علي الرغم من الحملة المتواصلة التي تتعرض لها هيئة الشرطة، ومن بعض الإحباط الذي ألمّ بعدد من الضباط لأنهم يشعرون أن مجهودهم غير مقدر من قطاعات في المجتمع.. فإن ألوفا من الشباب يتوافدون علي كلية الشرطة يطلبون الالتحاق بها كل عام.. وهذا يعني الكثير. المسألة ليست مجرد وظيفة مضمونة بعد التخرج، وليست مجرد مكانة في المجتمع. الموضوع أعمق بكثير.. خصوصا أن الحملة المضادة استهدفت الشباب الذين يذهب الكثيرون منهم إلي كلية الشرطة طلبا للالتحاق بها.. بل السعي إلي وساطات لتحقيق الحلم.. وفيهم من يكرر المحاولة مرة تلو مرة، حملنا هذه الملاحظات وواجهنا بها مساعد أول وزير الداخلية اللواء د.عماد حسين رئيس أكاديمية مبارك للأمن في حوارنا معه. هل النزول بنسبة القبول من 65 % إلي 60 % له علاقة بعدم الإقبال علي الالتحاق بأكاديمية الشرطة أم هي سنة الفراغ، وهل لقرار الوزير بمد فترة القبول علاقة بهذا الأمر ؟ - مصر ستظل شامخة آمنة بأبنائها ممن وهبوا أنفسهم طوعاً لهذه المهمة المقدسة لحماية ترابهم الوطني يتوارثه الأجيال بنفس الهمة والعزم والإصرار، ودليلي علي ذلك وبالأرقام الإقبال غير المتوقع للعام الدراسي المقبل من قبل الراغبين للالتحاق بأكاديمية مبارك للأمن سواء من قبل الحاصلين علي شهادة الثانوية العامة أو الأزهرية أو خريجي التخصصات الجامعية المطلوبة من الإناث والذكور علي السواء، وتقول الأرقام إن 15 ألف طالب أرسلوا طلباتهم عبر الإنترنت من قبل الحاصلين علي شهادة الثانوية العامة والأزهرية 4000 ، من الطلبة المتخصصين منهم ألف تقدموا حتي تلك اللحظة، وأمام هذا الإقبال أصدر وزير الداخلية قراره بمد فترة القبول لإتاحة الفرصة لتلبية رغبة أبنائنا الراغبين وإتاحة الفرصة كاملة لاختيار أنسب العناصر اللائقة. وكما نعلم جميعاً يعد هذا العام الدراسي سنة فراغ وهي لم تكن مصادفة أو مفاجأة لنا كمؤسسة أمنية علمية، خططنا مسبقاً لمواجهة تلك الحالة لتلبية احتياجات وزارة الداخلية ووفرنا العدد المناسب في مرحلة سابقة لسنة الفراغ والمرحلة اللاحقة لها، أما بالنسبة للنزول بمعدل مجموع القبول فهو تفاعل مع المجتمع، المجاميع هذا العام منخفضة مقارنة بالأعوام السابقة وجميع الكليات خفضت نسبة مجاميع القبول وبنسب متفاوتة بما لايؤثر علي المضمون، نحن لدينا حاصلون علي مجاميع كليات القمة ويشكلون نسبة لايستهان بها ضمن إجمالي المتقدمين يبدون رغبة أصيلة للالتحاق بأكاديمية الشرطة لهم الأولوية لدينا ضمن مرحلة المفاضلة، ولدينا متقدمون حاصلون علي أكثر من 90%، ولكن علي الرغم من ذلك المجموع ليس كل شيء لدينا، المهام المطالب بها رجل الأمن تفرض علينا اشتراطات وأولويات وسمات ومواصفات شخصية وعائلية ذات قياسات محددة سلفاً. هل لنا معرفتها ؟ - تقدم 15000 أقلهم حاصل علي 60% نبدأ مراحل المفاضلة والتصفية بينهم من أول يوم علي أربعة معايير مجموعهم ألف درجة، المرحلة الأولي السن عليه 100 درجة كلما صغر عن السن المحدد ارتفعت الدرجة، المرحلة الثانية مجموع المتقدم في الثانوية العامة أو درجة البكالوريوس أو الليسانس ولها 300 درجة اعتبارية، المرحلة الثالثة اللياقة البدنية ولها 400 درجة، المرحلة الرابعة والأخيرة لاشتراط القبول مثول المتقدم أمام لجنة الاختيار (كشف الهيئة) ولها 200 درجة اعتبارية. وماذا عن المصريين المغتربين ممن لديهم رغبة اللالتحاق أو معادلات الثانوية العامة في مصر ؟ - لانقبل رغبات التحاقهم عبر النت لابد من التقدم إلي مكتب التنسيق بمقر الأكاديمية مباشرة والاطلاع علي شهادة المؤهل والذي لابد من تعادله مع الشهادات المصرية، كما لابد أن يكون من أبوين مصريين، وبدأنا تلقي طلبات التحاقهم من بداية الشهر الجاري وحتي أسبوع آخر، وتلقينا حتي الآن 100 طلب. وماذا عن الاختبارات الفعلية؟ - بدأناها بالفعل ويومياً نفرز ما يزيد علي 500 متقدم عبر عدة لجان مشكّلة، ونتيجة المرحلة نخطر بها المتقدم عبر الإنترنت، ومن خلال رقمه التسلسلي في حالة الرسوب وفي الاجتياز ونحدد للأخير تفاصيل وميعاد المرحلة التي تليها وهكذا. ردك علي تدخل الوساطة والرشوة والاستثناءات كعامل مؤثر في اللالتحاق بالشرطة؟ - بالنسبة للاستثناءات فهي ممنوعة بقوة القانون منذ ما يزيد علي ربع قرن وحتي التفوق الرياضي والحصول علي بطولة دولية لايشفع لحاملها ولكن تعطيه أفضلية فقط .. أما عن الشق الثاني من الاتهام هل هناك ظاهرة يمكن نطلق عليها شائعة أن القبول يخضع لمبلغ نقدي. هناك حالات بالفعل ثبت يقينا أن البعض يتصور وجود علاقات بين المسئولين في الكلية وأشخاص محددين يمكنهم تيسير أمر قبولهم بالكلية، وأولياء الأمر يقومون بالدفع مقابل ذلك، ولكنها حالات تقل تدريجياً من عام لآخر نتيجة جهود الأجهزة المعنية بالوزارة في ضبط هذه الحالات التي تشكل جريمة جنائية وتحرص الوزارة علي الإعلام عن تلك الحالات أولا بأول لردع الجناة وتقديم العبرة للضحايا. وأنا من جانبي أشفق علي أولياء الأمور ممن يسقطون ضحايا وفرائس سهلة لمحترفي النصب عليهم ، وضع ثقتهم بالله وأنفسهم وأبنائهم ونزاهة اختيارنا. يتردد عدم إقبال الأطباء حديثي التخرج علي اللحاق بالشرطة المتخصصة لعدم مساواتهم بأقرانهم بالخارج ؟ - اليوم لدينا عشرة مستشفيات تتبع الداخلية تقدم خدماتها من أصغر فرد بالوزارة وحتي أكبر رتبة بل لأسرهم، الوزير لديه الرغبة الصادقة بالارتقاء بالمستوي الطبي الخدمي المقدم لأبنائه وأسرهم، نحن في حاجة للمزيد منهم كقاعدة طبية قوية تتفاعل ومتطلبات الخدمة الطبية، ولذلك أمر الوزير العادلي بتقديم جميع المزايا المادية والمعنوية، بل الدفع بهم للحصول علي الدرجات العلمية والارتقاء بالمستوي العلمي سواء بالداخل أو الخارج للحصول علي درجاتهم العلمية. ما عدد الطلبة المتوقع قبولهم هذا العام ؟ - لم يتحدد بدقة .. ننتظر ما سوف تسفر عنه تصفيات القبول وقتها نعلن الأعداد المطلوبة بدقة. بالنسبة للمصروفات الدراسية يري البعض أنها مبالغ فيها . -الأكاديمية من صفوة الأكاديميات الأمنية علي المستوي الدولي وليس المحلي أو الإقليمي ليس من حيث المساحة أو المنشآت، وبدون مزايدة لدينا أفضل المؤسسات العلمية الأمنية ومعامل التكنولوجيا الأمنية من معامل محاكاة وميادين تدريبية علي مختلف مكافحة الجرائم ومواجهتها وأجهزة فنية مساعدة معاصرة لتقديم عنصر أمني محترف يختلف عما سبق، وإذا قارنا كلفة الطالب العلمية والأمنية وما يقوم بدفعه يصغر أمامه، وأحب أن أقول كل ما يتصل بعمليات التعليم والتدريب والإعاشة علي نفقة الدولة، والأكاديمية تحصل قيمة تكلفة مقابل النشاط الرياضي والثقافي والصحي والملابس الشخصية بحيث يكون الجميع سواسية من الداخل والخارج. ما ملاحظاتك من خلال مراحل الاختبار التي يمر بها نموذج من شبابنا صحياً وبدنياً؟ - للأسف نسبة تقدر ب 50 % وتزيد تعاني من تشوهات الهيكل العظمي ما بين تقوس بالعمود الفقري أو الساقين أو انحناء في أحد الكتفين والسبب عدم ممارسة الرياضة علي الإطلاق وحمل الحقائب المدرسية من الصغر والمثقلة علي كواهلهم خطأ مما يترتب عليه تلك التشوهات، والتي قد لانلحظها أيضاً ظاهرة ضعف الإبصار من جراء الجلوس المستمر والإفراط أمام شاشات الكمبيوتر دون اتباع إجراءات وقائية أيضاً نلاحظ ترهلات جسدية وسمنة مفرطة من جراء العادات المفرطة في تناول الوجبات الغذائية السريعة (فاست فود)، مما ينعكس علي الصحة العامة وعدم اتباع الثقافة الغذائية السليمة وعدم ممارسة أي نوع من أنواع الرياضة، لذلك أنصح الآباء والأبناء بأخذ تلك الملاحظة مأخذ جد.