الرياضي عملة بشرية ذات وجهين فمن المتعارف عليه أن موهبة اللاعب عنصر أساسي للشهرة والتميز، لكن الأهم هو الروح الأخلاقية والانضباطية التي يجب أن يتمتع بها داخل المؤسسة الرياضية.. فالأخلاق تعد أهم عناصر الرياضة وإن فقد هذا العنصر سقط اللاعب، وسقطت الرياضة لأنها ليست تهذيباً للبدن فقط، بل تهذيب للنفس أيضاً. سمعنا كثيراً عن لاعبين ورياضيين دمروا أنفسهم بسبب سوء سلوكهم، وخسروا رصيدهم في قلوب الناس لأنهم تصوروا أن المهارة وحدها كافية للنجاح في الرياضة وكأن اللياقة البدنية يمكن أن تكون بمعزل عن اللياقة الأخلاقية.. والحقيقة أن أي رياضي «شيكابالا أو غيره» عليه أن يركز فقط في اللعب.. ويبتعد عن أي أزمات خارجية. هذا ما ينطبق تماما علي لاعب الزمالك محمود عبدالرازق «شيكابالا»، فعلي الرغم من الموهبة التي يتمتع بها والتي تميزه عن العديد من اللاعبين، فإنه يتفنن في القضاء عليها بأفعاله غير الأخلاقية وتصرفاته المثيرة للجدل.. لعل آخرها ما قام به تجاه رئيس نادي الزمالك الأسبق المستشار مرتضي منصور خلال مباراة الزمالك وسموحة بالدوري، حيث قام شيكابالا أثناء استبداله بالإشارة ناحية مرتضي في مقصورة استاد الإسكندرية مطالبا إياه بأن يصمت ولا يتكلم عليه.. وقام في مباراة سابقة بإلقاء شارة كان يرتديها.. مما فجر أزمة جديدة داخل أروقة القلعة البيضاء حيث توعد مرتضي اللاعب بالسجن، لولا تدخل العقلاء لتهدئة الأجواء ومبادرة مدير الكرة إبراهيم حسن واعتذار اللاعب وقبول مرتضي بالتصالح وسحب شكواه الثنائية سواء المرسلة للجنة الانضباط باتحاد الكرة أو للنائب العام ضده. أزمات شيكابالا لم تقتصر علي الواقعة الأخيرة فمنذ عودته إلي مصر بعد رحلة الاحتراف باليونان كانت الجماهير الزملكاوية علي موعد مع سلسلة من المهازل الأخلاقية لشيكابالا بدءا من رفعه للحذاء في وجه الجماهير مرورا بافتعال المشاكل مع زملائه في الفريق، والتغيب عن التدريبات بدون أسباب، وسهراته مع الفتيات في الكافيهات، والتوقيع لنادي اندرلخت البلجيكي بدون علم إدارة الزمالك وأخيراً واقعته الشهيرة مع مرتضي منصور. حالة شيكابالا دفعتنا لطرح سؤال مهم.. كيف ننقذ هذا اللاعب من نفسه؟.. خاصة أنه يتمتع بمواصفات اللاعبين العالميين إذا تركنا له حبله علي الغارب سنعود بالضرر علي المنتخب المصري الذي يعتبر في أشد الحاجة للاعب بمهارة شيكابالا خلال الفترة القادمة خاصة في ظل ارتفاع معدل أعمار نجوم المنتخب. جمال عبدالحميد: لو نجحنا في السيطرة علي إبراهيم سعيد لكان هناك أمل في إنقاذ شيكابالا منفلت إخلاقياً جمال عبدالحميد نجم الزمالك السابق فتح النار علي شيكابالا حيث أكد أنه من نوعية اللاعبين التي لا تستطيع أن تتحمل مسئولية وأنه يتعامل بلامبالاة تجاه جماهير الزمالك التي صنعته وساهمت بشكل رئيسي في صنع نجوميته. وأشار إلي أن شيكابالا يسير علي نفس طريق إبراهيم سعيد وقد يدمر نفسه قريباً بأفعاله وسلوكياته غير المبررة. وأبدي جمال تشاؤمه من إمكانية إنقاذ موهبة شيكابالا من الضياع قائلاً «لو نجحنا في إنقاذ إبراهيم سعيد.. كان هيبقي فيه أمل ننقذ شيكابالا».. وتعجب من أفعال اللاعب المتكررة قائلاً: كيف نثق في لاعب حاول الهروب من الزمالك إلي بلجيكا قبل هذا الموسم رغم أنه يحصل علي الملايين من ناديه ويتمتع بحب جماهيره؟!. وفي النهاية وجه عبدالحميد رسالة لشيكابالا قال فيها: هتشتغل إيه بعد الكرة!!.. متوقعا أن ينهي اللاعب مسيرته مع كرة القدم مبكراً في ظل حالة الانفلات الأخلاقي التي يعيشها.
