إذا كان الحزب الوطنى قد فاز بتسعين فى المائة من أصوات الناخبين.. فألفين مبروك.. عقبال الانتخابات القادمة، وسوف يفوز بمائة فى المائة بإذن واحد أحد.. والمهم أن لا تغضب.. ولا ترفع شعارات الحنجورى.. وعليك أن تستفيد من التجربة.. وخيرها فى غيرها كما قال لى السيد زوج خالتى الفيلسوف المشهود له بالحكمة والنصاحة.. وقد جلس يعلمنى أصول صنعة السياسة!! قال لى إن القاعدة رقم واحد أن لا تقف ضد الحكومة.. لأنها قطار مندفع يدهس كل من يقف فى طريقه.. ومن الأفضل أن تعلن تأييدك لها ورضاءك عن فوزها الكاسح.. ثم انزل إلى الميدان لتشاركها المكاسب والأرباح.. وعليك بتأسيس حزب معارض.. سوف يضمن لك رغد العيش ويوفر اللحمة صبحا وظهرا وفى المساء والسهرة.. فى الحزب المعارض.. ليس من المهم أن تعارض، ويجب أن يكون الحزب الوليد من عينة حزب العدالة وحزب الجريمة وحزب الكفالة وحزب المستقبل وحزب ماوراء الطبيعة.. وليس من المهم أن يكون لك برنامج سياسي.. المهم أن تتواجد على الساحة الحزبية وسوف تكسب ذهبا بإذن واحد أحد..! اعتدل السيد زوج خالتى فى جلسته وقال هل تذكر حزب الحاج أحمد الصباحى وولده.. وزمان كنا نحسبه نكتة وغلطة وفاسوخة الحياة الحزبية فى مصر.. فإذا بظاهرة الحاج أحمد وولده تتكرر.. وعندنا أحزاب من نفس العينة.. وهناك حزب الدكتور محمد وزملائه.. وحزب الأستاذ سيد وجيرانه.. وحزب المعلم أمين وأقاربه!! أقصد أن الساحة الحزبية مزدحمة، وقد سمحت الحكومة لتلك الأحزاب بالتواجد.. بهدف لخبطة الحياة الحزبية فى مصر بحيث يختلط الجاد بالعابث والمكافح بغاوى الشهرة والاسترزاق.. وعليك بانتهاز الفرصة لتأخذ نصيبك من كعكة الحكومة.. وهل تعلم أن تلك الأحزاب تعيش على معونة الحكومة.. وتتسول ثمن المقر الحزبى، وتكاليف الجورنال.. ولأن أكل العيش يحب الخفية.. لا مانع عندها من عرض الحزب بالإيجار.. ولا بأس من تغيير البرامج والأفكار لمن يركب من الزبائن.. والزبون دائما على حق كما تعلمون!! سرح السيد زوج خالتى ببصره بعيدا.. يتذكر الأحوال فى سالف العصر والأوان.. وزمان وفى بداية عودة الحياة الحزبية عام 1976 دعمت الحكومة أحزاب المعارضة بالمقار والفلوس على اعتبار أن التجربة كانت جديدة وقتها.. أما الآن وبعد مرور 35 سنة فإن أحزاب المعارضة لاتزال تمد يدها للحكومة بدلا من أن تمول نفسها من الاشتراكات وتبرعات الأعضاء كما يحدث مع جميع الأحزاب المحترمة فى العالم. ومن حسن الحظ أن الحكومة غافلة.. ولو كانت ناصحة لقامت بتمويل الأحزاب الجادة التى استطاعت الحصول على نسبة معقولة من أصوات الناخبين.. لكن لا.. هناك اتفاق ضمني بين الحكومة والمعارضة.. بأن لا يقف أي منهما فى وجه الآخر فى مشواره الذى يسعى إليه..! وقف السيد زوج خالتى يحفزنى على المشاركة فى اللعبة الحزبية.. لا تخش الانتخابات.. فجميع تلك الأحزاب تختفى تماما فى المعارك الانتخابية.. وهى ترفع شعار القناعة كنز لايفنى.. فتكتفى من أصوات الناخبين بثلاثين أو أربعين صوتا وخلاص.. كفى الله الأحزاب شر الانتخابات. طيب.. الحكومة زورت الانتخابات.. فماذا عن الأحزاب.. لماذا لم تحشد ناخبيها.. ولماذا لم تخوض المعارك.. ولماذا غابت بفعل فاعل عن المشاركة بحيث تركت الساحة للحزب الوطنى يفعل بها مايشاء!! لا تقف فى وجه الحكومة ياولدى.. ألفين مبروك لنجاحها الساحق فى الانتخابات.. ومبروك للمعارضة إنجازها بالحصول على الفتات.. أما أنت فعليك بلجنة شئون الأحزاب.. عسى أن تأكل اللحمة من وسع..!