كان مفروضاً أن أكتب هذه الكلمات من الجزائر التى تفضلت حكومتها بدعوة منتدى الفكر العربى لعقد الاجتماع السنوى الثانى والعشرين للهيئة العمومية للمنتدى والمشاركة فى الندوة الفكرية السنوية عن التربية والمواطنة.. ولكن ظروفاً طارئة حالت بينى وبين السفر إلى القطر الشقيق، الذى تعتز مصر بعلاقتها به منذ وقفة ثورة 23 يوليو إلى جانب ثورة الجزائر المجيدة، وأعلنت عن قيامها فى بيان للثورة الجزائرية أذاعته إذاعة صوت العرب من القاهرة يوم أول نوفمبر ,.1954 ووقفت إلى جانبها خلال ثمانى سنوات ناضلت فيها الثورة الجزائرية حتى تحرر شعبها من الاحتلال الفرنسى وتحقق له الانتصار الكامل فى يوليو .1962 ومنتدى الفكر العربى يرأسه ويرعاه الأمير الحسن منذ إنشائه عام 1981 بعد عقد مؤتمر القمة العربى فى عمان وكان الأمير ولياً للعهد.. والمنتدى يواصل جهده فى تنوير العقل العربى بالندوات التى يقيمها كل عام.. وحشده للمفكرين والمثقفين العرب.. وتصادف أن أمينه العام كان من مصر عدة مرات متتالية الدكاترة سعد الدين إبراهيم وسيد يس وحسن نافعة. وندوة الجزائر هذا العام كانت بدعوة من وزارة التعليم العالى والبحث العلمى الجزائرية، وشارك فيها عدد من المنظمات الهامة.. إلى جانب المنتدى مثل الأيسيسكو ومكتبة الإسكندرية وفروع من نادى القلم. وهنا نشير إلى أن منتدى الفكر العربى قد وقع عدة اتفاقيات تآخى مع التنظيمات المهتمة بالفكر والثقافة والسياسة ومنها الاتفاقية التى وقعت مع اللجنة المصرية للتضامن بتاريخ 20 فبراير 2008 وجاء فيها أنه سعيا لتوثيق الروابط بين المنتدى واللجنة، فى جميع مجالات الاهتمام المشترك، فقد تقرر إبرام مذكرة تفاهم بين المنتدى واللجنة لتحقيق العمل على توثيق أواصر التعاون المشترك فى مجال الاهتمام المشترك، وتطوير هذا التعاون بكل السبل والوسائل المتاحة، وتبادل المعلومات عن نشاط كل من المنتدى واللجنة، وقيام كل طرف بتزويد الطرف الآخر بالمطبوعات والنشرات والوثائق والدراسات التى يصدرها.. وبذل الجهود المشتركة لتحقيق الروابط بين مؤسسات المجتمع المدنى العربى ودعمها للقيام بدور فعال لخدمة المجتمعات العربية وتطويرها، متابعة الأحداث والتطورات المهمة فى المنطقة العربية والعالم، والعمل على تنسيق المواقف بما يخدم القضايا المشتركة للأمتين العربية والإسلامية.. وتبادل البعثات والوفود والزيارات، وتنظيم اللقاءات والندوات والحوارات بين مؤسسات المجتمع المدنى فى المنطقة العربية.. ودعوة أعضاء المنتدى واللجنة للمشاركة فى المؤتمرات والأنشطة المختلفة «ندوات، مؤتمرات، موائد مستديرة» التى يعقدها كل من الطرفين مع تنظيم لقاءات دورية لتنسيق الأنشطة والمواقف بين المنتدى واللجنة، وتشجيع الاستفادة المتبادلة من التجارب والخبرات فى مجالات الاهتمام المشترك. ولاشك أن اتفاقيات التآخى توحد بين جهود العاملين فى مجال الفكر، وتجمعهم فى ندوات وحوارات مثمرة ومفيدة.. وإذا كانت لجان التضامن العربية تحرص على عقد اجتماعات دورية للجان التضامن العربى كان آخرها فى دمشق فى يونيو عام ,2010 ومؤتمرها القادم فى المغرب.. فإن منتدى الفكر العربى قد أقام ندواته ومؤتمراته فى بعض العواصم العربية وآخرها التى أقيمت فى الجزائر يومى 25و26 أكتوبر الماضى والتى حالت ظروف سمو الأمير الحسن الخاصة من المشاركة فيها.. كما أنه تم عقد مؤتمرات للشباب عن تحديات المستقبل، والشباب فى المهجر، ومؤسسات العمل الشبابى العربى فى عمان فى أعوام 2008 ,2006 ,2004 وعقد حوارات عربية تركية وأفريقية ولاتينية. وتعد اللجنة المصرية للتضامن عدتها لدعوة منتدى الفكر العربى لندوة مشتركة فى القاهرة خلال العام القادم تنفيذاً لاتفاقية التآخى الموقعة بين المنتدى واللجنة.