عبد المجيد السياسى فى الوقت الذى كاد البعثيون العراقيون أن يفجروا القمة العربية ب «سرت»، نجحت القاهرة فى تحقيق العديد من المكتسبات المهمة للقضية الفلسطينية بعدما تغير اسم القمة إلى «قمة دعم المقدسيين» بمبادرة منها، وتنطلق القمة اليوم وسط سيطرة كاملة للملف الفلسطينى على أولوياتها، خاصة بعد أن أقرت 500 مليون دولار للقدس، فيما أكد السفير حسام زكى المتحدث باسم الخارجية المصرية أن المبادرة العربية للسلام لن يدوم طرحها طويلا مع نفاد الصبر العربى من الممارسات الإسرائيلية، فلن يمد العرب أيديهم دون أن تكون هناك يد إسرائيلية. وحول المبادرة السورية للمصالحة العربية قال زكى أن مصر أدخلت العديد من التعديلات عليها وتم التوافق عليها، مشيرا إلى أنه سوف تسعد مصر باعتبارها دولة المقر لو تم التوافق حول إقامة القمة القادمة فيها مع بعض الاعتراضات لإقامة القمة القادمة فى العراق كما هو مقرر حتى الآن. وعن مستوى التمثيل قال عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية الذى انشغل بلقاءات عديدة مع وزراء الخارجية قبل القمة ووصول الزعماء الذين بدأوا فى التوافد على سرت، قال إن هناك عددا كبيرا من الزعماء والرءوساء الذين سيشاركون فى القمة اليوم، ومنهم الرئيس الفلسطينى أبومازن نافيا التقارير الإعلامية حول مشاركة حماس فى القمة. فيما تراجع وزير الخارجية العراقى عن الانسحاب بعد تدخلات من أطراف عربية عديدة، من جهة أخرى أفاد أعضاء فى الوفود العربية أن مناقشات دارت كذلك فى الاجتماع المغلق الخميس حول طلب العراق استضافة القمة العربية المقبلة على أراضيه العام المقبل إذ تحفظت العديد من الوفود بسبب الأوضاع الأمنية فى العراق، كما أكد وزير الخارجية السورى وليد المعلم أن بلاده لا يمكنها حضور القمة فى العراق إلا بعد الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية والأجنبية منه. واقترح موسى أن يتم التأكيد على حق العراق فى رئاسة القمة المقبلة على أن يتم عقدها فى بغداد أو فى مقر الجامعة العربية إذا تعذر ذلك. وعقدت لجنة شكلها مؤتمر وزراء الخارجية العرب اجتماعا جانبيا لتعديل مشروع القرارات المتعلقة بالتحرك العربى تجاه القدس. وشدد مشروع القرار المتوقع رفعه للقمة العربية لإقراره على التأكيد أن القدس جزء لا يتجزأ من الأراضى الفلسطينية المحتلة عام .1967 وطالب الدول والمنظمات الدولية بالاستمرار فى عدم الاعتراف أو التعامل مع المشاريع والإجراءات الإسرائيلية التى تستهدف الأرض والمقدسات الإسلامية والمسيحية. وطالب منظمة اليونسكو بتعيين بعثة دائمة فى القدس لرفع تقارير دورية حول الاعتداءات الإسرائيلية على المقدسات الإسلامية والمسيحية فى الأراضى الفلسطينية. ومن جهة أخرى عبرت مصر على لسان زكى عن عدم موافقتها على فكرة رابطة دول الجوار العربى التى يعتزم الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى طرحها.