علي طريقة المطرب الراحل عزيز عثمان في أغنيته الشهيرة بطلوا ده واسمعوا ده الغراب يا وقعة سودة جوزوه أحلي يمامة. نقول بطلوا ده واقرأوا ده الدكتور يوسف زيدان وهاني لبيب أنقذا النظام من تهمتي تحويل الكنيسة إلي دولة وتهميش الأقباط ومنعهم من تولي المراكز الحساسة. فقد اكتشفا أن الزعيم خالد الذكر جمال عبدالناصر هو السبب لا النظام الحالي. فالدكتور يوسف في مقاله ب «المصري اليوم» يوم الأربعاء الموافق 22 من سبتمبر وهي الحلقة الثانية من مسلسل من سبع حلقات عنوانه «أوهام المصريين» كان من بدايته واضحاً في تخصيصها لتصفية حسابات له مع عبدالناصر ثم جاءت الثانية خليطاً غريباً من مهاجمة صلاح الدين الأيوبي والفنان الراحل أحمد مظهر لأنه لعب دوره في فيلم «الناصر» إلي مهاجمة العسكريين وثورة يوليو وبقوله بالنص حتي لا ينفي: «لم يكن صلاح الدين هو ذلك البطل الذي تم الترويج له في زمن حكم العسكر، لأنه كان مثلهم عسكرياً، فالتاريخ يخبرنا بحقائق مغايرة لما عرفناه من فيلم «الناصر» منها أن صلاح الدين الأيوبي كان قائداً خائناً للسلطان نور الدين». وبعد أن هاجم الفيلم وسخر من أحمد مظهر الذي كان ضابطا وأظهر شماتته فيه عندما شاهده في برنامج تليفزيوني يبكي لأن وزارة الإسكان ستخرب فيلته التي تعترض الطريق الذي ستمده بين القاهرة ومدينة أكتوبر. وموته كمدا. كما ألمح بطريقة واضحة إلي أن المخرج خالد يوسف تلميذ المخرج الراحل يوسف شاهين أخبره أن أستاذه كان يكره ذكر اسم الفيلم بقوله بالنص: «حقق الفيلم الحلم نجاحا جماهيرياً في زمن الإعلام الموجه لكنه واجه فشلاً فنياً ذريعاً. حتي إن مخرجه - حسبما قيل لي همساً - كان يكره ذكره». وفي نهاية مقاله قال نكتة من النوع الذي يدفعك للبكاء. وحاول أن يستخف ظله بأن قال: «ومراعاة الحقوق الملكية الفكرية فهذه النكتة قالها لي مؤخرا صديقي المخرج البديع خالد يوسف الذي أرجو ألا يضطر يوماً لإتحافنا بفيلم حلم عن الظاهر بيبرس أو قطز أو أي بطل من هؤلاء العسكريين الذين تؤكد حياتهم الحقيقية أنهم كانوا أبطالاً من البطلان وليس من البطولة». أي أن خالد يوسف هو الذي همس في أذنه بسر ندم يوسف شاهين علي إخراج الفيلم ولا نعرف لماذا يخاف خالد من إفشاء هذا السر المتعلق بالأمن القومي لمصر.. اللهم إلا إذا أراد زيدان إلصاق التهمة بعملية الربط التي قام بها بين ندم شاهين ونكتة خالد ثقيلة الظل. لكن كان كل هذا اللف والدوران والانتقال من موضوع إلي آخر بدون رابط لإخفاء هدفه الحقيقي وهو اتهام عبدالناصر بأنه - لا النظام الحالي - هو الذي حول الكنيسة إلي كيان سياسي. وبالتالي دولة وكذلك لتصفية حساباته مع بعض رجال الدين الأقباط بسبب المعركة التي نشبت معهم بعد صدور رواية «عزازيل» خاصة الأنبا بيشوي بقوله إن النظام في فيلم الناصر صلاح الدين أقحم شخصية عيسي العوام في الفيلم. وهو الدور الذي أداه الراحل صلاح ذو الفقار - ولا أعرف لماذا لم يهاجم الشرطة أيضا. لأن صلاح كان ضابطا فيها قبل أن يحترف التمثيل - ليجامل الأقباط وأضاف: «هذه الترضية الحكومية لأقباط مصر