خلافا لأفكارها الراسخة وموقفها الرافض لولاية المرأة كما استقر فى وجدان قادتها ومرشديها رمت الجماعة كل ذلك وراء ظهرها وألقت بثقلها وراء مرشحات من أعضائها على مقاعد الكوتة، أملا فى الحصول على أى مقعد شارد خصوصا وأنها تثق فى أن رقم 88 عضوا من جماعتها لن يتحقق فى البرلمان القادم بعد أن تكشف زيف تلاعبهم واستغلالهم للدين وأنهم لم يقدموا شيئا فى دورة برلمانية كاملة مدتها 5 سنوات. المرشحات تخلين عما اعتدن عليه واضطررن للاختلاط، بل الأكثر أن منهن من بدأت حملتها من على المقاهى وبدأت تخطب فى الرجال ولم تختلف أفكارهن عن الرجال بل استخدمن نفس وسائل الدعاية وتبنين نفس الخطاب فى استغلال الدين كوسيلة وحيدة لجذب الناخبين! تتصدرالمرشحات «وفاء مصطفى مشهور» - ابنة المرشد الخامس مصطفى مشهور- التى تمردت على كل تعاليم والدها المحافظة والتى قد تصل إلى حد التعصب وأحد المرجعيات المهمة والمتشددة الذى كان له رؤية خاصة بالنسبة لعمل المرأة، حيث كان يرفض خروجها للعمل العام تماما معتبرا أن عضوية البرلمان شكل من أشكال الولاية التى لا تجوز للمرأة، وهى الأفكار التى تتبناها الجماعة ولاتزال نقطة خلاف مع القوى السياسية حتى المتعاطفة معها. المحظورة حرصت على نشر مرشحاتها فى دوائر كوتة المرأة رغم أنهن يرفضنها على مستوى الجمهورية باستثناء بعض الدوائر التى رأت الجماعة أن ظروف المحافظة وعدم توفر العنصر النسائى فيها يسمح بذلك كما أوضح أحد قياداتها الذى أقر بأن معركة الكوتة صعبة خاصة أنها تخص دائرة واحدة للكوتة باستثناء 3 محافظات الدقهلية وسوهاج والقاهرة بها دائرتان وفترة الدعاية قصيرة أقل من أسبوعين. ولذلك الجماعة عمدت فى العاصمة على التركيز على المقاعد العامة ولم تتقدم بإحداهن على مقاعد الكوتة لشدة المنافسة النسائية .. لكنها فى المقابل قامت باختيار «منال أبو الحسن» - أستاذ الإعلام بجامعة 6 أكتوبر - كعنصر نسائى ومرشحة على مقعد الفئات فى دائرة مدينة نصر لتدخل فى مواجهة صعبة وعنيفة أمام المرشح القوى الوزير «سامح فهمى» والمعروف أنه قاهر الإخوان. «منال» تخوض هذه التجربة مستفيدة من دعم زوجها الملياردير الإخوانى «عاصم شلبى» - رئيس اللجنة الإعلامية فى المحظورة وممول الجماعة إعلاميا - وهى نفس الدائرة التى يقيم بها عدد من قيادات المحظورة فى مقدمتهم «مهدى عاكف» - المرشد السابق للجماعة- و«عاصم مختار» القيادى البارز فيها وتضع عليها الجماعة آمالا كبيرة لكنها تبدو محسومة لشعبية «سامح فهمى» الجارفة سواء فى السويس كنائب شورى أو فى مدينة نصر التى يخوض فيها انتخابات الشعب. --- أما فى محافظة 6 أكتوبر فاختارت الجماعة مرشحة لكوتة المرأة «عزة الجرف» زوجة الصحفى والقيادى الإخوانى «بدر محمد بدر» مدير تحرير جريدة «آفاق عربية» السابق ورئيس تحرير جريدة «اللواء الإسلامى»، وهى تعمل صحفية منذ 6 سنوات فى جريدة «آفاق عربية» وتوقع باسم مستعار «أم أيمن»! وفى الجيزة اختارت المحظورة المهندسة «آمال عبد الكريم درويش» مرشحة كوتة على مقعد الفئات وهى زوجة القيادى الإخوانى «شريف أبو المجد» - عضو المكتب الإدارى للجماعة