مازال الأستاذ «هاني لبيب» يواصل بإصرار ودأب التأكيد علي «جريمة الزعيم عبد الناصر ضد الأقباط» ذاكراً أن ما وصلنا إليه الآن فيما يخص الثورات الطائفية هو نتاج تراكمي تاريخي طبيعي بدأ فعلياً مع عصر الرئيس الراحل «جمال عبد الناصر» واستدل علي ذلك بعشرة أسباب يأتي في مقدمتها تاريخياً عدم وجود ضابط جيش مسيحي مصري ضمن مجلس قيادة الثورة.. وقد علقت علي ما قاله بأنه بينما يمقت في مقاله العنصرية فهو للأسف يتحدث في هذا الأمر بعنصرية، فكأن المطلوب من رجال الثورة الأحرار أن ينقبوا عن ضابط مسيحي ليشركوه معهم في مجلس القيادة لتكتمل دعائم الوحدة الوطنية.. بينما المفروض أن تكون الأولوية للهوية الوطنية لا الدينية.. وأن الثائر لابد أن يكون مصرياً أولاً وأخيراً.. وأن الثورات لا تصنعها «الكوتة».. عموماً فقد وصلتني أخيراً رسالة علي بريدي الإلكتروني ربما تسعد الأستاذ «هاني» كثيراً أرسلها الأستاذ الدكتور «أحمد عاطف دردير» رئيس هيئة المساحة الجيولوجية الأسبق يقول فيها: الحقيقة أقول لا قيادة الضباط الأحرار ولا مجلس قيادة الثورة كانوا بحاجة للتنقيب عن ضابط مسيحي، فمجلس قيادة الثورة ومن اليوم الأول ضم بين صفوفه ضابطاً مسيحياً برتبة يوزباشي اسمه «واصف لطفي حنين» كان ضمن المجموعة التي اقتحمت قيادة الجيش المجتمعين بكوبري القبة ليلة الثورة وشارك في اعتقال قياداته بل أبلي في ذلك بلاء حسناً شهد به كل من كان مشاركاً في هذا الاقتحام الذي حدث مبكراً عن موعده مما أنقذ الثورة وجنبها الفشل، وقد ذكر لي الواقعة ومنذ سنوات المرحوم اللواء «عبده جبارة» الذي كان ضمن المجموعة.. وكيف كان هذا الضابط جريئاً ومبادراً دون رهبة أو خوف، ولا شك أن كثيرين من زملاء «واصف لطفي حنين» الذين علي قيد الحياة يعرفون دوره في هذا الحدث الذي ترتب عليه الكثير.. إلا أن القدر لم يمهله كثيراً بعد هذا الحدث وتوفي إلي رحمة الله.. يدعوني هذا الأمر إلي أن أطلب ممن يعرفون معلومات عن اليوزباشي «واصف» أن يكتبوا لمجلتكم الغراء وإلي الأستاذ «عاطف بشاي» والأستاذ «هاني لبيب» عن أمجاد هذا الضابط المسيحي الشهم الذي آمن بالمواطنة والمصرية دون أن يحثه عليها أحد. وأنا من جانبي أتمني ألا يكون الأستاذ «هاني لبيب» بعد هذه الرسالة مازال «واخد علي خاطره» من «عبد الناصر» متمنياً أن يزول سوء التفاهم بينهما.