استنكر فضيلة الشيخ علي عبد الباقي أمين عام مجمع البحوث الإسلامية ما قام به متطرفون يهود من حرق وتمزيق نسخا من القرآن وداسوا عليها بأحذيتهم وسط شارع يافا بالقدس الغربية الأسبوع الماضي. وأكد أمين عام المجمع في تصريح خاص ل«روز اليوسف» أن هذه إهانة، ونحن نرفضها كمسلمين وأن هؤلاء المتطرفين يناصبون الإسلام الكراهية والعداء طوال حياتهم ولا ينتظر منهم أن يناصروه أبداً. وأشار عبد الباقي إلي أنها لم تكن هي المرة الأولي التي يتم فيها حرق وإهانة المصحف وإنما تعرض للحرق علي يد الاستعمار الإنجليزي في الهند فيما قبل وداسوا المصحف بأقدام الخيل في مصر في الحملة الفرنسية ولم يؤثر هذا إطلاقاً في تقديس المصحف لدي المسلمين أو لدي المسيحيين واليهود والمعتدلين وما يحدث لا يجب أن يؤثر في قلوب المسلمين بنشر الفوضي وإقامة المظاهرات والتدمير والتكسير والتخريب، فالعالم الإسلامي بهذه الأفعال يكون قد دمر نفسه، مشيراً إلي أن هذه الأعمال سوف تتجدد كلما شعروا أنها أثارت المسلمين في العالم الإسلامي بالمظاهرات والتكسير والهدم في بلادنا. وأشار عبد الباقي إلي أن الرد علي تلك الأفعال من مسلمي العالم الإسلامي لابد أن يكون رداً علمياً بالمزيد من تحفيظ القرآن الكريم لأولادنا الصغار والعمل بما فيه وطباعة ملايين النسخ من القرآن وترويجها داخل أمريكا وإسرائيل ودول الغرب وفتح اتصال مباشر مع المؤيدين والمنكرين لهذه التصرفات وقد كان الرد الوحيد علي الإنجليز في الهند أنهم جاءوا بطفل صغير عمره سبع سنوات ويحفظ القرآن كاملاً وقالوا لهم لقد استطعتم حرق المصحف فهل تستطيعون انتزاعه من قلوبنا أو قلوب أطفالنا وجعلوا الطفل الصغير يقرأ القرآن وهو العامل الذي جعلهم يتوقفون عن أفعالهم فقد وجدوا أنه لا طائل منها وليقرأ العالم كتاب إظهار الحق لرحم الله الهندي. وأشار عبد الباقي إلي أن الإساءة للقرآن الكريم سينشأ عنها طبقة من غير المسلمين تؤيد الإسلام بشدة وبقوة لأن هذا القرآن محفوظ بحفظ الله وأكد أن الإساءة إلي الرسول في الدنمارك استفاد منها المسلمون كثيراً فلقد انتشر الإسلام اليوم في الدنمارك وأوروبا أكثر من ذي قبل بمنتهي الثبات وأصبح له مؤيدون في كل دول العالم. وناشد أمين عام المجمع جميع مسلمي العالم بمقاطعة منتجاتهم وبضائعهم وتساءل: كيف يسيئون إلي المصحف الشريف ويقوم المسلمون بالتعامل معهم فاليهود أصبحوا قوة اقتصادية بأموال المسلمين التي يستثمرونها لديهم ويجب أن يمتنع المسلمون عن ذلك. وعن دعوة رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني بضرورة صياغة ميثاق عالمي يحظر الإساءة إلي مقدسات الأديان السماوية أكد فضيلة الشيخ علي عبد الباقي أن هذه الدعوة ليست بجديدة فقد نادي بها الأزهر في مؤتمر مجمع البحوث الإسلامية الذي تم عقده في شهر فبراير الماضي وتقدم الأزهر بأكثر من طلب في مؤتمرات الحوار التي حدثت في أوروبا وفي كازاخستان منذ أكثر من ثلاثة أعوام يطالب بضرورة عمل ميثاق أدبي في المقام الأول لعدم ازدراء الأديان حتي الأديان التقليدية ولكن للأسف لم يتم عمل شيء حتي الآن. هذا فيما أيد فضيلة الشيخ علي عبد الباقي الدعوة بإقامة مركز إسلامي قرب موقع هجمات الحادي عشر من سبتمبر بنيويورك وقال إن فائدة هذا العمل ستكون بوجود صوت قوي للدفاع عن الإسلام وتوضيح حقيقته السمحة وأن المسلمين أصبح لهم قوة ورأي وسوف يفرضون رأيهم. وأخيراً أكد أمين عام مجمع البحوث الإسلامية أن هذا الموضوع سوف يتم عرضه علي جلسة مجمع البحوث القادمة وسوف يري الأعضاء بعد مناقشته هل هذا أمر حقير لا ينظر إليه ولا يستحق الرد عليه أم من الضروري إصدار بيان؟ هذا ما سنراه في الجلسة القادمة للمجمع.