيحى الذين يتحدثون إلى الناس بتعاليم المحبة والتسامح بأنهم عملاء الاحتلال «الإسلامى فى مصر». كان باقيا أن يستكمل «المتطرف» كلامه المختل قائلا مثلا: إن أحاديث المسيح عن المحبة هى أحاديث مدسوسة وضعيفة أو ربما تكون إسرائيليات علينا أن نتخلص منها! إذا كان المحامى قصير القامة طويل اللسان يرى أن تعاليم دينه التى تقول «أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم» هى تعاليم غير نافعة وإذا كان يرى أن تعاليم المسيح الذى قال «إن أحببتم الذين يحبونكم فأى فضل لكم؟ فإن الخطاة أيضا يحبون الذين يحبونهم وإذا أحسنتم إلى الذين يحسنون إليكم فأى فضل لكم؟ فإن الخطاة أيضا يفعلون هكذا» إذا كان يراها تعاليم منتهية الصلاحية فعن ماذا يدافع إذن؟ كيف يعتبر المتطرف أن القتل هو بطولة دفاعا عن الدين المسيحى الذى يقول «من قال لأخيه يا أحمق يكون مستوجب نار جهنم!». هاجم «قصير القامة» الأنبا صرابامون أسقف الكنيسة الأرثوذكسية القبطية فى لوس أنجلوس لأنه طلب من شعب كنيسته عدم الاشتراك فى المسيرات التى ينظمها «موريس» للاحتجاج على أحداث الإسكندرية ولأنه قابل القنصل المصرى فى اجتماع مغلق. الحقيقة هى أن «موريس» المتطرف يتنصل من تعاليم الدين الذى يدعى الدفاع عنه لأنها لا تروق له ولا تتماشى مع سلوكه الفظ ومصالحه الشخصية. يفتعل الأزمات طوال الوقت لإضفاء أهمية على نفسه ولجذب الانتباه إلى جمعيته التى ربما يكون هو العضو الوحيد بها، ففى الولاياتالمتحدة إذا كنت تمتلك 1000 دولار ولاب توب يمكنك إنشاء منظمة حقوقية. يعشق العجوز المراهق «موريس» اللطم فيستهويه افتعال المصائب برعونة ومنطق مختل يحوله إلى أهزوءة. وأبرز هذه الافتعالات هو افتعال ما أسماه أزمة اختطاف الفتيات المسيحيات التى اختلقها وصدقها ثم آمن بها وروج لها فصدقه البسطاء. وبعد أن فضحته أفلام الفيديو التى يضعها المتطرفون المسلمون على اليو تيوب لإثبات أن الفتيات المسيحيات أسلمن بإرادتهن أصدر بيانا متطرفا هدد فيه بحرق 100 نسخة من القرآن إذا لم تعد «منال رمزى» إحدى الفتيات اللواتى أسلمن إلى المسيحية. وحيا «المتطرف» القسيس الأمريكى الذى حرق القرآن متسائلا فى غيظ ساذج «كيف ترك إلهكم القرآن يحرق هكذا ألم يقل إنا له لحافظون؟».. وكأن مثلا إذا قام المسلمون بحرق الإنجيل ستهبط قوى إلهية تمنع الحريق! فبمنطق المحامى الخاسر فى كل القضايا فستكون تفجيرات كنيسة الإسكندرية دليلاً على عدم صحة الإنجيل الذى يعتبر الكنيسة هى بيت الله وعروس المسيح! تضحك من قلبك عندما تفتح أى خطاب يرسله لك موريس صادق عبر بريدك الإليكترونى. عليك أولا أن تضغط على الزر الذى يحمل علامة السهم الذى يشير إلى أسفل لفترة طويلة لتمرر القائمة الطويلة العريضة من الأسماء التى أرسل لها الرسالة معك والذين يكون معظمهم من الكتاب والصحفيين الذين يهاجمونه.. وبعد عبور القائمة الطويلة تقرأ قائمة من عبارات الشتم والتهديد والوعيد والإعلان عن المظاهرات التى ستقلب الرأى العام الأمريكى بأسلوب يهلك من الضحك لأنه يشعرك أن الرئيس أوباما سيترك انشغالات البيت الأبيض وسيشطب على محتويات أجندة مواعيده ليتابع مظاهرات قصير القامة. أما المشهد الأخير من المسرحية الهزلية فهو محفوظ.. موريس صادق يقف مع 4 من المصريين يرفعون لافتات ويصرخون تحت الشماسى! موريس صادق لم يتمكن حتى من أن يكون مقنعا لأقباط المهجر أنفسهم الذين تبرأوا منه بعد طلبه العون من دولة إسرائيل الذى أعلنه فى أكثر من موقف.. راسل ليبرمان يهنئه على ذكرى إقامة دولة إسرائيل ودعا إسرائيل إلى هدم المسجد الأقصى للصلاة فى مسجد سليمان. كما دعا الولاياتالمتحدة ضمن خطاباته المضحكة لقطع المعونة عن مصر كما دعا دول حوض النيل إلى منع المياه عن بلده.. قائلا: «وآن الأوان لتأديب هؤلاء الحثالة من المستوطنين المسلمين لكى يجوعوا ويعطشوا ويعرفوا أن هناك إلها قويا اسمه يسوع المسيح.. أيها الأقباط ومسيحيو العالم قاطعوا المسلمين فى كل مكان.. ويا أيها اليهود شعب إسرائيل استمروا فى تحرير أورشليم المقدسة واطردوا كل المستوطنين المسلمين فى أورشليم ليعودوا إلى شبه الجزيرة العربية». لذلك كله لم يكن شطب اسم المتطرف موريس صادق من قوائم نقابة المحامين منذ أيام قليلة كافيا وقد جاء متأخرا جدا. فإن هذا الرجل هو مجرم وطبقا لكل المواثيق الدولية وطبقا حتى لقانون الولاياتالمتحدة التى يحتمى بها، يحض على العنف والتطرف والإرهاب ويدعو للقتل علانية ودون مواربة. لكن اللافت أننا لم نسمع مرة عن أى رد فعل مهم حصل عليه قصير القامة من أية جهة ذات صفة. ولا أعرف لماذا لا يبحث المحامى المسن الذى قارب سنه ال70 والذى يبدو أنه يعانى من حالة فراغ شديدة لماذا لا يبحث عن دار لرعاية المسنين فى الولاياتالمتحدة لعله يجد فى أنشطتها ما يملأ به وقت فراغه؟ عموما لو كان الوضع فى مصر أكثر استقرارا والعقول أكثر علما وتسامحا لما استحق ذلك المحامى المسن - 68 سنة - الذى يملأ وقت فراغه بإرسال رسائل مختلة عبر بريده الإلكترونى بأن يملأ كل هذه المساحات على صحفنا أو حتى أن يلفت انتباهنا.