في هذا الفيلم ارتبطت آنذاك برغبة الحكومة المصرية الرشيدة في إقامة كيان سياسي كنسي مصري بإعلاء شأن كنيسة الإسكندرية في القاهرة. ولذلك قدمت الحكومة سبعين ألف جنيه مصري. وقطعة أرض كبيرة بالعباسية لإقامة البطرخانة الحالية. كان ذلك في زمن البطرك الهادئ المسالم الوديع كيرلس السادس. ولم تكن الحكومة المصرية تدري أن الأمر سوف يتفاقم ليصل إلي ما وصل إليه هذه الأيام ويتطور إلي ما نشهده مؤخرا من كلام الجهلة والسفهاء الذين صاروا في غفلة من الزمان يتصدرون وسائل الإعلام لن أزيد علي ذلك اتقاء لغضب هذا الأسد الهصور الذي يمطر الناس بالدعاوي القانونية وتلافياً لمزيد من الخلاف». ولا أعرف من أين جاء بهذه المعلومات التي لو اجتهد لمدة خمس دقائق لما قال في مقاله إن الفيلم تم إنتاجه عام 1963. وإن التبرع لإقامة الكاتدرائية كان في نفس الفترة بينما التبرع تم عام 1965 وبمائة ألف لا سبعين ألف جنيه ووضع عبدالناصر حجر الأساس لها في 24 يوليو من نفس السنة وألقي كلمة جاء فيها: «عايزين الوحدة الوطنية اللي بنيت بالدم سنة 1919 وقبل سنة 1919 تتدعم وتتقوي. وعايزين كل واحد في بلدنا يثق بنفسه ويثق أن البلد بلده. بلد المسلم وبلد المسيحي مائة في المائة. كل واحد منا له الفرصة المتساوية المتكافئة. الدولة لا تنظر إلي الدين. والمجتمع لا ينظر إلي الدين. ولا ينظر إلي الأب ولا ينظر إلي الأصل ولكنه ينظر إلي العمل وإلي الجهد والإنتاج وإلي الأخلاق وبهذا نبني فعلاً المجتمع الذي نادت به الأديان السماوية». هذه هي معلومات الباحث المدقق، يريد تصفية حسابات مع من هاجموه من رجال الدين الأقباط بسبب «عزازيل».. والرد علي اتهام النظام بتحويل الكنيسة إلي دولة بالصاقه بعبدالناصر ومهاجمة أحمد مظهر وصلاح الدين الأيوبي والعسكريين والاهتمام بحكاية عيسي العوام وبنكتة ثقيلة الظل. أما صديقنا والباحث القبطي وعضو المجلس الأعلي لأمانة السياسات بالحزب الوطني فقام بعد ثلاثة أيام - أي السبت 25 سبتمبر في مجلة «روز اليوسف» بإكمال محاولة زيدان إخراج النظام من ورطته بنفي اتهامات الأقباط له بتهميشهم بإلصاق التهمة بعبدالناصر. متخليا عن كل ما كتبه عنه وعن ثورة يوليو والمساواة التي قام بها بين الأقباط والمسلمين بقوله بالنص: «إن ما وصلنا إليه الآن هو نتاج تراكمي تاريخي طبيعي. بدأ فعلياً في عصر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر رغم تقديري واعتزازي الشديد به. ولقد تراجعت بذلك عن رأي وموقف تمسكت به لسنوات طويلة من أن المرحلة الناصرية كانت فترة التكامل والاندماج الوطني. إن واقع الأمر يؤكد أن المرحلة الناصرية كانت فترة تأسيس لمفهوم الدولة الدينية. وفي الحقيقة. لا أعرف كيف فشل حزبه الحاكم طوال عشرات السنين في معالجة جريمة عبدالناصر ضد الأقباط وكان الله في عونه!! وهكذا. واحد يؤكد أن عبدالناصر هو من حول الكنيسة إلي كيان سياسي. والثاني اكتشف أنه مهد الطريق لإقامة دولة دينية إسلامية واضطهد الأقباط. لهذا سرنا علي نظرية عزيز عثمان في. بطلوا ده واسمعوا ده. الغراب يا وقعة سودة.