محمود بكر: عدم شعوره بوجود من يحاسبه يدفعه لارتكاب أفعال غير مسئولة محمود بكر المعلق الشهير أشار إلي أن عدم شعور شيكابالا بوجود من يحاسبه هو الذي يدفعه لارتكاب مثل هذه الأفعال غير المسئولة، وقال «أي لاعب كرة قدم لابد أن يعرف بوجود الثواب والعقاب، لكن شيكابالا اعتاد علي الثواب فقط.. فالمشكلة ليست في شيكابالا بل في عدم وجود إدارة تحاسبه علي أخطائه المتكررة ولذلك فهو يتمادي لأنه يعلم تماماً أنه الفتي المدلل للزمالك». بكر شدد علي أن سعي مجالس إدارة الأندية والأجهزة الفنية للفوز وحصد النقاط يدفعهم للعفو عن أي لاعب موهوب يخطئ حتي تتحقق لهم النقاط والانتصارات وهنا تنهار المبادئ. يظلم نفسه.
طه إسماعيل: العمر سيجري به دون إنجاز حقيقي.. ويجب أن يتعلم من نموذج مدربه حسام حسن تدليل زائد الشيخ طه إسماعيل الخبير الكروي بدأ حديثه قائلاً: «شيكابالا لاعب موهوب.. وحرام اللي بيعمله في نفسه». وأضاف: «لاعب الكرة الذي يتفرغ للمشاكل سرعان ما ينتهي فاللاعب عبارة عن طاقة لو وضعتها في المشاكل سينتهي من الملاعب». ووجه الشيخ طه رسالة إلي شيكابالا طالبه بأن ينظر للخلف ويري إذا ما كان حجم إنجازه بالملاعب يليق بقدراته الفنية والبدنية الكبيرة والنادرة بالملاعب أم لا، وهل عليه أن يعيد حسابات كثيرة لمستقبله فالعمر يتسرب من بين يديه، وعطاء اللاعب بالملاعب متصل وليس علي حلقات كما قد يظن ولعل أمام الجميع نموذجاً فذاً للاعب الكرة ممثلاً في حسام حسن ليقتدوا به.
فتحي مبروك: وظيفة شيكابالا الأساسية هي لاعب كرة قدم ولا يجب أن يقحم نفسه في المشاكل الوظيفة الأساسية فتحي مبروك مدرب الأهلي الأسبق طالب شيكابالا بضرورة أن يقتنع بأن وظيفته الأساسية هي لاعب كرة قدم ويتعامل علي هذا الأساس لكنه يقحم نفسه في مشاكل تضره أكثر مما تنفعه. وقال مبروك: إن تصرفات شيكابالا تنبع من كونه يشعر أنه نجم نجوم الزمالك والكرة المصرية وهو الذي يدفعه لعمل كل ما يخطر علي باله دون تقدير مدي خطورة ما يفعله، فهو يشعر أن موهبته ستغفر له أي أخطاء، كما نصح شيكابالا بالتركيز فقط في الكرة وعدم التدخل في أي مشاكل إدارية وتجنب الصدامات والأزمات التي لن تفيده.
أشرف قاسم: شيكابالا غافل عن أن تصرفاته سوف تفقده حب الجماهيرحرق الموهبة أشرف قاسم نجم الزمالك السابق أشار إلي أن شيكابالا لاعب موهوب ونجم محبوب لكنه غافل عن أنه بتصرفاته يخسر حب جماهيره حيث قال «اللاعب الذي يفتعل المشاكل والأزمات يحرق موهبته.. لذلك لابد أن يركز في الملعب والتدريبات وينمي مهارته بدلاً من اختلاق المشاكل.. أضاف: الجماهير تعشق دائماً اللاعب الموهوب صاحب الأخلاقيات والسلوكيات العالية فالكرة ليست موهبة فقط.. وهناك أكثر من لاعب موهوب ذهبوا طي النسيان لأن صفاتهم الشخصية لم تكن علي نفس مستوي موهبتهم الرياضية. الكيل بمكيالين حلمي طولان المدير الفني لبتروجيت اعتبر أن ما يفعله شيكابالا هو وضع طبيعي بسبب سياسة الجهاز الفني ومجلس الإدارة الذين تعاملوا معه علي أنه أحد رموز النادي، وليس مجرد لاعب داخل الفريق. وقال طولان «شيكابالا هو الفتي المدلل للنادي منذ أن كان ناشئاً في مدرسة الكرة، فالجميع كان يتغاضي عن معاقبته حتي زادت الأمور عندما تولي ممدوح عباس المسئولية، والدليل أن مجلس عباس قام بمكافأة اللاعب علي تغيبه وعدم انتظامه في التدريبات بالتجديد له بمقابل مادي ضخم، كما أن الجهاز الفني بقيادة حسام حسن أشركه أساسياً في المباريات». وأكد طولان أن سياسة الكيل بمكيالين هي التي دمرت النادي، وقد يتدمر اللاعب إذا استمر علي هذا الحال، ولابد من التصدي له في أي تصرف يرتكبه.