ذكرت صحيفة «الجارديان» البريطانية، أن إيران توسطت للوصول إلى اتفاق مهم مع جيرانها فى المنطقة، لتنصيب حكومة موالية لطهران فى بغداد، ونجحت فى مسعاها عقب محادثات سرية مع سوريا و«حزب الله»، وقيادات شيعية بارزة، وهو تحرك ينقل العراق بقوة بعيداً عن النفوذ الغربى. يأتى ذلك فى ضوء ترشيح «التحالف الوطنى» وهو ائتلاف شيعى لرئيس الوزراء المنتهية ولايته نورى المالكى، لتشكيل حكومة جديدة، مدعوماً بشكل خاص من «التيار الصدرى» الذى يقيم زعيمه مقتدى الصدر فى إيران، فى تحول لموقف الأخير بعد أن هاجمه فى بادئ الأمر ووصفه بالكذاب. ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تسمها، أن إيران كانت بقوة وراء تشكيل ائتلاف بين نورى المالكى، الساعى نحو ولاية ثانية، مع الزعيم الشيعى مقتدى الصدر، فيما اعتبر معلقون غربيون أن نجاح طهران فى مسعاها لتشكيل حكومة موالية لها سيكون بمثابة «هزيمة استراتيجية» أمريكية فى العراق. وتشير الصحيفة إلى أن الاتفاق، الذى تشارك فيه سوريا و«حزب الله» اللبنانى وبعض من أبرز القيادات الدينية الشيعية، يضع المالكى فى مقدمة المتنافسين على مقعد رئيس الوزراء العراقى مجدداً، بعد سبعة أشهر من التعثر فى تشكيل حكومة بين الفرقاء السياسيين المتناحرين وترى أن من شأن هذا الاتفاق أن يضع إيران فى موضع «المصد العازل» بين العراق والمصالح الأمريكية فيه، فى وقت تسعى فيه واشنطن إلى تغيير العلاقة مع العراق من سيطرة عسكرية إلى شراكة مدنية، وأضافت الصحيفة أن مسئولين عراقيين بارزين أدلوا لها بتفاصيل عن نشاطات إيرانية حثيثة وراء الكواليس بدأت بقوة منذ بداية سبتمبر الماضى، وقال هؤلاء إن الإيرانيين رأوا فى الانسحاب الأمريكى العسكرى الأخير من العراق فى نهاية أغسطس فرصتهم لملء الفراغ الناجم عنه. ووفق ما ذكر أحد المصادر فإن «الإيرانيين انتظروا حتى ذلك الوقت، فهم لا نية لديهم فى منح الأمريكيين فرصة الانسحاب على نحو مرض وطيب».. ويعتقد أن الدفعة الأولى فى هذا الاتجاه جاءت من الزعيم الروحى للتيار الصدرى المرجع الشيعى كاظم الحائرى، الذى يعتبر الأب الروحى لمقتدى الصدر على مدى 15 عاماً، ونقلت الصحيفة عن المصدر قوله إن الصدر «لم يكن يستطيع أن يقول «لا» للحائرى، ثم دخل الإيرانيون على الخط».