بالجيزة - والذى كان وراء ترشيحها لخوض الانتخابات لما لها من نشاط داخل الجماعة وخارجها والخطير - حسب كلامها - أنها تسعى لنشر ما أسمته بالفكر الإسلامى والمناداة بتطبيق الشريعة الإسلامية كما نص الدستور فى المادة الثانية! المرشحات أو الأخوات بدأن فى عمل الدعاية لأنفسهن من وقت مبكر بشأنها وقبل الموعد الذى حددته اللجنة العليا للانتخابات لبدء الدعاية، كان قد بدأ معظمهن فى نشر أفكارهن عبر الجيران والمعارف والمحيط الذى يعملن فيه والأكثر أنهن استخدمن مواقع «يوتيوب» و«تويتر» للتعبير عن آرائهن السياسية. إلا أن الفيس بوك كان الوسيلة الأكثر استخداما فى إنشاء صفحات للترويج والتعريف بهن والتواصل من خلال الرسائل والشات والتعليقات على صفحات كان من الواضح إنشاء عدد منها فى وقت متأخر كنوع من الدعاية الانتخابية وضمت فيديوهات وصورا شخصية وبيانات تعارف لهن ولأفراد أسرهن. إحداهن «منال أبو الحسن» التى استغلت فتوى للشيخ «القرضاوى» ووضعتها على الصفحة الشخصية الخاصة بها عقب لقائها به يؤكد فيها عدم تعارض مشاركة المرأة بالانتخابات سواء بالتصويت أو الترشيح مطلقًا مع نصوص الشريعة الإسلامية، وتفند جميع الأدلة التى استندت إليها فتاوى تحريم .. وأخرى وضعت كليب تعريف بها وبأسرتها، وثالثة وضعت «كليب» آخر يظهرها وهى تخطب وسط حشد من الرجال فى أحد المقاهى بمحافظة الدقهلية! -- كانت المفارقة لإحداهن من أبرز القياديات فى تنظيم الأخوات التى أنشأت مدونة خصيصا للدفاع عن الشعار الانتخابى التى تستخدمه المحظورة «الإسلام هو الحل» مؤكدة أن هذا الشعار قد حقق نجاحا على الساحة المصرية فى ظل الظروف السياسية المتدهورة. من بين المرشحات «هدى محمد أنور غنية» مرشحة الكوتة على مقعد الفئات بمحافظة القليوبية وكانت إحدى مرشحات الإخوان فى انتخابات المحليات 2008 . وهى عضوة نشطة داخل تنظيم الأخوات ولذلك حصلت على توكيل عام لمرشحى الإخوان بالمحافظة 2005 لتحضر به التصويت والفرز والمرور على اللجان ومتابعة الانتخابات، تعتمد فى الدعاية على الملصقات والمؤتمرات والمسيرات الجماهيرية. «هدى» تعمل إخصائية أمراض جلدية بمستشفى شبين القناطر العام وزوجها د. «هشام خفاجة» أحد قيادات المحظورة الذى سبق اعتقاله وهو نائب مسئول المكتب الإدارى للجماعة بالمحافظة وشاركت فى اتحاد الطلاب فى الجامعة من خلال أسرة الزهراء وأبو بكر الصديق، مقررة لجنة المرأة بنقابة أطباء القليوبية وهى عضو مؤسس لجمعية صناع الحياة النسائية الخيرية بشبين القناطر المحظورة أمنيا والتى تم إغلاقها من قبل الأمن. --- «سوزان سعد زغلول حسن» مرشحة المحظورة على مقعد الفئات بمحافظة السويس تعمل باحثة وزوجها القيادى بالجماعة بالمعهد القومى لعلوم البحار والمصايد وترى أن نزولها للانتخابات فريضة شرعية واجبة! الخطير أن هذه السيدة تعوز مشاكلنا إلى عدم الالتزام الدينى ومن منطلق فكرتها المشوشة كيف لهذه المرأة لو كتب لها النجاح أن تناقش القضايا السياسية والاقتصادية تحت قبة البرلمان ؟ وهل لديها مؤهلات لهذه المهمة سوى الخطب والشعارات الدينية؟.. هذا إن كانت متخصصة فى الولوج فيها أصلا! وترى أن «الإسلام هو الحل» ليس مجرد شعار وإنما أيديولوجية فكرية ترى أن السياسة جزء من الدين وهى جزء مهم فى الإسلام الذى قدم نظاما شاملا يصلح فى كل زمان ومكان وقالت : «نتعبد إلى الله بأداء مفهومنا السياسى»! كلامها لا يقل خطورة عن أفكارها ويكشف الخلط المقصود من الجماعة بين الدين -المطلق- والسياسة - النسبية - وأن تبنيهم لهذه الأفكار الهادمة لا هدف منه سوى دغدغة مشاعر البسطاء الذين يتعاطون الدين، دون أن يقدموا حلولا وبرنامجا ممنهجا لحل مشكلات الشعب سوى تلك الأقوال المطاطة والمغلفة بكلام دينى ! --- اللافت فى أمر مرشحات الإخوان تلك التى تدعى «مايسة محمد محمد إبراهيم الجوهرى» التى تختلف عن الأخريات لكونها أول مرشحة للمحظورة تخطب فى مقهى أمام جمع من الرجال وهى تحمل ميكرفون، وأول إخوانية تلصق صورتها على وسيلة مواصلات - التوك توك - وتعمل مدرسة لغة إنجليزية بمعهد فتيات كفر الكردى الثانوى الأزهرى، ومرشحة بالدقهلية عن الدائرة الثانية على مقعد الفئات، حيث ينزل الإخوان فى هذه المحافظة بمرشحتين يدعمهما مرشحو الإخوان من الرجال نظرا للعدد الكبير من مرشحى المحظورة بالمحافظة حيث يتشاركان مع الرجال فى الدعاية. ومنهن كانت «سهام عبد اللطيف اليمانى الجمل» مرشحة الإخوان على مقعد المرأة الدائرة الأولى - جنوبالدقهلية التى انضمت لأحد مرشحى الإخوان وأنشأوا صفحة خاصة بهما للدعاية على موقع الفيس بوك. «منال إسماعيل» مرشحة الإخوان عن مقعد المرأة فئات بمحافظة البحيرة وتعمل مدير العلاقات العامة بمدرسة طيبة الخاصة سابقاً، والتى أغلقت بسبب تجاوزات إخوانية فيها إلا أن نشاطها الأساسى الدعوة داخل المساجد ونشر فكر الجماعة بين الأهالى، وتخرجت فى معهد «إعداد الدعاة» التابع لوزارة الأوقاف بالبحيرة ومن خلاله مارست الدعوة فى العديد من المساجد بمدينة دمنهور ولمدة عشر سنوات أو أكثر وتعتمد حاليا على الخطابة عبر الفيس بوك والماسينجر لأنها ترى أنه بجانب المؤتمرات فإن هذه الوسائل الجديدة للدعاية غير مكلفة. غرف البالتوك أيضا إلى جانب الفيس بوك كانت ضمن وسائل الدعاية التى تستخدمها الأخوات فمن خلال إذاعة «سرايا الدعوة» على البالتوك تتم الدعوة للقاء المباشر مع المرشحات لنشر أفكارهن وبرامجهن الانتخابية منهن كانت «بشرى السمنى» مدرسة لغة عربية بالتربية والتعليم إحدى القيادات النسائية البارزة داخل تنظيم الأخوات بالجماعة ومرشحة الجماعة فى الإسكندرية زوجها المهندس «أحمد الثقلى» قيادى إخوانى تم اعتقاله أكثر من مرة ويقيمان بمنطقة الرمل وتعول عليها الجماعة كثيرا، حيث يدعمها الإخوان بشكل كبير داخل المحافظة. أيضا المهندسة «سلوى توفيق» مرشحة الكوتة فى المنوفية وكذلك «رضا عبد الله» وتعمل مفتش رى ومرشحة المحظورة فى الشرقية ومتزوجة من القيادى الإخوانى «عماد الدين محمد زكى» وعضو مجلس نقابة المهندسين .. وأيضا «نجوى محمود جودة» مرشحة الجماعة فى الفيوم وأيضا «اعتماد زغلول»، والمفاجأة أن هذه المرشحة على مقعد الكوتة بمحافظة دمياط تقول إنها تنتمى بصلة للزعيم الوفدى سعد زغلول الذى لو كان حيا بيننا لتبرأ منها.